دراســات كتابية |
|
إنجيل مرقس
كلمة يونانية تعني الخبر السار، أو البشارة المفرحة، هذا الخبر السار هو إعلان تجسد السيد المسيح وتتميمه لخلاص الجنس البشري، فالإنجيل هو عمل إلهي قام به الله لفداء الإنسان، هذا العمل تحقق في حياة وصلب وموت وقيامة الرب يسوع، وهذا هو موضوع البشائر الأربع التي كتبها البشير متى ومرقس ولوقا ويوحنا. كاتب الإنجيل : هذه ثاني بشارة في ترتيب الأناجيل الأربعة، وكاتب هذا الإنجيل هو "البشير مرقس" وقد جاء ذكره في أكثر من موقع في العهد الجديد منها (أعمال 12: 12، 15: 37، 2تيموثاوس 4 : 11، 1بطرس 5 : 13)؛ كما ذُكِر أيضاً في التقليد الكنسي.
يروي التقليد أن البشير مرقس بعد افتراقه عن بولس أرسله الرسول بطرس إلى مصر نحو عام 37م، ودخل الإسكندرية عام 40م وخَدَم فيها حتى عام 44م، ثم رجع إلى الرسول بطرس في روما حيث كتب هذه البشارة، وعاش فترة هناك، لكنه عاد مرة أخرى وأخيرة إلى مصر في عام 49م واستمر في خدمته فيها حتى مات شهيداً ودفن بالإسكندرية، حتى نقل جسده فيما بعد إلى إيطاليا. زمن كتابة بشارة مرقس من حيث زمان كتابة هذا الإنجيل توجد أراء متعددة ولكنها تجتمع تقريباً على أن زمن كتابة مرقس لبشارته كان قبل حادثة خراب أورشليم والتي حدثت عام 70م، فهو لم يتعرض للكتابة عن هذه الحادثة بشيء، كما أن إصحاح 13 يصف حال أورشليم قبل خرابها، وعليه يكون زمن كتابة إنجيل مرقس هو ما بين عام 40م - 68م. مكان كتابة الإنجيل، ولمن كُتِبَ ! أما عن مكان كتابة مرقس لبشارته فهناك ثلاثة آراء هي :-
وقد كتب البشير مرقس هذه البشارة إلى المؤمنين الموجودين في روما. أسلوب الكتابة : تميز البشير مرقس في كتابته لهذه البشارة بأسلوبِ خاص فهو :- يميل إلى الكتابة البسيطة السهلة مبتعداً عن التعقيدات اللغوية. يستخدم الجمل القصيرة، والكلمات التي تشير إلى الوقت مثل "حالاً"، و"للوقت" مما يعطي الحيوية للموضوعات التي يكتب فيه. يصف عواطف السيد المسيح بأكثر وضوح، فيظهر المسيح الذي "يحب" الشاب الذي سأله عن الحياة الأبدية (10: 21)، والذي "يئن" عندما يشفي المريض الأصم (7: 34)، وحين يواجه قساوة الفريسيين "تنهد" (8: 12)، ويتحنن ويتعجب ويغتاظ ويغضب ويحزن ( راجع مرقس 6: 34، 6: 6، 10: 14، 3: 5). يهتم أكثر بالقصة عن التعاليم، عكس متى الذي يفرد إصحاحات كاملة لتعاليم المسيح كما في الموعظة على الجبل. يؤكد البشير مرقس على حقيقة لاهوت السيد المسيح وذلك واضح من بدء البشارة " بدء إنجيل يسوع المسيح" (مرقس 1 : 1). كان هذا الإنجيل أكثر الأناجيل ترتيباً زمنياً للأحداث، فمعظم الأحداث التي ذكرها مرقس قد وضعها في ترتيب زمني منظم. الشخصيات الرئيسية في بشارة مرقس: شخص الرب يسوع. التلاميذ الإثنى عشر. بيلاطس. قادة الدين اليهود.
الغرض الأساسي: يتضح الغرض الأساسي من كتابة البشير مرقس لبشارته، في محاولته تشجيع المسيحيين المؤمنين الرومانيين، والذين جاءوا من خلفيات دينية تعبد آلهة كثيرة، فأراد أن يوضح لهم أن شخص الرب يسوع هو المسيح، الذي أثبت بأعماله ومعجزاته أنه هو الله الظاهر في الجسد، فيذكر البشير ثماني عشرة معجزة عملها السيد المسيح تتضمن سلطان الله في مغفرة الخطايا، والتحكم في الطبيعة وغيرها؛ وفي هذه النقاط يمكن أن نستخلص بعض الأمور التي يركز عليها البشير مرقس في بشارته:
المصادر التي اعتمد عليها البشير مرقس في كتابة بشارته: على الرغم من أن البشير مرقس لم يكن من تلاميذ السيد المسيح، لكنه قد أُوحيَّ إليه بالروح القدس أن يكتب بشارته هذه، إلا أنه عندما كَتَبَ نراه يكتب عن أمور دقيقة وخاصة في حياة السيد المسيح، كمن كان هناك وقت حدوثها، أو شاهدها بنفسه، والسؤال من أين استقى مرقس هذه المعلومات الدقيقة عن حياة الرب يسوع؟. وللإجابة على هذا السؤال، ورغم أن كل الكتاب موحى به من الله، إلا أن الروح القدس استخدم مصدران هامان ليمدَ من خلالهما البشير مرقس بالمعلومات الكافية لتدوينها في بشارته :-
الأقسام الرئيسية لبشارة مرقس : الرب يسوع والاستعداد للخدمة (مرقس 1: 1-13). خدمة الرب يسوع
ما تقدمه هذه البشارة لنا اليوم (التعاليم الروحية).حين يتسلَّح المؤمن بكلمة الله يمكنه هزيمة الشيطان. يسوع المسيح هو صاحب السلطان لمغفرة الخطايا، ولكي نتمتع بغفران الله يجب أن نأتي للمسيح ونقبله في حياتنا فيخلصنا ويغفر خطايانا. يجب أن نتحرك لمساعدة الآخرين، فقد تكون مساعدتنا وسيلة لإظهار محبة الله للبشر، وقد تكون وسيلة لخلاص نفس مات عنها المسيح. التلاميذ الحقيقيون هم من يطيعون دعوة الله. وصايا الله فوق تقاليد البشر، فينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس. من ليس ضِدَّنا فهو معنا. الزواج بامرأة واحدة هو شريعة الله وقصده السامي. من يعمل إرادة الله هم أعضاء عائلة المسيح. الكرازة بالإنجيل، وللخليقة كلها أمر إلهي يجب أن يُطاع. لندرس هذه البشارة بروح الصلاة لنتعلم ما يقوله الروح لنا ولنعمله. الاسئلــة
|