اختيــار آخـر أفكار أحمد ديدات |
|
" وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: «امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا» ". (2صموئيل 1:24)
" وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ " ( 1أخبار 1:21).
يقول السيد ديدات معلقاً على هذه الآيات :
سوف تلاحظ أن كاتب سفري أخبار الأيام و صموئيل يخبرانا بنفس القصة، وهي إحصاء داود للشعب اليهودي، فمن أين " استوحى " داود هذا العمل؟ كاتب صموئيل الثاني 1:24 يقول أنه " الرب " الإله هو الذي حرك داود لفعل ذلك، بينما كاتب أخبار الأيام الأول 1:21 يقول أنه " الشيطان " هو الذي فعل ذلك..... هل هو الله أم الشيطان؟ كيف يكون الله هو مصدر هذا التناقض؟ (Ahmed Deedat, The Choice, p. 35; also published in, Is the Bible God's Word?, Durban, RSA: IPCI, p. 35)
في محاولته للنيل من الكتاب المقدس تجاهل أحمد ديدات إيمانه الشخصي، لأن القرآن - مثل الكتاب المقدس - يعلّم بأن الله يستخدم الشيطان:
أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ( مريم 83 ).
في هذه الآية القرآنية، الله هو الذي أضل الكافرين، وذلك بإرسال الشياطين، ولكن هم أيضاً الشياطين الذي أضلوا الناس وذلك في حدود مشيئة الله، فإذا كان تناقضاً في الكتاب المقدس، فماذا عن قول القرآن؟
تناسى أحمد ديدات أن الله هو ضابط الخليقة والرب المهيمن على كل مخلوقاته بما فيها الشيطان، وحتى مع كون رغبات الشيطان هي عداوة لله، لكنه يبقى تحت سلطان الله يفعل كل شئ بسماح منه تعالى. ليس هناك من هو أعلى من الله فهو ملك الملك، فلا تناقض بين الآيتين لأنهما إعلان يوضح أن إغواء الشيطان لبني البشر إنما هو بسماح من الله.
|