الإيمان والأعمال في خطة الخلاص

مقدمة
الفصل الأول: الإيمان في خطة الخلاص
الفصل الثاني: الأعمال في خطة الخلاص
الفصل الثالث: الاعتراضات والرد عليها
خاتمة
حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الفصل الثالث اعتراضات والرد عليها


(1) الاعتراض الأول: 
يعترض البعض علي أهمية الأعمال بقولهم: إن التبرير ليس بالأعمال: ويسوقون لذلك قول معلمنا بولس الرسول "لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه. لأن بالناموس معرفة الخطية" (رو 3: 20). ويؤيدون كلامهم بما قاله أيضاً معلمنا بولس الرسول "إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما. (غل 2: 16).

وللرد علي ذلك نقول:
إن كلام معلمنا بولس الرسول في كلتا الآيتين هو واحد إذ أنه يقاوم حركة التهود التي ظهرت من اليهود الذين دخلوا المسيحية وأرادوا أن يرتدوا إلي العبادة اليهودية ومؤداها أنهم كانوا ينادون بحتمية التمسك بناموس العهد القديم بما فيه من ذبائح دموية، ولهذا قال لهم معلمنا بولس الرسول أن أعمال الناموس هذه لا يتبرر بها أحد لأن ذبيحة المسيح هي الذبيحة الوحيدة للفداء والتبرير ويلزم لذلك الإيمان بالمسيح يسوع لا بأعمال الناموس.

(2) اعتراض آخر: 
يقولون أن الخلاص ليس بالأعمال بل بالإيمان ويتمسكون بقول معلمنا بولس الرسول "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد" (أف 2: 8و 9). ويؤيدون وجهة نظرهم بما قاله معلمنا بولس الرسول أيضاً "الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية" (2تي 1: 9) وآيات أخرى من هذا القبيل:

وللرد علي ذلك نقول:
أن معلمنا بولس الرسول يريد أن يؤكد حقيقة هامة وهي أن الأعمال ليست ثمناً للخلاص، فالخلاص في حد ذاته هو نعمة من الله، ولا نستطيع أن نشتري هذه النعمة بأي ثمن. ولكن هذا الأمر لا يلغي أهمية الأعمال كوسيلة حتمية لنوال الخلاص كما سبق أن أوضحنا في هذا المقال.