قبول المسيح (اللقاء مع الرب يسوع)
مدخل تمهيدي
اللقاء مع الرب يسوع
إهــداء
الباب الأول: مفهوم قبول المسيح
الباب الثاني: كيف أقبل المسيح
الباب الثالث: قبول المسيح والقرار المصيري
الباب الرابع: المعمودية وقبول المسيح
الباب الخامس: قبول المسيح والبنوة لله
الباب السادس: قبول المسيح وجوانب الخلاص
الباب السابع: قبول المسيح وبدعة الخلاص في لحظة
الباب الثامن: قبول المسيح والاختبار الشخصي
الباب التاسع: قبول المسيح والشهادة له
الختام

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الباب الثالث
قبول المسيح والقرار المصيري



1ـ حرية الاختيار.

2ـ اتخاذ القـرار.

3ـ قطع التعهدات.


إن قبول المسيح أو البدء مع الله أو التوبة، هو تجديد لعهد المعمودية، هو عهد للتوبة المقدسة. وينبغي أن يكون ذلك قرارا مصيريا في حياة التائب، مبنيا على أساس حرية الاختيار المطلق للإنسان. 

ولكي يعي كل تائب أبعاد تعهده، سوف نناقش هذه العناصر الثلاث فيما يلي:



أولاً:

حرية الاختيار




لقد خلق الله الإنسان عاقلا، وأعطى له مطلق الحرية في الاختيار. يتضح ذلك من الحقائق التالية:

(1) نقرأ في الكتاب المقدس أن الله وضع في جنة عدن شجرتان: شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر. وأوصى آدم أنه إذا أكل من شجرة معرفة الخير والشر بإرادته سقط تحت حكم الموت، أي الانفصال عن الله. وإن هو أكل من شجرة الحياة يحيا إلى الأبد.

وكلنا يعلم أن أبوينا الأولين اختارا أن يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر، فجلبا على نفسيهما وعلى البشرية جمعاء حكم الموت الأبدي. وهكذا عبر القديس إغريغوريوس في القداس الإلهي قائلا: [خلقتني إنسانا كمحب للبشر، ولم تكن أنت محتاجا إلى عبوديتي بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك. من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتني إذ لم أكن ... غرس واحد نهيتني أن آكل منه، فأكلت بإرادتي وتركت عني ناموسك برأيي، وتكاسلت عن وصاياك، أنا اختطفت لي قضية الموت] (القداس الغريغوري)

يتضح من ذلك أن الإنسان هو الذي اختطف بإرادته قضية الموت لنفسه.



(2) وفي سفر التثنية يؤكد الرب حرية اختيار الإنسان بأن يعيش معه أو ينفصل عنه إذ قال: "انظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير والموت والشر ... أشهد عليكم اليوم السماء والأرض، قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة، فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك" (تثنية30: 15ـ20)

واضح جدا ترك الله الحرية للإنسان أن يختار مصيره.



(3) وفي سفر أشعياء يضع الرب الاختيار أيضا أمام الشعب قائلا: "إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف، لأن فم الرب تكلم" (أشعياء1: 19و20)



(4) ويشوع ابن نون يقف وقفة مصيرية مع الشعب عارضا عليهم أن يختاروا، قائلا: "وإن ساء في أعينكم أن تعبدوا الرب، فاختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون ... وأما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يشوع24: 15)



(5) وقد كتب قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث عن حرية إرادة الإنسان قائلا: [إن النعمة تساعد إرادة الإنسان دون أن تلغي إرادته ... إرادتنا ما تزال قائمة، تقويها النعمة، وحريتنا كاملة، وتقرير مصائرنا هو في أيدينا ... ]

(كتاب النعمة ص 21)



(6) ويقول قداسته أيضا: [النعمة على الرغم من عملها في إنسان، تتركه لحريته. إنها تشجعه ولكن لا ترغمه. نعمة المعونة لا تلغي نعمة الحرية ... لأنه لو فقد حريته، يفقد صورته الإلهية. ولا يستحق المكافأة، لأنه لم يفعل الخير بإرادته ...] 

(كتاب النعمة ص19)



(7) ولهذا قال قداسته: [إن الله يريدك أن تصل إليه بكل رضى قلبك. لذلك كان قبولك للرب، أمرا هاما في الحياة الروحية] (كتاب النعمة ص20)



(8) وفي هذا الخصوص قال نيافة الأنبا موسى أسقف عام الشباب: [خلق الله الإنسان كائنا حر الإرادة، وأعطاه فرصة دائمة لاتخاذ القرار، دون إلغاء لمشيئته، بل في حرية كاملة ... بل يريد أولاده أحرارا في قراراتهم، صادقين في اختياراتهم، جاءوا إلى شركته عن اقتناع دون ضغط أو إرغام، وسلموا إرادتهم في حب ورضى كامل] (كتاب كيف أتخذ قرارا ص4)



(9) وقال أيضا نيافته: [خلقنا الله أحرارا وتركنا نختار طريقنا وطريقتنا في الحياة كما نريد، لأنه لا يحب أن يرانا دُمَيْ تافهة أو قطع شطرنج في جنته السعيدة، بل يريدنا أن نختار الحياة معه وله، عن قناعة وفرح ورضى] 

(كتاب كيف أتخذ قرارا ص19)

(10) وفي حديث نيافته عن أهمية الحوار مع الشباب ليختاروا ما يريدون قال: [الحوار المقود بالروح القدس كفيل بإقناع الشباب روحيا وفكريا لتتحرك إرادته نحو طاعة المسيح والاتحاد به عن اختيار حر فرح] 

(كتاب كيف نخدم الشباب ص20).



من كل هذه الشواهد نرى أن الإنسان حر الاختيار، فهو حر في أن يختار الحياة مع الله أو مع الشيطان. يختار طريق الحياة أو طريق الموت، طريق البركة أو طريق اللعنة. ونتيجة لحرية الاختيار يتخذ الإنسان لنفسه قرارا بما يريده وصمم العزم عليه. وهذا ينقلنا للحديث عن اتخاذ القرار.



ثانياً:

اتخاذ القرار

بناء على حرية الاختيار التي وهبها الله للإنسان، ترك له أن يتخذ القرار الذي يريده، كإنسان حر يقرر مصيره كما يشاء، بلا إرغام أو إجبار.

(1) عندما أراد أن يشفي الأعمى سأله ليقرر ما يريد "فأجاب يسوع وقال له: ماذا تريد أن أفعل بك؟ فقال له الأعمى: يا سيد أن أبصر" (مر10: 51).



(2) وعن ضرورة اتخاذ الإنسان لقراراته المصيرية قال نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب: [القرارات في حياة الإنسان ... كثيرا ما تكون مصيرية، وذات أثر خطير في خلاص صاحبها] 

(كيف أتخذ قرارا ص3)

(3) وقال أيضا نيافته: [خلق الله الإنسان كائنا حرا مريدا، وأعطاه فرصة دائمة لاتخاذ القرار، دون إلغاء لمشيئته، بل في حرية كاملة ... بل يريد أولاده أحرارا في قراراتهم، صادقين في اختياراتهم، جاءوا إلى شركته عن اقتناع دون ضغط أو إرغام، وسلموا إرادتهم في حب ورضى كامل] 

(كتاب كيف أتخذ قرارا ص4)



(4) كما قال أيضا: [لابد للإنسان من أن يتخذ قراراته في الحياة اليومية حسب مشيئة الله وفكر المسيح] (كيف أتخذ قرارا ص8)



(5) ومن أقوال نيافته أيضا: [يجب أن يكون درس الشباب محركا للإرادة، بمعنى أن ينتهي الاقتناع بأهمية الموضوع إلى حث للإرادة الإنسانية أن تعمل شيئا ... واتخاذ قرارات ... لهذا يجب أن ينتهي الحديث إلى تطبيقات محددة نتفق عليها، حتى يبدأ الشباب تنفيذها فعلا] 

(كتاب خدمة الشباب المعاصر ص123)

إذن فالإنسان حر الاختيار وحر في اتخاذ القرار الذي يعجبه، وبناء على قراره يقطع العهد الذي يراه. وهذا يقودنا للحديث عن قطع التعهدات.



ثالثاً:

قطع العهود

الواقع إن التعهد الذي يقدمه البروتستانت والإقرار الذي في إنجيل الجدعونيين هو مرفوض تماما بحسب نظرة كنيستنا الأرثوذكسية، لأنه لا يعتمد على عهد المعمودية بل يعتمد على قبول المسيح كوسيلة الخلاص الوحيدة دون إتمام سر المعمودية. وهذا يختلف عن تعهد التوبة بحسب مفهوم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية الذي يعتبر تذكر لتعهد سر المعمودية ومقدمة للدخول في الشركة المقدسة بسر التناول، ولا يحمل في ذاته صكا بالغفران أو ضمان الملكوت كما تزعم الطوائف الأخرى.



وعن العهود في المفهوم الأرثوذكسي، قال قداسة البابا شنوده الثالث:

[الإنسان الروحي يلتزم بعهوده للرب، فهل أنت قد وفيت بكل عهودك؟ أول عهد كان بينك وبين الله، هو عهدك في يوم معموديتك أن تجحد الشيطان وكل حيله وشروره وكل جنوده وكل أعماله الرديئة. فهل أنت ما زلت ملتزما بهذا العهد عمليا؟ وأنت في كل اعتراف وتوبة تتعهد أمام الله أن تترك الخطية ولا تعود إليها. فهل التزمت بهذا؟ وأنت في كل يوم تناول، تتعهد تعهدات كثيرة. أتراك تذكرها؟ وهل تنفذها؟ أم لم تكن ملتزما؟ ... هل أنت ملتزم بكل ما تعهدت به أمام الله ... ؟ ... كم عيد رأس سنة مر عليك، ووقفت أمام الله تعد وتتعهد ... وكم مناسبة مقدسة وقفت فيها قدام الله تتكلم. وكم من فترات روحية مرت بك في اشتعال القلب بالتوبة، وقلت لله وعودا وعهودا، ولم تلتزم بشيء ...]

(معالم الطريق الروحي ص80و81)

ولمزيد من الشرح نقول، إن عهد التوبة المعتبر تجديد لعهد المعمودية، إنما ينبني على موقف التائب الذي يتخذ قرارا بكامل حريته بناء على الاقتناع الكامل، ليعيش مع الرب وفق وصاياه. 

نذكر بعض تلك العهود والمواثيق من الكتاب المقدس، وأيضا من تراثنا الكنسي.



(1) عهد الشعب أيام عزرا:

"وأجاب شكنيا بن بحيئيل من بني عيلام وقال لعزرا إننا قد خنا إلهنا واتخذنا نساء غريبة من شعوب الأرض. ولكن الآن يوجد رجاء لإسرائيل في هذا. فلنقطع الآن عهدا مع إلهنا أن نخرج كل النساء ... وليعمل حسب الشريعة" (عز 10: 2ـ4)



(2) ميثاق الشعب مكتوبا وموقعا عليه أيام نحميا:

في أيام نحميا أيضا قطع الشعب عهدا مع الرب ووقع عليه الرؤساء واللاويين والكهنة. "والآن يا إلهنا الإله العظيم الجبار والمخوف حافظ العهد والرحمة، لا تصغر لديك كل المشقات التي أصابتنا نحن وملوكنا ورؤساءنا وكهنتنا وأنبياءنا وآباءنا وكل الشعب ... وأنت بار في كل ما أتى علينا لأنك عملت بالحق ونحن أذنبنا ... ومن أجل كل ذلك نحن نقطع ميثاقا ونكتبه ورؤساؤنا ولاويونا وكهنتنا يختمون" (نح9: 32ـ38)



هذه بعض صور من التعهدات التي تقطع مع الله أمام الشعب ويوقع عليها من الرؤساء واللاويين والكهنة.

ولنا في تراثنا الكنسي الكثير من التعهدات مع الله أمام الشعب وأمام الكهنوت المقدس مثل:

(1) تعهد المتقدمين للمعمودية:

[أ] في حالة الكبار: إن تعهد الكبار يتمثل في طقس جحد الشيطان، عندما يقول: "أجحدك أيها الشيطان وكل أعمالك الشريرة ..." وكذلك يظهر التعهد أيضا في إقرار الإيمان عندما يقول: "أعترف لك أيها المسيح إلهي ..."

ومن أقوال المتنيح حبيب جرجس عن تعهدات الكبار في المعمودية:

[الواجبات المطلوبة من المعتمدين هي:

أولا: الإيمان: بالرب يسوع (مر16: 16).

ثانيا: الاعتراف: بهذا الإيمان علنا وصريحا.

ثالثا: التوبة: التوبة حسب قول بطرس الرسول "توبوا وليعتمد 

كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا" (أع2: 38)

رابعا: جحد الشيطان: بما أن ابن الله أظهر لينقض أعمال إبليس، لذلك يجب على المعتمد قبل كل شيء أن يجحد الشيطان ويرفض أعماله]

(كتاب أسرار الكنيسة السبعة صفحة 56)

[ب] أما في حالة الأطفال: قال المتنيح حبيب جرجس عن وموقفهم من عهد المعمودية:

[لما كان الأطفال لا يدركون ماهية الإيمان ولا يستطيعون إعلان إيمانهم، ولا يفقهون معنى المعمودية، ولا يمكن تلمذتهم، فلذلك رأت الكنيسة منذ القديم أن تعمدهم على إيمان والديهم، وتتعهد أشابينهم الذين يتكفلون بتربيتهم التربية المسيحية وتعليمهم حقائق الإيمان، ويتعهدون بذلك أمام الكنيسة]

(أسرار الكنيسة السبعة ص45و46)



ولهذا نجد في تقليد الكنيسة ضرورة تجديد عهد المعمودية عندما يكبر هؤلاء الأطفال، كما يتضح من التقليد الرائع الذي مارسته الكنيسة منذ نشأتها، والذي دام فيها حتى القرن الرابع عشر بشهادة مخطوطة لأحد علماء الكنيسة في ذلك القرن ويدعى يوحنا ابن أبي زكريا ابن سباع واسم المخطوطة (الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة). ومضمون هذا التقليد أن يحضر الإشبين الشخص الذي تعهده منذ الطفولية وكان ابنه الروحي، ويوقفه أمام الهيكل في الكنيسة عندما يبلغ سن الوعي والإدراك، ليعطي تقريرا عن متابعته له، وليعلن هذا الشخص جحده للشيطان وإيمانه بالمسيح، أمام الكنيسة، فجاء فيها ما يلي:

[وعلى الإشبين بعد المعمودية تعهد ابنه الروحي ... وافتقاده في كل وقت، وتعليمه الكتب، وملاحظته بعين الرعاية الأبوية الروحانية حتى يكبر سنه. وإذا كبر وأدرك، ونضج عقله، يوقفه على باب الهيكل الموضع الذي استلمه منه عندما كان طفلا، ويقول له:

اعلم يا ولدي أنك لما كنت طفلا كنت عبدا للشيطان، وأراد والداك عتقك منه بالمعمودية المقدسة، وسألا مسكنتي أن أضمنك من كاهن الكنيسة، وأجحد عنك الشيطان الذي كنت أنت من أجناده قبل المعمودية، وقد جحدت عنك الشيطان واعترفت عنك بالمسيح له المجد، وقد أكلت من جسد المسيح وشربت من دمه وصرت هيكلا للروح القدس.

وأنت الآن قائم أمام هيكل الله، الموضع الذي تسلمتك منه. فاعلم أن من جحد وآمن بالمسيح، وجب عليه ترك العظمة والبغض والحقد ... لأن هذه كلها أعمال الشيطان التي جحدتها عنك وأنت طفل.

وأنت قد آمنت بالمسيح، ومن آمن بالمسيح وجب عليه الحب، والاتضاع والطهارة التي لا يعاين أحد الله إلا بها.

ومن هنا تسلمتك، وهنا أسلمك لنفسك، ولا يعود الله يطالبني بشيء من جهتك، لأنك قد عرفت عقلك، وعلمت الجيد من الرديء.

وسلام المسيح يثبت قلبك في الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير آمين]

(مخطوطة الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة)

هذا هو التعهد الذي يلتزم به المعمد، إذا كان كبيرا أو عندما يكبر.

(2) التوبة هي تجديد لعهد المعمودية. من أجل ذلك قال نيافة الأنبا موسى:

[التوبة بداية طريق، فلابد من نقطة تحول يسلم فيها الإنسان إرادته لله في خضوع كامل، ونية صادقة لإرضائه، وبعد ذلك التوبة فالتوبة حياة مستمرة، بمعنى أننا ما دمنا في جسد الخطية نحتاج إلى تجديد مستمر للعهود]

(كتاب كيف نخدم الشباب ص74)

كما أن هناك صورا متعددة للتعهدات في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية منها:

(1) تعهد المتقدم للرهبنة يوم رهبنته:

قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسة 5/6/1993، وجلسة 10/6/1995 التعهد الذي يتلوه المتقدم للرهبنة وقت رهبنته:

[أتعهد أمام الله رب الرباب، وأمام ملائكته وقديسيه، وأمام المذبح المقدس وقديسي هذا الدير، وأمام أبينا قداسة البابا البطريرك الأنبا شنوده الثالث وأمام أبي ... رئيس الدير، وأمام آبائي الكهنة والرهبان مجمع الدير، بأن أثبت على الإيمان الأرثوذكسي إلى النفس الأخير، وأن أحترم قوانين الكنيسة الجامعة الرسولية.

كما أتعهد بأن أسلك حسب قوانين الرهبنة ... أتعهد بأن أعيش في حياة الطاعة ... كما أتعهد بالمواظبة على القراءة الشخصية في الكتاب المقدس، والتأمل فيه، ... والمواظبة على أسرار الإلهية... الرب يعطيني نعمة بصلواتكم جميعا حتى أسلك بأمانة، صلوا عني. ها ميطانية] (القرارات المجمعية ص24و26و80و81)



(2) تعهد الراهب عند سيامته كاهنا:

كما قرر المجمع المقدس أيضا صيغة تعهد الراهب عند سيامته كاهنا في جلسة 1/6/1996 [أنا الضعيف الراهب .... المدعو بنعمة الله إلى رتبة الكهنوت الجليلة بدير .... رغم عدم استحقاقي.

أتعهد أمام الله رب الأرباب، وأمام ملائكته وقديسيه، وأمام المذبح المقدس وقديسي هذا الدير، وأمام أبينا قداسة البابا البطريرك الأنبا شنوده الثالث وأمام أبي ... رئيس الدير، وأمام آبائي الكهنة والرهبان مجمع الدير، بأن أثبت على الإيمان الأرثوذكسي إلى النفس الأخير، وأن أحترم قوانين الكنيسة المقدسة وأحافظ على تقاليدها وطقوسها وتعاليمها.

كما أتعهد بأن أضع صالح الكنيسة والدير فوق كل اعتبار ... كما أتعهد بلا أسعى نحو الوظائف الكنسية ... كما أتعهد بأن ألتزم بقرار المجمع المقدس .... صلوا عني يا آبائي وإخوتي القديسين. ها ميطانية لكم جميعا] 

(القرارات المجمعية ص26و82و83)

(3) تعهد الكاهن الجديد:

كذلك قرر المجمع المقدس صيغة تعهد الكاهن الجديد في جلسة 18/6/1994 م

[أنا الضعيف ... المدعو لنعمة الكهنوت على المذبح المقدس في كنيسة ... حي ... بمدينة ... أتعهد أمام الله رب الأرباب وراعي الرعاة وأمام ملائكته وقديسيه، وأمام أبي قداسة البابا شنوده الثالث وأمام الإكليروس وكل الشعب بأن أثبت على الإيمان الأرثوذكسي إلى النفس الأخير، وأن أحترم قوانين الكنيسة المقدسة وأحافظ على تقاليدها وطقوسها وتعاليمها. وأبذل كل جهدي في تعليم الشعب بإيمان سليم، وقيادته في حياة القداسة والبر، وأكون أنا نفسي قدوة له في كل عمل صالح ... وأطلب من الرب أن يهبني قوة بصلواتهم حتى أقوم بهذه المسئولية الخطيرة وأؤدي بأمانة كافة ما يتطلبه مني عمل الكهنوت الجليل. صلوا عني يا آبائي وإخوتي القديسين. ها ميطانية لكم جميعا] (القرارات المجمعية ص67و159و160) 

(4) تعهد الأسقف العام:

وفي جلسة 18/6/1994 قرر المجمع المقدس صيغة تعهد الأسقف العام: 

[أنا الضعيف غير المستحق المدعو بنعمة الله لعمل الأسقفية الجليل. أتعهد أمام الله رب الأرباب وراعي الرعاة ورأس الكنيسة غير المنظور، وأمام مذبحه المقدس، وأمام أبي صاحب القداسة البابا شنوده الثالث وأمام آبائي المطارنة والأساقفة وباقي أعضاء المجمع المقدس وأمام الإكليروس وكل الشعب. بأن أثبت على الإيمان الأرثوذكسي إلى النفس الأخير وأن أحترم قوانين الكنيسة المقدسة .....

كما أتعهد بأن أنشر الكرازة بالإنجيل على قدر طاقتي. وأتعهد بأن أحافظ على تقاليد كنيستنا القبطية الأرثوذكسي وطقوسها وتعاليمها وأبذل كل جهدي في تعليم الشعب بإيمان سليم، وقيادته في حياة القداسة والبر، وأكون أنا نفسي قدوة له في كل عمل صالح ...وأتعهد بأن أستمر في حياة الزهد التي نذرت لها نفسي وأن أجاهد في اكتساب الفضائل التي تليق بدرجة الأسقفية ... 

وأطلب من الرب أن يهبني قوة بصلواتهم 

حتى أقوم بهذه المسئولية الخطيرة وأؤدي بأمانة كل ما يوكل إلي من أعمال. صلوا عني يا آبائي وإخوتي القديسين. ها ميطانية لكم جميعا] 

(القرارات المجمعية ص67و 155و156)

(5) تعهد أسقف الإيبارشية الجديد:

تقرر ذلك في جلسة 18/6/1994 [أنا الضعيف غير المستحق المدعو بنعمة الله لعمل الأسقفية الجليل. أتعهد أمام الله رب الأرباب وراعي الرعاة ورأس الكنيسة غير المنظور، وأمام مذبحه المقدس، وأمام أبي صاحب القداسة البابا شنوده الثالث وأمام آبائي المطارنة والأساقفة وباقي أعضاء المجمع المقدس وأمام الإكليروس وكل الشعب. بأن أثبت على الإيمان الأرثوذكسي إلى النفس الأخير وأن أحترم قوانين الكنيسة المقدسة .....

كما أتعهد بأن أنشر الكرازة بالإنجيل على قدر طاقتي. وأتعهد بأن أحافظ على تقاليد كنيستنا القبطية الأرثوذكسي وطقوسها وتعاليمها وأبذل كل جهدي في تعليم الشعب بإيمان سليم، وقيادته في حياة القداسة والبر، وأكون أنا نفسي قدوة له في كل عمل صالح ... وأتعهد بأن أحب الرعية ...وأتعهد بأن أستمر في حياة الزهد التي نذرت لها نفسي... 

وأطلب من الرب أن يهبني قوة بصلواتهم حتى أقوم بهذه المسئولية الخطيرة وأرعى بكل حرص هذه الرعية التي من يدي سيطلب الرب دمها. صلوا عني يا آبائي وإخوتي القديسين. ها ميطانية لكم جميعا] 

(القرارات المجمعية ص67و157و158)



هذه بعض صيغ التعهدات الكنسية بحسب تقاليد كنيستنا الأرثوذكسية المرشدة بالروح القدس. أما التعهد الذي يقدمه البروتستانت والإقرار الذي في إنجيل الجدعونيين فهو مرفوض لأنه لا يعتمد على عهد المعمودية بل يعتمد على قبول المسيح كوسيلة الخلاص الوحيدة دون إتمام سر المعمودية. أما تعهد التوبة بحسب مفهوم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فهو تذكر للتعهد في سر المعمودية ومقدمة للدخول في الشركة المقدسة بسر التناول، ولا يحمل في ذاته صكا بالغفران أو ضمان الملكوت كما تزعم الطوائف الأخرى، كما سبق أن قلنا.

ويجب أن نشير إلى حقيقة هامة وهى أنه لا يصح التخلي عن مقدساتنا الأرثوذكسية بسبب أن آخرين يتممونها بصورة خاطئة، بل يجب أن نعمل الصواب ونصحح الأخطاء حتى نقدم للعالم تعاليم صحيحة تنقض الباطل وتفضحه.