هل من تناقض بين الآيات القرآنية بخصوص صلب المسيح

مقدمة السلسة

مدخل

بين سورة النساء وبقية آيات الصلب

الادعاء بنفي قتل المسيح وصلبه

الادعاء بتكذيب شائعة صلب المسيح

الادعاء بنسخ الآية لبقية الآيات

التفسير السليم لآية النساء

الجانب اللغوي

الجانب الموضوعي

الجانب البلاغي

الجانب المنطقي

الخاتمة

حمل هذا الكتاب

عودة للرئيسية

الفصل الثالث

الرأي بأن آية النساء هذه  تنسخ بقية آيات وفاة المسيح

 

    ومعنى كلمة تنسخ أي تلغي. فكأن آية سورة النساء بحسب رأيهم قد ألغت الآيات الأخرى الخاصة بوفاة المسيح أو موته.

وللرد على هذا الرأي نقول:

أولا: بصرف النظر عن أن مبدأ الناسخ والمنسوخ غير موجود في المسيحية ولكنه مبدأ مقبول في القرآن الكريم بحسب ما جاء في:

 سورة البقرة (106): "وما ننسخ من آية أو ننسها، نأتي بأحسن منها أو مثلها"

ولكن دعنا نعلق على كلام هذه الآية:

 1ـ يندهش البعض كيف أن الله يغير كلامه؟ علما بأن هناك آيات قرآنية أخرى تقول "لا تبديل لكلمات الله" (سورة يونس 64)، وأيضا "لا مبدل لكلمات الله" (سورة الأنعام 34).

 2ـ وآخرون قالوا كيف أن الله يجعل الرسول ينسى كلامه؟ وهو الأولى بأن يحفظه في صدره، فقد جاء في:

      سورة العنكبوت (49) "بل هو آياتٌ بيناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم" فكم يكون في صدر الرسول!!!

 3ـ وقال آخرون كيف يمكن لكلام الله أن ينسخ أو يتغير وهو مكتوب في لوح محفوظ؟ كما جاء في: سورة البروج (22) "بل هو قرآن مجيد. في لوح محفوظ"

 4ـ ثم كيف يأتي الله بأحسن منها؟ هل عند الله كلام حسن وكلام غير حسن، حتى تكون هناك مفاضلة بين حسن وأحسن؟

    ما علينا من كل هذا الكلام فليس هذا موضوع بحثنا، ولكن ما أريد أن أوضحه هو:

 ثانيا: أن مبدأ الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لا يقع إلا في الأحكام التشريعية فقط، وليس على الأخبار التاريخية، فلا يستطيع أحد أن يلغي أحداث التاريخ الثابتة. فبحسب الآيات القرآنية الأخرى يتضح أن المسيح قد مات فعلا قبل أن يرتفع إلى السماء، كما هو واضح من:

1ـ سورة آل عمران (55): "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة". فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يرفع للسماء.

 2ـ سورة مريم (33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"  ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا.

3ـ سورة المائدة (117): "فلما توفيتني كنت أنت الرقيبَ عليهم وأنت على كل شيء شهيد" من هذا أيضا يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.

 ثالثا: ثم إن مبدأ الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم يفيد أن الآيات التي تأتي في الآخر تلغي الآيات السابقة لها، وليس العكس أي لا يصح أن الآيات القديمة تلغي الآيات التي أتت بعدها.

   ولو نظرنا إلى سورة النساء التي تقول (وما صلبوه وما قتلوه) نجد أنها قد أتت [سنة3 هجرية] أي قبل سورة المائدة [التي أتت سنة 10هجرية] (انظر تفسير القرآن للشيخ عبد الله يوسف علي بالإنجليزية ص125 و242) التي تقول "فلما توفيتني كنت أنت الرقيبَ عليهم وأنت على كل شيء شهيد"

     فبحسب مبدأ الناسخ والمنسوخ فإن الآية الواردة في سورة المائدة بخصوص موت المسيح تلغي الآية الواردة في سورة النساء، وبهذا يتأكد موت المسيح ويلغى أيُّ لبس بخصوص هذا الأمر.

         كان هذا بخصوص الرد على الرأي القائل بأن آية سورة النساء وما صلبوه، وما قتلوه قد نسخت آيات الوفاة آل عمران ومريم، والمائدة.

     ونأت الآن إلى بيت القصيد وهو: