حتمية الفداء |
|
مقدمة
رأينا في الكتاب السابق (صلب المسيح) كيف أن الله خلق آدم في حالة الطهارة والبر، وعندما أخطأ بغواية الشيطان سقط من الحياة الأبدية، ونفى من فردوس النعيم، وجلب على نفسه حكم الموت طبقا لحكم الله العادل. ولكن الله في عمق محبته، وكامل رحمته، شاء أن يغفر لآدم وبنيه خطاياهم، ويصفح عن عقابهم. هذا الموضوع ليس أمراً سهلا فكيف أن الله بعد أن يصدر حكماً بالعقوبة، يلغي هذا الحكم ويستبدله بالعفو وهو الكامل في عدله. فإن عفي الله عن آدم المخطئ وبنيه فأين عدله؟! وإن كان الله لا يعفو عن آدم وبنيه فأين رحمته؟! وهكذا نرى أن في الأمر مشكلة كبرى! تحتاج إلى حل حكيم للتوفيق بين العدل والرحمة. وهذا هو موضوع بحثنا في هذا الكتاب، حيث نعلن الحل الحكيم الذي دبرته حكمة الله الكاملة، مؤيداً بآيات الكتاب المقدس، وسنورد شهادة الإسلام عن ذلك أيضاً. المؤلف |