|
قضية الناسخ والمنسوخ فى القرآن
الباب الأول التعريف بقضية الناسخ والمنسوخ
الفصل الثالث ما هو المقصود من القول " خير منها " ؟
1ـ تقول الآية القرآنية في سورة (البقرة2: 106): "ما ننسخ من آية أو نُنسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها" والمقصود بالقول " خير منها" أي أفضل أو أحسن منها، (انظر المعجم الوسيط ص264).
2ـ والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل وحي الله فيه مفاضلة؟ أي هل فيه شيء حسن وشيء أحسن؟ إذا كان الأمر كذلك فيمكن إذن أن يقال أن فيه كلام غير حسن أيضا، طالما هناك درجات في كلام الله. ما هذا الهراء؟؟؟؟ .
3ـ ثم هناك مسألة أخرى أكثر تعقيدا: ما هو يا ترى الكلام الذي كان مكتوبا في اللوح المحفوظ؟ هل هو الكلام الذي نُسِخَ وأُنْسي؟ أم هو الكلام الأخير والأحسن الذي حلَّ محل ما نُسخ بالإلغاء والنسيان؟؟ كلام غريب الشأن لايَخِيلُ على أيِّ إنسان عاقل!!! .
وقد يتحير البعض من قول السيد المسيح عن الوصية الأولى أنها العظمى، ويتصور أن ذلك يعنى أن هناك وصايا عظيمة، ووصايا أعظم ... وإن كان الأمر كذلك فتكون مثل "نأتى بخير منها ..." .
ولتوضيح ذلك الأمر نقول أنه لا توجد علاقة بين الأمرين. فالآية المنسوخة أو التي تنسَّى يؤتى بأحسن منها. فهذا معناه أن الآية الأولى لم تكن في درجة الآية الجديدة، بل هي أقل منها. ولكن قول الكتاب المقدس أن هناك وصية عظمى، فهذا لم يلغ الوصايا الأخرى ولا يحقرها، بل دعيت عظمى لأنها تختص بالله العظيم ذاته، مثل تحب الرب إلهك من كل قلبك ... (مت22: 37). وتوجد وصايا أخري تخص علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان، فهي وصايا مقدسة أيضا ولم تنسخ، ولكن يأتى الإنسان بعد عظمة الله ذاته، وهذه الوصايا مثل: تحب قريبك كنفسك (مت22: 39)، كما توجد وصايا صغرى تخص علاقة الإنسان بمواشيه، والمواشي تأتي بعد رتبة الإنسان، مثل: لاتَكُمَّ الثور في دراسه (تث25: 4) .
وبالرغم من ذلك فهي في مرتبة واحدة لاتقل إحداها قيمة عن الأخرى، فقد قال السيد المسيح: "من أخطأ في أحد هذه الوصايا الصغرى فقد صار مجرما في الكل" (مت5: 19) .
لعلك أدركت يا عزيزي المفارقة بين هذه الوصايا المقدسة، وبين نسخ آيات ويؤتى بأحسن منها، وكأن عند الله آيات أحسن من آيات!!!
عودة الى الصفحة الرئيسية |