دراسة تطبيقية فى الإصحاح الأول من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) قبــــلات المحــــــبة

2) ســــوداء وجمـــــيلة

3) حــبيــب النــــــفس

4) إجـــــابة مشـــــبعة

5) فـــــرس فــرعـــون

6) المــــلك فــى مجــلسه

7) صُــــــرة المُــــــر

8) جــــــمال العروســين

9) مراجـــــعة عامـــــة

10) خــاتــمـــــــــة

 

عودة للصفحة الرئيسية

جـــمال العروسين



" ها أنتِ جميلةٌ يا حبيبتي ها أنتِ جميلة عيناك حمامتان
ها أنتَ جميلٌ يا حبيبي وحلو وسريرنا أخضر
جوائز بيتنا أرز وروافدنا سرو .. " 
(نش 1 : 15 ـ 17)

يختم الروح القدس هذا الاصحاح الأول من سفر النشيد ، بمديح متبادل بين العروسين يزيد على جمالهما جمالاً .. فحين تنفتح عين النفس البشرية على جمال حبيبها الرب يسوع المسيح ، ستراه أبرع جمالاً من بنى البشر ..

إنه الجمال الذى اكتسبته النفس بسبب قربها من الحبيب الجميل .. فسرُ جمال العروس يكمن فى قربها من العريس .. كما يقول القديس مار افرام السريانى عن ليلة الميلاد : [ إنها ليلة جميلة ، فيها جاء من هو جميل ، وجعل الكل جميلاً .. ]

ولنا فى هذا الجمال المتبادل ثلاث كلمات ، هى :

1) عيـــون نقية . 
2) شـــركة حُبية .
3) دعائم قـــوية .


أولاً : عيــون نقــــية

يُـخاطب العريـس عروسـه قـائلاً : " عيناك حمامتان " .. إشارة إلى أن الروح القدس قد ملك على هذه النفس ، فصارت تنظـران وتدركان الأمور بطريقة روحية عفيفة لا بطريقة جسدية .. 

لذا قال الرب يسوع : " سراج الجسد هو العين فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً ، وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً .. " (مت 6 : 22، 23)


وهناك مجالات كثيرة يستخدم روح الله فيها عيون أولاده المؤمنين ، فتصير :


1) عيون تــــــرى الله فى خلقـــته .

2) عيون تتفرس فى بهاء طلعـــته .

3) عيون كالحــــمام فى وداعــــته .

4) عيون مرفوعة لاحتياجات بيعته .

1) عيون ترى الله فى خلقته :

لقد خلق الله العيون لتكون منافذ مباركة يستطيع بها الانسان أن يرى الله فى طبيعته وخلقته المباركة ، كما قال معلمنا داود النبى : " السـموات تـحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه .. " (مز 19 : 1) .. لذا فقبل أن يخلق الله الانسان خلق له هذا الكون الفسيح وفتح لـه الفـردوس ليتنعم حتى من خلال الطبيعة التى تُرى يمكنه أن يعاين روعة الخالق الذى لا يُرى .. 

لذا قال المرنم : أراك إلهى أراك فيما صنعته يـداك

وقال آخــر : 

فى كل خليقة رأيتك وفى كل جميل عرفتك فى حياتى كلها أعمالك

رأيتك .. لمستك .. عرفتك .. شكراً لك


2) عيون تتفرس فى بهاء طلعته :

فمعلمنا داود النبى ، بعدما أخذ الغنى والمُلك والزوجات والأولاد وغيره الكثير، نراه يقول : " واحدة سألت من الرب وأياها ألتمس ، أن أسكن فى بيت الرب كل أيام حياتى ، لكى أنظر إلى جمال الرب وأتفرس فى هيكله " (مز 27 : 4) .

فحين تهاجمنا الخطية بشراستها ، ويصوب العدو سهامه لنا يريد أن ينفذ من خلال أبصارنا لينجسها .. علينا أن نقارن بين أجمل شهوة يحاربنا بها العدو ، وبين جمال الرب يسوع الذى قيل عنه : " أنت أبرع جمالاً من بنى البشر .. " (مز 45 : 2) ، وقتها سيختار الحكماء منا الجمال البارع ، ويلقون بجمال الشهوة الوقتى الفانى على التراب ...

لذا تعلمنا الكنيسة عن طغمة الشاروبيم أنهم ممتلئون أعيناً .. حتى يتمتعون بجمال الجالس فوق الملائكة البارع الجمال فى قداسته وسمو رفعته وعظمة مكانته ..

أخى الحبيب .. قال أحد رجال الله القديسين : [ إن أردت أن تحزن فانظر تحتك ، وإن أردت أن تتعثر فانظر حولك .. أما إن أردت أن تفرح وتتشجع فارفع عينك إلى الجبال من حيث يأتى عونك .. ] نعم ، ألم يقل الكتاب عن المجوس : " فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً .."(مت2 : 10)



3) عيون كالحمام فى وداعته :

فالعين الوديعة هى التى قدسها وكرسها روح الله الوديع فصارت :

· لا تشتهى ما لغيرها (خر 20 : 17) .

· لا تتطلع فىعذراء ( وليس إلى عذراء أى بتفرس غير مقدس ) (أى 31 : 1) .

· لا تنظـر إلى الوراء كما فعلت إمرأة لوط ( تك 19 : 17 ، لو17 : 32) .

· لا تنظر إلى الأشرار ولا تغر من عمال الأثم (مز 37 : 1) .

· لا تنظر حسب مقاييس البشر ، بل تنظر بمقاييس الله (1صم 16 : 7) .

· لا تنظر إلى القذى التى فى عين الآخرين ، وتهمل الخشبة التى فى عينك (مت 7 : 3) .

ولنا فى سيرة القديس سمعان الدباغ أروع المثل إذ قلع عينه حين أعثرته الشهوة ، فاستخدمه الرب فى أعظم المعجزات فى نقل جبل المقطم ..

4) عيون مرفوعة لاحتياجات بيعته :

قال السيد المسيح لتلاميذه ولأولاده على مر العصور والاجيال : " أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد ها أنا أقول لكم ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد أبيضت للحصاد " (يو 4 : 35) .. والمعنى الروحى المقصود هنا هو أنه بدلاً من أن تتركز عيوننا على ذواتنا وعلى احتياجاتنا وعلى شهواتنا .. يأمرنا الرب أن نخرج من هذه الدوائر الضيقة وننفتح على احتياجات عمل الله وعلى النفوس البعيدة الضالة فتتوسع حبال خيمتنا وتشبع وترتوى حياتنا بالثمار المباركة وبالنفوس التى ترجع إلى حظيرة المسيح ..

أخى الحبيب ، إن الحصاد كثير والفعلة قليلون، ومهما زاد عدد الخدام فسـيبقى الفعلة قليلون .. لذا اسأل نفسك ألا يستحق المسيح أن نترك من أجله الفانيات لنعمل معه فى الباقيات .. وقتها مهما طال بك العمر ، لن تُحال إلى المعاش ، بل سيجدد مثل النسر شبابك .. وتكون عيناك حمامتان ...


ثانياً : شركة حبية

مرة جديدة تبادل العروس عريسها كلمات الغزل الروحى العفـيف البعيد كل البُعد عن أفكار الجسد والجسديات .. فتقول له : " ها أنت جميل يا حبيبى وحلو وسريرنا أخضر .. " .. وهنا تعود النفس لترد على ما قاله لها العريس عن سر جمالها وروعة بهائها بأن أصل الجمال هو جمال الحبيب الذى عكسه على النفس فصارت جميلة كالقمر ..

وحين أخذت العروس من العريس عينا الحمامة ، وصارت لا تنظر ببصرها بل ببصيرتها .. رأت حبيبها جميلاً ، بل أبرع جمالاً من بنى البشر .. 

كما أعلنت سريرنا أخضر .. والسرير يرمز إلى الجسد الذى تقدس ، فصار تابعاً للروح منـقاداً له ، لا قائداً .. كما قال الكتاب : " لكن الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد " (1كو 6 : 13) .. 

لذا تهتم كنيستنا المجيدة بسـر الميرون المقدس الذى فيه يرشم الجسد 36 رشمة على كل أجزاء ومفاصل الجسد ليصير إناء مقدس بفعل الروح القدس الذى يناله المعمد ..

وما أروع أن تصير أجسادنا هيكلاً لروح الله القدوس يجد راحته فيها ، فتمـتلئ الأجسـاد بالشوق المقدس لمعية الله والجلوس معه فى شركة حبية يومية مستمرة ، كما قال معلمنا داود النبى : " يا الله إلهي أنت إليك أبكر عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء"(مز 63 : 1) .

وحين يخضع الجسد لقيادة الروح ، تصير أعضاء هذا الإنسان أرضاً مثمرةً تثمر للرب والقداسة .. فبعد أن كانت هذه الأعضاء آلات إثم للخطية تثمر شراً ونجاسة لحساب مملكة الظلمة ، تصير هذه الأعضاء آلات بر للمسيح ، يستخدمها فى البر والقداسة . كما يلى :

· عيون ترى جمال المسيح ، بدلاً من أن تنظر إلى نجاسة العالم ..

· آذان لا تسمع لصوت الغريب ، بل تسمع للحبيب وتتبعه ..

· فم لا يشترك فى أحاديث الكذب أو الحلفان أو الشتيمة أو او فى الأحاديث غير المقدسة .. بل يصلى قائلاً : " افتح شفتي فيخبر فمي بتسبيحك " (مز 51 : 15) .

· أنف لا تغريها روائح العالم ومغرياته ، بل تشم رائحة المسيح الذكية فتميز بين هذا وذاك ..

· ذهن تقدس بالكلية ، فلا يستجيب لأفكار الشهوة النجسة، ولا يسرح فى آمال العالم الفانية ، بل تدرب على حياة الإنضباط والتركيز فيما يبنى لا فيما يهدم ..

· يدٌ لا تمتد لتأخذ من الحرام بل تقدم وتبذل الغالى والنفيس لتربح لحساب ملكوت المسيح ..

· رجلٌ تسرع الخطى لا خلف دعوات العالم للهبوط ، بل تجرى للصعود إلى بيت الرب للعشرة معه والشركة الحبية فى حضرته ، كما تجرى خلف النفوس الضالة والبعيدة لتعود بها إلى حظيرة المسيح ..



وهكذا تصير أعضاء العروس مقدسة مخصصة للشركة الحبية مع عريس النفس الغالى الرب يسوع المسيح ، بدلاً من أن تكون اعضاء إثم للخطية والشر ..

أخى الحبيب ، ماذا عن أعضاء جسدك ؟ هل تفسد هيكل الله الـذى هو أنت ؟ أم تمجد الله فى جسدك وروحك التى هى لله ؟


ثالثاً : دعـــائم قويــــة


تختم العروس حديثها فى هذا الإصحاح بقولها : " جوائز [ أى العوارض الخشبية التى تحمل السقف ] بيتنا أرز [ شجر لبنان المستقيم الدائم الخضرة ذو الرائحة الجميلة ] .. وروافدنـا [ أى خشب السقف ] ســرو [ شجر كبير يوجد بكثرة فى سوريا وفلسطين ويمتاز بالقوة والصلابة والارتفاع ] .. " .



وهذه جميعها تمثل الدعائم القوية التى يجب أن يُبنى عليها إيمان المؤمن ، حتى تستقيم حياته وتنمو وتستمر فى النمو إلى أن يصل إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح ..


ويمكن أن نركز هذه الدعائم فيما يلى :



1) غذاء الروح المفيد :

· كلمة الله : التى يشبع بها المؤمن فيجدها للفرح ولبهجة القلب .

· الصلاة : وبها تستقيم حياة المؤمن إذ يخلو مع المسيح ، فتنعكس استقامة المسيح على حياته ، فيصبح كالأرز فى استقامته ..

· التناول من جسد الرب ودمه : كعامل أساسى وجوهرى لثبات الحياة الروحية ونموها ..


2) عشرة المؤمنين :

الذين قال عنهم داود النبى : " القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم " (مز 16 : 3) فيلتصق بجماعة المؤمنين والخدام فى الكنيسة التى تصبح أماً حنوناً له ، ومكان راحة يشتم رحيق القداسة فى أرجائها ، فيقول : " فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب .. " (مزمور 122 : 1) .

3) الإرشاد القويم :

فالذين بلا أرشاد يسقطون كاوراق الشجر فى الخريف .. إذ يجتذبهم الشيطان خلف منعطفات أفكارهم الخاصة ويوهمهم بأنهم لا يحتاجون إلى ارشاد ، بل هم قادة فكر ، ومعلمو فضيلة ، لذا قال الكتاب : " اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم .. اطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لان هذا غير نافع لكم .. " (عب 13 : 7 ، 17) .



أخى الحبيـب ، هذه بعض من دعـائم الحياة الروحية التى بها وبغيرها يتمتع المؤمن بقنوات النعمة التى يستقيم بها حاضره ، ويتقدم فى مستقبله الروحى بل وأيضاً الزمنى ..



طلبتى إلى الله أن يعطينا الحياة التى تجد فى الرب عشقها وسعادتها وثباتها .. له المجد فى كنيسته إلى الأبد .. آمين ...

حبيب قلبى الرب يسوع .. اشكرك لأنك تريدنى كالحمام فى وداعته وقداسته بفعل روحك الوديع النارى ..

اسمح قدس جسدى ، فلا يعود يحيا للعالم كآلات اثم للخطية ، بل ليكن طوع يديك كآلات بر لنمو كنيستك ..

تقدم وعالج كل انحناء ، يا من أنت هو عاضد كل الساقطين ومقوم كل المنحنين .. فأصير كالأرز فى استقامته وسمو أفرعه وكالسرو فى صلابته وعطر رائحته

بشفاعة أمك القديسة مريم العذراء وكل قديسيك من تقدسوا بعمل روحك وصاروا كالأرز والسرو .. آمين



** ترنيمة :

 

 

1) أدنــو إليـك أرتاح تلقــانى بالأفـراح

يفيـض دمـع العـين حُــباً وليس جراح

   

قرار : حبيـبى ســبانى بحــبه ســـبانى

شـفانى وروانـــى بغمــره روانــى

   

جذبنى حــبه إليــه آتــى وعينى عليه

جلستُ بيــن يــديه ووقتــى نســانى

   

2) جــماله فتــــان وقــلبه حــنّـان

محضـره مــــلآن بالجــود والإحسان

   

3) شــوقى ياربى إليـك إليــك وليس سواك

أكونُ ملـــكاً ليــك فمبتــغاى رضـاك

   


دراسة تطبيقية :

جمال العروسين

** أولاً : ما هى الدعائم الروحية التى تُبنى عليها حياة المؤمن فتستقيم كالأرز وتقوى كالسرو ؟

1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------



** ثانياً : ما هو المعنى الروحى لقول العروس :" سريرنا أخضر " ؟

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------



** ثالثاً : ما هى أوجه الشبه بين الحمام ، وبين النفس البشرية ؟

1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
4) -----------------------------------------


** رابعاً : ما هى الخطوة العملية التى تريد أن تتخذها حتى يتحول هذا الموضوع إلى واقع عملى تحياه ؟

----------------------------------------------------------------------------------------------


** التدريب الروحى للأسبوع :

1) حفظ آية :

مز 27 : 4

" واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس ..

أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي ..

لكي أنظر إلى جمال الرب وأتفرس في هيكله .. "

مز 27 : 4

2) المواظبة على الخلوة اليومية .

3) الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول .

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة