ثالثاً: دواعي الصوم
هناك أمور عديدة تدعو المؤمن المبتدئ أن يصوم، ونلاحظ أن هناك دواعي أخرى
للصوم بالنسبة للقامات الأخرى في حياة المؤمنين، ولكننا لن نتعرض لها، بل
نحصر حديثنا فيما يخص المبتدئين، فمن هذه الدواعي والأسباب ما يلي:
( 1 ) التوبة:
معلمنا داود النبي يقول: "أبكيت بصوم نفسي" (مز10:69)، وكذلك أهل نينوى
"نادوا بصوم ولبسوا مسوحاً من كبيرهم إلى صغيرهم" (يون5:3) وتابوا بمناداة
يونان.
والمؤمن إذ يقدم توبة لله عن ضعفاته وسقطاته وخطاياه يحتاج إلى أن يقرن
توبته بالصوم.
( 2 ) طلب نعمة:
لقد صلى عزرا الكاهن ونادى بصوم، ووضح سبب الصوم بقوله: "لكي نتذلل أمام
إلهنا، لنطلب طريقا مستقيمة لنا، ولأطفالنا، ولكل ما لنا ... فصمنا، وطلبنا
ذلك من إلهنا فاستجاب لنا" (عز21:8ـ23).
( 3 ) الغذاء الروحي:
يقول الوحي الإلهي عن الرب يسوع أنه "بعد ما صام أربعين نهاراً وأربعين
ليلة جاع أخيرا. فتقدم إليه المجرب وقال له إن كنت ابن الله، فقل أن تصير
الحجارة خبزا. فأجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة
تخرج من فم الله" (مت2:4ـ4).
فإذ يصوم المؤمن عن الغذاء المادي يشبع بالغذاء الروحي، الذي هو كلمة الله.
هذه بعض دواعي الصوم في حياة المؤمن المبتدئ، كابن الله، إذ يقدم توبة
متجددة لأبيه، طالبا منه نعمة لطريقه معه، وغذاء لروحه.
ويلزم أن يكون الصوم مصحوبا بوسائل أخرى حتى تكون ممارسته فعالة.
|