حتمية الفداء

مقدمة

 حتمية الفداء

 الفداء في المسيحية

 الفداء في الإسلام

 الاعتراضات والرد

  المسيح لم يصلب

 شبه لهم!!

 ألا تكفي التوبة دون صلب

 ما ذنب المسيح ليصلب عن الناس

الخاتمة

عودة للرئيسية

الباب الثاني الاعتراضات والرد عليها

 الاعتراض الأول: المسيح لم يصلب!

      ورب معترض يقول أن المسيح لم يصلب يقينا، معتمدا على قول القرآن في:

 سورة النساء آية157

    "وقولهم (أي يقول اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم. وما قتلوه يقينا"

وأصحاب هذا الاعتراضات يرون أن القرآن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المسيح لم يصلب ولم يقتل بحسب ما هو ظاهر من هذه الآية!!

      ولكن دعنا نضع إلى جوارها بعض الآيات القرآنية الأخرى وبعض أقوال علماء المسلمين والمفسرين لنستوضح حقيقة ما تقصده هذه الآية، وإليك بعض تلك الآيات القرآنية فيما يلي:

 سورة آل عمران:

"مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا". فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يرفع للسماء.

 سورة مريم:

"والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)  ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا.

سورة المائدة:

(فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) من هذا أيضا يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.

       ودعنا نستعرض أقوال علماء المسلمين في تفسير هذه الآيات:

 1- الأمام الرازى قال

   ( روى ابن عباس ومحمد ابن اسحق أن معنى متوفيك (أى مميتك) (تفسير الرازى جزء 2 ص 457 )

 2- وقال وهب :

 "توفى المسيح ثلاثة ساعات" (تفسير الرازى جزء 2 ص 457)

3- وقال ابن اسحق:

"توفى سبع ساعات" (تفسير الرازى جزء 2 ص 457)

   من هذا يتضح أن المسيح قد توفى فعلاً. أما منكرو الصلب فقد اختلفوا فيما بينهم وبنوا رأيهم على أقاويل غير ثابتة وحتى في إنكارهم للصلب نرى فيها شهادة للصلب فقد قال:

 4- الأمام البيضاوى:

 "قال قوم صلب الناسوت وصعد اللاهوت"

( تفسير البيضاوى جزء 2 صفحة 128 )

   الواقع أن قول البيضاوي هذا صحيح من جهة صلب الناسوت ولكنه غير صحيح في من جهة ما يقوله عن صعود اللاهوت، لأننا نؤمن أن الصلب حدث للناسوت فعلا وهو الذي تأثر بعملية الصلب أما اللاهوت فلم يفارق الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين، وإن كان اللاهوت لم يتأثر بعملية الصلب، ويمكن فهم هذه الحقيقة عندما ننظر إلى قطعة من الحديد المحماة بالنار، عندما نطرقها بمطرقة نجد أن الحديد فقط هو الذي يتأثر بالطرق، أما النار فلا تتأثر.

    عموما إن هذا القول الذي ذكره الإمام البيضاوى سابقا وإن كان غير صحيح من جهة ما قاله عن صعود اللاهوت، لكننا نرى فيه إشارة جلية بأن المسيح قد صلب فعلاً بالناسوت (ونحن نؤمن أيضا أن اللاهوت لم يفارق الناسوت).