اختيــار آخـر أفكار أحمد ديدات |
|
قال يسوع " لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ " ( متى 1:7-2 ).
1- في كتاباته يلقي السيد ديدات الكثير من الإتهامات والإدانات جزافاً، وتكون غالبيتها مجرد اعتراضات يمكن في المقابل تطبيقها على الإسلام أيضاً وهناك عدة أمثلة من كتابه "هل الكتاب المقدس كلمة الله؟"، فهو كثيراً ما ينتقد المسيحية لوجود العديد من الطوائف بها فيقول:
" أيا كان كاثوليكياً، بروتستنتياً، أو ( طائفياً ) من الألف طائفة وطائفة الموجودة في المسيحية "(ص4،12).
الحقيقة أن هناك الكثير فعلاً من الطوائف والجماعات المسيحية، ولكن الأمر ليس بأفضل كثيراً في الإسلام فلنقرأ سوياً:
فالمسلمون على مر التاريخ انقسموا على أنفسهم لعدة فرق، معظم هذه الفرق نشأت لأسباب سياسية، لكنها عمقت الخلافات الدينية. إن انقسام المسلمين إلى فرق وطوائف لأمر محزن، ولكن لا حيلة لنا إلا احتمالها، وحسب التقاليد فأن هذه فرق تنقسم إلى فروع في داخلها، والكل من الأصل والفرع يزيد عن المائة فرقة وطائفة. (Prof. Masud-ul-Hasan, History of Islam Vol 1, Islamic Publications Limited: Lahore, Pakistan, 1992. pp. 602-606)
2- يطالب السيد ديدات بمنع تداول الكتاب المقدس، لأنه يسجل عنف وشر الإنسان، حقاً لقد سجل الكتاب المقدس تلك الأحداث، ولكنه يفعل ذلك لتحذيرنا لكي لا نفعل المثل، ولكن لماذا يجب أن يُمنع بسبب وصفه حال الناس أنهم أشرار؟ الناس خطاة وليس من الخطأ تسجيل أفعالهم لتحذيرنا، فالكتاب المقدس هو مرجع تاريخي في هذا الموضوع، وهو لم يأمر أبداً بإتباع هذا السلوك الخاطئ، بل يشجع المؤمنين دائماً على الحياة المقدسة فيقول:
" كَأَوْلاَدِ الطَّاعَةِ لاَ تُشَاكِلُوا شَهَوَاتِكُمُ السَّابِقَةَ فِي جَهَالَتِكُمْ، بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» ".( 1 بطرس14:1-16 )
ولكن لننظر لهذه الآية القرآنية لنراها على ماذا تحرض المؤمنين بها:
" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا " ( النساء 35،34 ).
اضرب زوجتك!! الكثير من الناس يجدون هذه الآية العدائية والمنكرة لحقوق المرأة الأساسية، لو أن السيد ديدات يريد أن يمنع الكتاب المقدس بسبب ما يروه فيه من عدائية، فكم بالأحرى القرآن؟
|