دراســات كتابية |
|
إنجيل لوقا كلمة يونانية تعني الخبر السار، أو البشارة المفرحة، هذا الخبر السار هو إعلان تجسد السيد المسيح وتتميمه لخلاص الجنس البشري، فالإنجيل هو عمل إلهي قام به الله لفداء الإنسان، هذا العمل تحقق في حياة وصلب وموت وقيامة الرب يسوع، وهذا هو موضوع البشائر الأربع التي كتبها البشير متى ومرقس ولوقا ويوحنا. كاتب الإنجيل :كاتب هذا الإنجيل هو لوقا البشير(لوقا1 :1-4)، وهو أيضاً كاتب سفر أعمال الرسل(أعمال الرسل 1: 1-5). يعتقد أن لوقا من إنطاكية، ومن المرجح أن اسم "لوقا" لاتيني الأصل، وربما كان اختصار (لوقانوس) أو (لوكيوس)، وهو رفيق وتلميذ الرسول بولس وصديقه في بعض رحلاته وأسفاره، وكان بولس يدعوه "الطبيب الحبيب" (كولوسي 4: 14)، وكذلك في رسالة فليمون وصفه بالقول "العامل معي"، وقد كان شريكاً في رحلة الرسول بولس التبشيرية إلى فيلبى (أعمال16: 10 ،17)، ومن المحتمل انه بقى هناك لكي يعلم الذين آمنوا بالمسيحية. زمن كتابة الإنجيل تختلف الآراء حول الوقت الذي كتب فيه لوقا إنجيله، ومن هذه الآراء:
مكان كتابة الإنجيل، ولمن كتب ؟! لقد اختلفت الآراء في تحديد المكان الذي كُتِب فيه إنجيل لوقا: فمن قائل أن مكان الكتابة هو أخائية، لمن يقول قيصرية فلسطين، أو الإسكندرية، لقائل أن لوقا كتب من روميه!. لكن الرأي الأكثر ترجيحاً هو أن لوقا كتب إنجيله إما من قيصرية أو من روما. ويبدو من مطلع إنجيل لوقا أنه كُتٍب خصيصاً لشخص يدعى ثاوفيلس، أي "محب الله" (لوقا1: 3) يرجح أنه أحد المسيحيين من أصل أممي، وسبب الكتابة هو أن يعرف ثاوفيلس سبب وصحة إيمانه "لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلّمْتَ بِهِ"(لوقا1 :4)، كما أن بشارة لوقا كُتِبت لتقدم ترجمة حية لحياة السيد المسيح الذي جاء مخلصاً للعالم أجمع.أسلوب الكتابة لقد مزج لوقا في انجيلة بين الألفاظ الآرامية الموروثة عن مصادره والتعبير العبري المقتبس عن الترجمة السبعينية وبين اللغة اليونانية البليغة التي يتقنها ويرى اللغويين أن اللغة التي كتب بها لوقا، تعتبر أسلوباً أدبياً رفيعاً، بينما يرى المؤمنون أن تعبيرات لوقا قريبة من تلك التي يستخدمها الرسول بولس في كتاباته. لقد صرح لوقا بمنهجه في مقدمته الرائعة البليغة (1: 1- 4)، فنرى لمحة من شخصية الكاتب وهو مالا نجده في إنجيل متى ومرقس وإن كنا نراه في لمحات عابرة في إنجيل يوحنا وهنا نجد ان الكاتب يكشف عن موقفه ومؤهلاته للقيام بهذا العمل العظيم، فهو يكتب كمعاصر عن الماضي القريب. كان لوقا شخصية متعددة الجوانب فقد كان يونانيا مسيحيا مثقفا فنانا واسع الفكر ذا طبيعة شاعرية ، وتبدو بوضوح قدرته الأدبية على الكتابة هذا التنوع والثراء في مفردات لغته ، دليل على اطلاعه الواسع واختلاطه بأعلى المستويات في جيله. ويتضح أسلوب لوقا الشاعري في أنشودتي القديسة العذراء وزكريا وفى الأمثال التي نطق بها الرب يسوع. الشخصيات الرئيسية في بشارة لوقا الرب يسوع. القديسة العذراء مريم (1: 26 - 56). اليصابات وزكريا الكاهن(1: 41 - 45)&(1: 5 - 22 و67 -79). يوحنا المعدان (3 : 1 - 20). هيرودس الكبير (23: 7 -12). بيلاطس البنطي (22: 6 ، 23: 13). التلاميذ ومريم المجدلية (8 : 2 - 3). الغرض الأساسي لكتابة الإنجيل أولاً: تقديم يسوع كإنسان كامل ومخلص أعد خلاصا كاملا للجنس البشرى مخلص اليهود والأمم على السواء ولقد امتاز لوقا عن باقي البشائر بكثرة التحدث عن (ابن الإنسان) وهذا اللقب اختاره السيد ليطلقه على نفسه (لوقا 5: 24، 6: 5، 7: 34، 9: 26، 11: 30، 12: 8، 17: 26، 18: 8، 19: 10، 21: 27، 22: 22 و24: 7). وقد أظهر لوقا إنسانية يسوع في أقواله وأعماله ومعجزاته ولطفه وعطفه وتعاليمه، إنه الله الظاهر في الجسد ليعلن محبته للإنسان. ثانياً: والغرض الثاني لكتابة لوقا إنجيله هو إعلان خلاص يسوع والخلاص هو جوهر رسالة المسيح وهدفها وصفة (المخلص) هي السمة الغالبة على شخصية يسوع فالمسيح هو الرب المخلص "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ لأَنْ لَيْسَ أسْمٌ آخَرُ تحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِىَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نخْلُصَ" (أعمال الرسل 4: 12) المصادر التي اعتمد عليها لوقا لم يكن البشير لوقا من التلاميذ الاثني عشر، لكنه كتب هذه البشارة، وأيضاً سفر أعمال الرسل، فما هي المصادر التي اعتمد عليها لوقا في كتابته؟ أن لوقا لم يكن معاينا للحوادث التي كتبها، لكنه كتب مسوقاً من الروح القدس (1: 1 - 4)، ومعتمداً على بعض المصادر الموثوق في صحتها، من هذه المصادر:
تقسيم الإنجيل 1- ولادة يسوع المخلص (1: 5 - 2: 52).ولادة يوحنا المعمدان (1: 57 - 66). ولادة يسوع (2: 1 - 7). 2- بداية خدمة يسوع (3: 21 – 4: 13). معمودية يسوع (3: 21،22). سلسلة نسب المسيح (3: 23-38). تجربة يسوع (4: 1 - 13). من الجليل إلى أورشليم (9: 51 - 19: 44). خدمته في أورشليم (19: 45 - 21: 38). 4- رحلة الصلب (22: 1– 23: 56). القبض على يسوع (22: 47 - 62). الحكم على يسوع (23 : 13 -25). صلب يسوع (23 : 26 - 49). 5- القيامة والظهور (24 :1 -11). ظهور المسيح للتلاميذ (24: 36 - 43). الصعود (24: 50 - 53) أسماء المسيح في الإنجيل (يسوع) وتسمينه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، فالسماء تسميه يسوع رمزاً إلى صفته الشخصية والى رسالته، ومنذ البشارة به تصفه السماء بأنه ابن العلي، فيسوع هو (ابن الإنسان وابن الله) معا. (المسيح) وهذا الاسم في لغة لوقا يحمل معنى الربوبية". فأسم المسيح في إنجيل لوقا مرادف لأسم (الرب) ولأسم (ابن الله). (الرب) ينفرد لوقا عن سائر الأناجيل بتسمية يسوع (الرب) كما ورد لوقا هذا اللقب في (أعمال الرسل2: 36)"فَلْيَعْلمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنْ الله جَعَلَ يَسُوعَ هذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبَّا وَمَسِيحاً" وفى قول المسيح في بداية دعوته انه"رب السبت" فالرب يسوع هو المخلص الإلهي في لوقا. (الملك) والإنجيل بحسب لوقا يمتاز بأنه إنجيل (المسيح الملك) وفى بداية البشارة يعلن الملاك صفة المسيح الملكية (لوقا1:3-33). فملكوت المسيح أرضى وسماوي معاً إنه ملك السماء والأرض معا. (ابن الله) وهذا الاسم يسميه الأب نفسه في المعمودية "أَنْتَ ابنيِ الحْبَيِبُ بِكَ سُرِرْتُ" (لوقا3: 22) وكانت الشياطين تخرج من الكثيرين وهى تصرخ قائلة: "أنت ابن الله" (لوقا4: 41، 8: 28) وفى حادثة التجلي (لوقا9 :28- 38) "وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَاَبَةِ قَائِلاً هذَا هُوَ ابنيِ الْحَبِيبُ. لَهُ اْسَمعُوا" (ابن الإنسان) تتوافق الأناجيل الأربعة على الشهادة أن يسوع كان يسمى نفسه "ابن الإنسان" فابن الإنسان هو رب السبت (6: 5) وابن الإنسان له أن يغفر الخطايا مثل (5: 24)، وابن الإنسان يعلم الغيب (7: 40، 9: 47، 11: 17) وهو يحيى الموتى (7: 14). (المخلص) الذي بتعليمه وتقديم نفسه فدية أتى بالخلاص للعالم كله بلا فرق فلم يغلق ملكوت الله على السامريين، أو الأمم، برغم أن اليهود كانوا يعتبرون كل من السامريين والأمم غير مؤهلين لدخول الملكوت، وأن الخلاص فقط لهم دون غيرهم. القيامة وظهورات المسيح في إنجيل لوقا : إن القيامة هي أروع الأحداث في سيرة المسيح، وفى الإيمان بدعوته وألوهيته وفى تأسيس المسيحية، فالمسيحية ديانة الحياة، وقيامة المسيح وحياته هما أساس وجوهر الفكر المسيحي، وهذا ما أعلنه بولس في (كورنثوس الأولى 15: 13- 15)"فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قَيِامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسيِحُ قَدْ قَامَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ" عند صلب المسيح خيم اليأس والإحباط القاتل على الرسل وانهارت أحلامهم كما صرح التلميذان وهم في طريقهم إلى عمواس "كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِىَ إِسْرَائيلَ" (لوقا24: 20 ،21) ولما بدأ خبر القيامة يسرى لم يصدق الرسل الخبر وعندما وقف الرب يسوع في الوسط وقال لهم سلامٌ لكم "فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً " فَقَالَ لَهُم مَا بَالَكُم مُضطَرِبِينَ وَلمَاذَا تخَطُرُ أَفْكَارٌ فيِ قُلُوبِكُم انُظُروا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ أَني أَنَا هُوَ جِسُّونيِ وَانُظُروا فَإِنَ اَلْروُحَ لَيْسَ لَهُ لحَمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَروُنَ ليِ وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ" وهنا فرح التلاميذ، وبظهور المسيح مقاماً من الأموات بدد كل مخاوف ويأس وذعر في التلاميذ.ولوقا يذكر في إنجيله أربعة ظهورات حدثت كلها في أورشليم الأول لتلميذي عمواس (24: 13- 34) والثاني لسمعان بطرس (24: 34) والثالث للرسل الأحد عشر (24: 36- 43) والرابع الأخير في يوم الصعود إلى السماء في أورشليم (24: 44- 53) فلوقا لا يذكر ظهور المسيح في الجليل فقد اكتفى بما ذكره متى، لأن لوقا في كتابة إنجيله يجعل من أورشليم مركزاً للدعوة المسيحية لانتشارها في العالم. ما تقدمه هذه البشارة لنا اليوم (التعاليم الروحية).
الاسئلــة
|