حتمية الفداء |
|
الباب الثاني الاعتراضات والرد عليها الاعتراض الرابع: ما ذنب المسيح ليصلب عن الناس؟ وقد يعترض أحدهم قائلا "ما ذنب المسيح البريء حتى يدفعه الله لأن يقتل؟ ألا يتنافى هذا مع حقيقة (الله محبة)؟" الواقع أن هذا السؤال وجهه إلي الدكتور نجم عبد الكريم مدير إذاعة كل العرب في الحوار الذي دار بيننا على الهواء مباشرة في 1/4/1994. ولهذا أفضل أن أقتبس الرد الذي قلته له في ذلك الحين (ولزيادة الإيضاح اقرأ كتابنا عن هذا الحوار): تسألني كيف تؤخذ نفس طاهرة وتمتص غضب الله ويقتل؟ ما ذنبه ؟ وكيف يكون هذا موافقا لحب الله ؟ دعني أقول لك هاتين الآيتين من القرآن :- 1- في صورة البقرة آية60 "كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق". 2- وفي صورة البقرة آية 86 "أ فكلما جاءكم رسول بما لا تهوي أنفسكم استكبرتم ففريقاٌ كذبتم وفريقاٌ تقتلون". إذن فهناك نفوس نبيين تقتل بغير الحق أي لم يفعلوا شيئا يستحقون عليه القتل فهم أبرياء أطهار. وقد سمح الرب بذلك ليوضح محبته للناس بإرسال هؤلاء الأنبياء الأبرار فقتلهم الناس الأشرار، ولكن الله سوف يعاقب هؤلاء القتلة في حين أنه سوف يكافئ الأنبياء على تضحياتهم وصبرهم وتحملهم القتل في سبيل الله. وهكذا الأمر مع المسيح الذي تقدم بحب وتحمل هذا الموت لأجل جميع الناس. وهذا لا يتعارض مع محبة الله، بل إنها المحبة المضحية الباذلة تلك التي تتحمل فدية الإنسان بدافع الحب لأجل الغفران. هذا هو المبدأ الذي نحن نؤمن به، وتؤمن به المسيحية في قضية الفداء والغفران . المذيع الدكتور نجم :- جميل، جميل، جميل … أعتقد أنه في هذا الرد إجابة شافية عن هذا الاعتراض. |