الصوم

 أهمية الصوم 

 أنواع الصوم

 دواعي الصوم

 ممارسة الصوم

 ثمار الصوم

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

رابعاً: ممارسة الصوم


يوضح لنا الكتاب المقدس أن الصوم كان مصحوبا بوسائط نعمة أخرى، حتى يأتي بثماره المرجوة منه، كما يتضح مما يلي: 



(1) ارتباط الصوم بالصلاة:

يقول نحميا "فلما سمعت هذا الكلام جلست وبكيت ونحت أياماً، وصمت وصليت أمام إله السماء" (نح4:1).

والآباء الرسل في العهد الجديد قيل عنهم "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس، افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه، فصاموا حينئذ وصلوا ..." (أع32:13). 



وقال رب المجد عن الشيطان "هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم" (29:9). 



فلابد أن يقترن صومنا بالصلاة حتى يكون فعالا ويحقق هدفه. 



(2) ارتباط الصوم بالثقة في الله: 

ما قيمة الصوم إن لم يكن مصحوباً بالثقة في الله، وكيف إذن يستجيب للطلبات والصلوات إن لم تكن هناك ثقة؟ لذلك حرص الوحي الإلهي أن يبرز هذه الحقيقة بجلاء في صدر حديثه عن صوم أهل نينوى إذ قال "فأمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ...." (يون5:3) فليثق المؤمن أن الله على استعداد أن يستجيب له ويلبي طلباته التي من أجلها يصوم. 



(3) ارتباط الصوم بالانقطاع:

تعريف الصوم، هو الانقطاع عن الطعام فترة معينة من الزمن يتناول الصائم بعدها طعاما خاليا من الدسم الحيواني. 

فلابد إذن من الانقطاع عن الأكل صباحا لفترة زمنية يحددها، نوع الصوم، إذ لكل صوم زمن للانقطاع " ثم في الغد فيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة صعد بطرس على السطح ليصلّي نحو الساعة السادسة فجاع كثيرا واشتهى أن يأكل. وبينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة." (أع9:10،10).

ويدخل في تحديدها عوامل مختلفة كالمرض وغيره، لذلك يتحتم الاسترشاد بحكمة أب الاعتراف.



وأهمية فترة الانقطاع هي أن تعطي للجسد الجائع أن يحس بجوع النفس والروح إلى التغذي بخبز الحياة النازل من فوق (يو46:6).



(4) تحديد أنواع الطعام في الصوم:

I- الانقطاع عن اللحوم "لم آكل طعاما شهيّا ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر ولم أدهن حتى تمت ثلاثة أسابيع أيام." (دا3:10).

II- أكل البقول "جرب عبيدك عشرة أيام فليعطونا القطاني لنأكل وماء لنشرب." (دا12:1)، "وخذ أنت لنفسك قمحا وشعيرا وفولا وعدسا ودخنا وكرسنة وضعها في وعاء واحد واصنعها لنفسك خبزا كعدد الأيام التي تتكئ فيها على جنبك. ثلاث مئة يوم وتسعين يوما تأكله."(حز9:4).

ج- الانقطاع عن السمن واستخدام الزيت "ركبتاي ارتعشتا من الصوم ولحمي هزل عن سمن." (مز24:109).



هذه بعض الأركان التي ينبغي أن تراعى في ممارسة الصوم، الصلاة، والثقة في الله، وفترة الانقطاع.



(5) اعتراض:

قد يعترض البعض بقول بولس الرسول: "فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت" كو16:2.

الإجابة: الواقع أن معلمنا بولس الرسول لا يعترض على أصوام الكنيسة لأنه هو نفسه مارس الصوم "ولما مضى زمان طويل وصار السفر في البحر خطرا إذ كان الصوم أيضاً قد مضى جعل بولس ينذرهم... فلما حصل صوم كثير حينئذ وقف بولس في وسطهم..." (أع9:27،21) وإنما قصد بالكلام المذكور في هذا الاعتراض بالأكل الذي يحرمه اليهود من جهة النجاسة بدليل أنه يذكر أيضاً أعياد اليهود (الهلال والسبت)، فحديث بولس هو بعدم ممارسة مؤمني العهد الجديد لشريعة العهد القديم.

وبقي أن نتعرف على بركات الصوم.