حوار اذاعة كل العرب

شكر واجب

مـقـدمــة
التعريف بالقمص زكريا بطرس
مسميات الجمعة الكبيرة
قضيـة الفــداء
الغفران والاستباحة
هل الأعمال تكفر عن الخطايا
موضوع كتاب صلب المسيح
الاعتراف والاستباحة
الموقف والسلوك
الخطأ في حق الله
مفهوم لتكن مشيئتك
معنى باسم الصليب
لماذا يستشهد القمص بالقرآن
عدم الإشراك بالله
التثليث في الوحدانية
هل النصارى أقرب لليهود
دعوة للقاء آخر
خاتمة

عودة للصفحة الرئيسية

الغفران والاستباحة



المذيع الدكتور نجم:- أشعر أنه ما تمت الإجابة كاملة علي سؤالي. الخطية التي ارتكبت فسرتموها بالانفصال عن الله وبالتالي فإن الفداء هو يقرب بين الإنسان وبين ربه. ولكن هناك من الخطايا التي تتحكم في غرائز البشر هؤلاء الذين امتصت خطاياهم، والمسيح في عملية الفداء التي قام بها إنما قد امتص الخطية من الأرض للسابقين واللاحقين. أليس في ذلك ما يجعل الإنسان يتراخى عن واجباته ما دامت الذنوب قد غفرت له وبالتالي يرتكب الخطيئة.



القمص زكريا بطرس:- لي تعليقان علي كلامك. التعليق الأول كلمة (أمتص الخطايا) سمعتها تتكرر كثيرا من سيادتك. ولكني أقول إن الامتصاص شيء مختلف عن وفاء العدل الإلهي والفداء. فكلمة أمتص ليست الكلمة الدقيقة التي تستخدم في هذا المجال، سامحني.

المذيع الدكتور نجم:- معذرة إذا كنت قد أخطأت.



القمص زكريا بطرس:- عفوا. أما التعليق الثاني وهو كون المسيح قد مات عن خطايا البشر، فهل هذا يكون تصريحا للإنسان بأن يرتكب المعاصي بضمير مستريح ؟ حاشا وألف كلا. لماذا ؟ لأن الاقتراب إلى الصليب ليس هو من قبيل المعادلات الحسابية ( 1+1=2 أو 1-1=0)



لكن العمل الإلهي هو بدافع الحب وفي دائرة الحب. إذن الإنسان الذي يحب الله ووجد علاجه فيما فعله الله وفي خطة الله إنما يحب الله من أعماق قلبه، إذ يقول الكتاب المقدس عندنا " نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً " هذا هو الحب المتبادل. وكيف للإنسان الذي يحب الله أن يفعل الشر الذي هو ضد قداسة الله وضد محبة الله.الإنسان الذي يحب الله يحيا في القداسة ليرضى الله في حياته ويكمل طريقة في مخافة الله، والكتاب المقدس عندنا يقول: "راس الحكمة مخافة الله". إذن الإنسان الذي يرى في الصليب علاجاً للخطية الأم يراه أيضاً علاجاً للخطية الفعلية التي يتعرض إليها الإنسان كل يوم وهنا نجد الحب مقياسا والحب أيضا دافع، والمحبة الإلهية في القلب ومحبة الإنسان لله رباط الحب يمنع الإنسان عن أن يخطئ إلى الله فان كنت أنا أحبك - وهو بالفعل أنني أحبك - إذن فإني أترفع عن أن أخطئ إليك أو أخطئ بحقك.



المذيع الدكتور نجم:- لكن أيضاً أعود إلي السؤال. في الأدبيات الدينية القرآنية تعلمنا أن أكرمكم عند الله أتقاكم، والتقى هنا هو ذاك الإنسان الذي يكون تقيا في مسلكه وفي تعامله مع الآخرين وفي عبادته وبالتالي على قدر ما يحرث ويزرع في هذه الدنيا يحصد في الآخرة، الدنيا مزرعة الآخرة. يعنى محمد عليه الصلاة والسلام كان يقول "والله محمد لا يستطيع أن يفعل شيئا عند الله. ولو سرقت فاطمة لقطعت يدها. يعنى يحث الناس على أن يكونوا أتقياء شرفاء إيجابيين في حياتهم لان هذا هو السبيل الوحيد من أجل أن يكونوا جديرين بالحياة الآخرة المنعمة.



القمص زكريا بطرس:- أقول لك أن الكتاب المقدس أيضا عندنا يحث علي حياة الفضيلة وحياة السلوك المدقق كما يقول (اسلكوا بتدقيق).