|
الفصل الثاني الأعمال
لفهم دور الأعمال في قضية الخلاص يلزمنا أن نعرف: مفهوم الأعمال، وحتميتها،
وأنواعها، وغايتها. حتى نستطيع أن ندرك أهميتها ودورها وارتباطها بالإيمان
كنسيج واحد في ثوب الخلاص المجيد.
أولا: مفهوم الأعمال:
الأعمال هي كل ما يقوم به الإنسان من جانبه مع عمل النعمة فيه. وسوف نرى كيف أن
الأعمال ليست ثمنا للخلاص، ولكنها في ذات الوقت وسيلة لا يمكن تجاهلها لنوال
الخلاص، بل هي أيضا ثمرة حتمية لنعمة الخلاص.
ثانيا: حتمية الأعمال:
تتضح أهمية الأعمال في خطة الخلاص من خلال الآيات التالية:
(1) قول الرب يسوع المسيح الفائق "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا
أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16).
(2) وأيضاً في قول معلمنا يعقوب "هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت في
ذاته" (يع 2: 17)
(3) وكذلك قوله "ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون
أعمال ميت" (يع 2: 20)
(4) وأيضاً قوله "لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضاً بدون
أعمال ميت" (يع 2: 26).
ثالثا: أنواع الأعمال:
الواقع أن للأعمال أنواع مختلفة منها:
(1) أعمال كوسيلة للخلاص مثل:
أ) التوبة: هي عمل إنساني لازم للخلاص، إذ يقول الرب يسوع "توبوا وآمنوا
بالإنجيل" (مر 1: 1).
ب) الطلبة: والطلبة أيضاً عمل يقوم به الإنسان لازم أيضاً للخلاص "اللهم ارحمني
أنا الخاطي" (لو13:18).
ج) التصديق (الإيمان): وهذا أيضاً عمل بشري لابد منه لأن "من لا يصدق الله فقد
جعله كاذباً" (1يو 5: 10)، "آمن بالرب يسوع فتخلص..." (أع31:16).
د) المعمودية: فالسيد المسيح يقول "من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16).
هذا عن الأعمال كوسيلة للخلاص وأيضا هناك:
(2) أعمال يقوم بها الإنسان لإتمام خلاصه مثل:
أ- الجهاد: إذ يقول معلمنا بولس الرسول "ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع
أمامنا ناظرين إلي رئيس الإيمان ومكمله" (عب 12: 1و 2)
ب- الحرب الروحية: يقول معلمنا بولس الرسول "ألبسوا سلاح الله الكامل لكي
تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس" (أف 6: 11).
ج- المثابرة: يقول الرسول "لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب 12:
4).
د- عدم اليأس: يقول ميخا النبي "لا تشمتي بي يا عدوتي. إذا سقطت أقوم. إذا جلست
في الظلمة فالرب نور لي " (ميخا 7: 8).
هذا عن الأعمال التي يقوم بها الإنسان لإتمام خلاصه، بقي أيضا:
(3) أعمال كثمر للخلاص مثل:
أ) الأعمال التي تليق بالتوبة: اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" (مت 3: 8).
ب) أعمال المحبة: لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي
أظهرتموها نحو اسمه" (عب10:6).
ج) الأعمال أساس الدينونة: "ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي
رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني.
كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي...
بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت34:25-40).
رابعاً: غاية الأعمال:
إن الغاية العظمى من الأعمال الحسنة التي يعملها المؤمن هي تمجيد اسم الله
القدوس. يتضح ذلك مما يلي:
(1) قول الرب يسوع المسيح "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم
الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16)
(2) قول معلمنا بطرس الرسول "وأن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة لكي يكونوا فيما
يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون الله في يوم الافتقاد من أجل أعمالكم الحسنة
التي يلاحظونها" (1بط 2: 1).
|
|