الفصل الأول الإيمــــــان
الحديث عن دور الإيمان في خطة الخلاص يشمل: إيضاح مفهومه، وحتميته، ومجالاته،
وثماره.
أولا: مفهوم الإيمان:
الواقع أن للإيمان معنيين:
1- المعنى العقيدي: وهو التصديق اليقيني الواثق في وجود الله وصدق كلامه ومحبته
ووعوده وفي استجابته لكل ما يرجوه الإنسان لخيره وفيما يتفق ومشيئة الله
والإيمان بالكنيسة وعقيدتها وأسرارها. وعن هذا يقول معلمنا بولس الرسول "أما
الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى". (عب 11: 1).
2- المعنى الروحي: وهو قبول السيد المسيح في القلب "وأما كل الذين قبلوه
فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يو 1: 12).
ثانيا: حتمية الإيمان:
هل الإيمان أمر هام وحتمي للإنسان؟
نعم الإيمان أمر هام وحتمي، فقد أمرنا الرب يسوع المسيح أن يكون لنا إيمان
بالله في قوله "ليكن لكم إيمان بالله" (مر 11: 22). ويقول أيضاً معلمنا بولس
الرسول "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عب 11: 6). وهناك آيات عديدة يضيق المجال
بذكرها.
ثالثا: مجالات الإيمان:
للإيمان مجالات كثيرة منها:
(1) الإيمان بالله وبابنه يسوع المسيح: يقول الرب يسوع "لا تضطرب قلوبكم، أنتم
تؤمنون بالله فآمنوا بي" (يو 14: 1).
(2) الإيمان بالكتاب المقدس: جاء في بشارة معلمنا مرقس البشير "توبوا وآمنوا
بالإنجيل" (مر1: 15).
(3) الإيمان بمواعيد الله: قال معلمنا بولس الرسول عن أبينا إبراهيم "وتيقن أن
ما وعد به الله هو قادر أن يفعله أيضاً" (رو4: 21).
(4) الإيمان في الفداء الذي صنعه الرب بسفك دمه: إذ يقول معلمنا بولس الرسول
"متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة
بالإيمان بدمه..." (رو 3: 24و 25).
(5) الإيمان بهبة الحياة الأبدية: كما يقول معلمنا بولس الرسول "أما هبة الله
فهي حياة أبدية" (رو 6: 23).
رابعا: ثمار الإيمان:
ما أروع وما أعظم ثمار الإيمان، سأذكر منها البركات التالية:
(1) الغفران: يقول معلمنا بطرس الرسول "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به
ينال باسمه غفران الخطايا". (أع 10: 43).
(2) التبرير: يقول معلمنا بولس الرسول "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع
الله بربنا يسوع المسيح"(رو5: 1).
(3) الخلاص: يقول معلمنا بولس الرسول "بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان" (أف 2: 5و
8).
(4) التبني: قال معلمنا بولس الرسول "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح
يسوع" (غل 3: 2).
(5) الفرح: قيل عن سجان فيلبي أنه "تهلل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله" (أع
16: 34)
(6) السلام: يصلي معلمنا بولس الرسول لمؤمن رومية قائلاً "وليملأكم إله الرجاء
كل سرور وسلام في الإيمان" (رو 15: 13).
(7) الغلبــة: يقول معلمنا يوحنا الرسول "لأن كل من ولد من الله يغلب العالم
وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا" (1 بو5: 4و 5).
(8) الحياة الأبدية: يقول معلمنا يوحنا البشير "لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون
له الحياة الأبدية" (يو3: 16).
(9) الكرازة بجرأة: يقول معلمنا بولس الرسول "فإذ لنا روح الإيمان عينه حسب
المكتوب آمنت لذلك تكلمت. نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً" (2كو4 : 13)
كان هذا باختصار عن الإيمان بأبعاده وثماره. وننتقل الآن إلي مناقشة دور
الأعمال في خطة الخلاص.
|