دراسة تطبيقية فى الإصحاح الأول من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) قبــــلات المحــــــبة

2) ســــوداء وجمـــــيلة

3) حــبيــب النــــــفس

4) إجـــــابة مشـــــبعة

5) فـــــرس فــرعـــون

6) المــــلك فــى مجــلسه

7) صُــــــرة المُــــــر

8) جــــــمال العروســين

9) مراجـــــعة عامـــــة

10) خــاتــمـــــــــة

 

عودة للصفحة الرئيسية

حبيــب النفــس


" اخبرنى يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة لماذا أنا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك .. "

(نش 1 : 7)

هنا نلتقى بالعروس التى تمثل النفس البشرية ، أو الكنيسة المقدسة التى إفتداها المسيح بدمه الثمين .. نراها وهى تبحث جادة عن عريسها الغالى .. وتسأل عنه فى كل مكان ، تريد أن تصل إليه ليرعاها ويربضها فى مراعٍ خضر .. تسعى لتكون فى حضرته كل حين فتوجه الطلب إليه شخصياً وتقول له : اخبرنى يا من تحبه نفسى .. أين ترعى .. أين تربض عند الظهيرة ؟؟

ولنا فى هذا النشيد الجميل ثلاث نقاط جوهرية ، هى :

 أولاً : علاقة حبية . 
 ثانياً : شركة قوية .
 ثالثاً : قناع الخطية .

أولاً : علاقة حُبية

يا لروعة هذا اللقب الذى تناديه به العروس : " من تحبه نفسى .. " إنها علاقة الحب المقدس الذى أتى إلينا من قلب الآب المحب وانعكس على قلوبنا فبادلته الحب بالحب .. 

إنه اللقب الذى كان يلذ للقديس يوحنا الحبيب وتكرر 5 مرات فى العهد الجديد .. وهو : التلميذ الذى كان يسوع يحبه ..


1) مصدر الحب الوحيد :

يقول سليمان الحكيم : " المكثر الاصحاب يخرب نفسه ولكن يوجد محب ألزق من الأخ " (أم 18 : 24) .. إنه الرب يسوع المحب الجريح الذى بحبه عرفنا المحبة .. كما قال الرسول يوحنا: " بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك [ المسيح ] وضع نفسه لأجلنا " (يو3 : 16) ..

فمن يسعى للحب بين أفلام التليفزيون ومسلسلاته .. لن يجد إلا الشهوة .. ومن يبحث عن الحب بين رجال المال فلن يجد إلا الطمع ومحبة المال .. لكن من ينظر إلى صليب المسيح سيعرف الحب الحقيقى فيهتف مع المرنم قائلاً :

حبٌ سما فوق كل حب حبٌ دنا منى يُصب

هل يا ترى أيوجد حب أعظم من إله أحب 

2) خطورة القلب العنيد :

تقول كلمة الله محذرة من يرفض صليب الحب : " فكم عقاباً أشر تظنون أنه يُحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدِّس به دنساً وازدرى بروح النعمة " (عب 10 : 29) .. فالشرير المقسى عنقه بغتة يُكسر ولا شفاء " (أم 29 : 1) .. فقساوة القلب أمام صليب المسيح هى الطريق الأكيد المضمون للنار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته .. ليحفظنا الرب من قساوة القلب .. فإن لم تتحرك قلوبنا أمام صليب الحب .. فسوف يضطر الرب أن يستخدم عصاه لمن عصاه ورفض محبته وعاش فى خطاياه ..


3) الحب أنشودة التغريد :

حين يعزف الرب يسوع حبيب القلب الغالى لحن الحب السماوى على القلب ، فلا يملك المؤمن أمام هذا الحب إلا أن يقدم للرب ذبيحة الحب .. حب القلب ، فيتوج المسيح ملكاً على القلب فيرفض أى حب عالمى على مستوى الشهوة أو على مستوى الطمع .. فيشبع بهذا الحب الروحانى ، فيحب الرب من خلال هذا الحب ، بل ويحب من خلاله الآخرين ..

لذا يقول القديس أغريغوريوس أسقف نيصص : [ هذا الاسم ( من تحبه نفسى ) يعلن عن صلاحك ، ويجذب نفسى إليك .. كيف أقدر ألا أحبك ، يا من أحببتنى هكذا وأنا سوداء ، فبذلت حياتك من أجل القطيع الذى هو موضوع رعايتك .. ]

أخى الحبيب .. ما هو موقفك تجاه صليب الحب ؟ هل نبـدأ مـعاً من جديد لنروى شجرة محبتنا له ، فنناديه : يا من تحبه نفسى ، فتكون المؤمن الذى كان يسوع يحبه ؟


ثانياً : شركة قوية 

الواقع أن المحبة للرب ، دون شركة قوية معه ، تصير محبة مع إيقاف التنفيذ .. ولقد قالتها قديما دليلة لشمشون : " كيف تقول أحبك وقلبك ليس معي " (قض 16 : 15) .. وكما يقولون فى الأمثال : [ الرِجل تدب مكان ما تحب .. ] 



والعلم يؤكد أن قلب الإنسان مائل جهة اليسار .. فقلبى وقلبك إما أن يميل تجاه العالم بملذاته الفانية ، وإما أن يميل بالحب إلى شركة الله المحب ..



وهى تبحث عن الرب وقت الظهيرة ، فهى تريد أن تسلك فى نور إرشاده وقيادته .. مهما بدت حرارة الظهيرة ، والظروف الصعبة ، فلا سند للنفس إلا شركتها القوية مع عريس النفس الغالى ..

ويمكن أن نركز الشركة مع الله فى ثلاثة مجالات :

1) مجال العلاقة الفردية :

فالمؤمن الذى تلامست محبة الله مع قلبه ، يهتم بخلوته الصباحية الفردية ويضعها فى المرتبة الأولى فى حياته .. فهو :

1) يهيئ قلبه لسماع صوت الرب ، وذلك من خلال صلاة باكر وبعض الترانيم التى تجهز قلبه للدخول إلى محضر الملك السماوى لسماع صوته ..

2) يسمع صوت الرب من خلال قراءة الكتاب المقدس ، ليس كحبر على ورق ، بل هو بالفعل رسالة الله الحية الفعالة الشخصية له ..

3) يجيب على الرب فيما كلمه به ، ويتخذ الخطوات العملية التى تساعده على تطبيق ما سمع .. ثم يشرك الرب فى احتياجاته واثقاً أنه كأب محب سيسددها ..


لذا قال القديس الأنبا اشعياء :

[ إذ قمت باكراً كل يوم ، فقبل أن تقوم بأى عمل اقرأ كلام الله .. ]


2) مجال الكنيسة النقية :

فالكنيسة هى بيت الله الذى قال عنه معملنا داود النبى : " فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب " (مز 122 : 1) وفيها :

1) شركة البداية المقدسة من خلال سر المعمودية وسر الميرون ..

2) شركة جسد الرب ودمه ..

3) شركة التسبيح .. فالله فى الكنيسة أعطى الذين على الأرض تسبيح الصيرافيم ..

4) شركة جماعة القديسين والمؤمنين الذين يشجعوننا على السير قُدماً فى طريق الحب السماوى ..


3) مجال الخدمة والتضحية : 

فالله حب أحب .. بذل ابنه الوحيد عن خلاصنا .. والشركة القوية معه تتطلب منا أن نجيب على السؤال : [ كل هذا فعلته من أجلك ، وانت ماذا يا تُرى فعلت من أجلى ؟؟ ]



لذا قال الرب لبطرس الرسول 3 مرات : " أتحبنى .. ارع غنمى " (يو 21) .. فلا يمكن أن تكون محبتنا لله قوية ، ولنا شركة معه ، ونحن لم ننشغل بعد بخلاص البعيدين .. فالمحبة لله تعبيرها أن نضحى بالغالى والنفيس .. بالوقت والجهد لبناء ملكوته ..

لذا يقول قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث : [ الإنسان العادى قد يركز كل اهتمامه فى خلاص نفسه .. أما الإنسان الروحى الذى التهب قلبه بنار المحبة المقدسة، فإنه يهتم بخلاص كل من يدفعه الله إلى طريقه .. ]

ثالثاً : قناع الخطية 


القناع هو الذى يوضع على الوجه كالبرقع ، وعروس النشيد تقول هنا : لماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك .. " فالقناع يعطى الإنسان أن يكون صوته كصوت يعقوب وجسمه كجسم عيسو .. وما هو القناع إلا قناع الخطية التى قـال عنها الرب : " بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع " (إش 59 : 2)

والأقنعة التى قد يرتديها الإنسان عديدة ، منها :


1) قناع التدين المظهرى :

وهو الذى يظهر فيه البعض بثياب الحملان ، ولكن لهم قلوب ذئاب .. فهم كالقبور المبيضة من الخارج ، ولكن من داخل عظام أموات وكل نجاسة (مت 23 : 27) .. فبعض البنات تذهب للكنيسة، لا لتصلى وتتمتع بعشرة الرب حبيب القلب العريس السماوى ، لكن لأن الكنيسة تَجَمُع جيد للشباب فتجد منهم زوجاً صالحاً .. كذلك التاجر أو رجل الأعمال حين يكون معروفاً فى الكنيسة ، فهو يضمن أن تجارته ستنجح .. وكذلك الطلبة فى أيام الامتحانات .. وهم ينطبق عليهم المثل : [ صلى وصام لأمر كان يطلبه .. فلما قُضِىَ الأمر لا صلى ولا صام .. ]

2) قناع المحبة النفعية :

وفيها يُظهر الإنسان غير ما يُبطن .. فيتكلم بالمحبة لمصلحة ما ، فإن أخذها خلع القناع وأكمل بالبغضة .. لكن الكتاب يحذرنا من مثل هذا القناع ويقول : " المحبة فلتكن بلا رياء " (رو 12 : 9) .. 


3) قناع الحب الشهوانى :

وهو الحب الذى كان لأمنون عندما وقع فى غرام ثامار إلى الدرجة التى فيها صار مريضاً حباً .. لكن الواقع أنه لم يكن الحب ، بل كانت الشهوة .. ويسجل الكتاب حالته عندما انتهى من فعلته الدنيئة فيقول : " ثم أبغضها آمنون بغضة شديدة جداً حتى أن البغضة التي أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التي أحبها إياها وقال لها أمنون قومي انطلقي " (2صم 13 : 15) 

أخى الحبيب ، إنها فرصة اليوم أن ترفع كل برقع فى حضرة الله كما كان يعمل موسى النبى .. وتطلب من الرب فتسقط كل القشور كما حدث مع شاول الطرسوسى ، فتستطيع أن ترى مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرآة فتتغير إلى صورة المسيح من مجد إلى مجد كما من الرب الروح .. الذى له المجد فى كنيسته إلى الأبد .. آمين .


سيدى الرب يسوع المسيح عريس نفسى الغالى .. يا من تحبه نفسى .. زد حبى لك وقوى شركتى معك ..

لا تسمح أن تكون هناك قناعات لا تُمجدك فى حياتى ، بل تنازل وارفع كل برقع لا يُرضيك حتى أرى مجدك فى حياتى بوجه مكشوف ، فلا أجرى وراء قطعان العالم الضالة والمضلة ، التى تسمنها أصحابها للذبح ..

بشفاعة كل قديسيك الذين أرضوك واحبوك منذ البدء .. آمين

** ترنيمة :

 

 

1) يامن بحضوره نفسى تطيب ومن يوم ضيقى أدعـوه

نهاراً تعزى بالليل رقــيب خلاصى من كل الوجوه

   

2) فى أى المراعى أربضت الغنم يا راعى النفوس المريح

لماذا أتيــه فى وادى الألم كضالٍ فى قفر فســيح

   

3) لماذا أطوف كأنـى غريب يلتمس عـوناً مـن قفر

أعداؤك شمتوا بـى يا حبيب إذ رأوا دموعـى كالنهر

   

4) راعىَّ العزيز نفسى تتبعـك ما اعذب صــوتك لى

دربنى ارشدنى أنت الكلُ لى يا نفســى لــه هللى

   


دراسة تطبيقية :

حبــيب النفـــس


** أولاً : ما هى المجالات التى قد يلبس فيها المؤمن أقنعة فتؤدى إلى انحراف مسيرته الروحية ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------



** ثانياً : باسلوبك اكتب مفسراً كلمات العروس :" يا من تحبه نفسى " ؟

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


** ثالثاً : ما هى أوجه الشبه أو الاختلاف بين الراعى ، وبين المسيح كراعِ صالح ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------

4) -----------------------------------------


** رابعاً : ما هى الخطوة العملية التى تريد أن تتخذها حتى يتحول هذا الموضوع إلى واقع عملى تحياه ؟

----------------------------------------------------------------------------------------------


** التدريب الروحى للأسبوع :

1) حفظ آية :

مزمور 23 : 1 ـ 3

" الرب راعي فلا يعوزني شيء ..

في مراع خضر يربضني إلى مياه الراحة يوردني

يرد نفسي يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه .. "

مزمور 23 : 1 ـ 3

2) المواظبة على الخلوة اليومية .

3) الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول .

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة