قبول المسيح (اللقاء مع الرب يسوع)
مدخل تمهيدي
اللقاء مع الرب يسوع
إهــداء
الباب الأول: مفهوم قبول المسيح
الباب الثاني: كيف أقبل المسيح
الباب الثالث: قبول المسيح والقرار المصيري
الباب الرابع: المعمودية وقبول المسيح
الباب الخامس: قبول المسيح والبنوة لله
الباب السادس: قبول المسيح وجوانب الخلاص
الباب السابع: قبول المسيح وبدعة الخلاص في لحظة
الباب الثامن: قبول المسيح والاختبار الشخصي
الباب التاسع: قبول المسيح والشهادة له
الختام

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الباب الخامس
قبول المسيح والـبنـوة للــه



قد يتساءل البعض، متى نحصل على البنوة لله؟ 

هل عند قبول المسيح؟ أم عند المعمودية؟



(1) الواقع أن نعمة البنوة لله ننالها عند المعمودية بلا شك. وهذا ما وضحه المتنيح الأرشيذياكون حبيب جرجس بقوله:

[إن المعمودية تمنح الإنسان نعمة التبني حسب قول بولس الرسول "لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح ..." (غل3: 26ـ 29)]

(أسرار الكنيسة السبعة ص 39)



(2) ولكن عندما ينسى نذوره في المعمودية، ينسى أيضا بنوته لله، كما وضح قداسة البابا شنوده الثالث قائلا:

[وشيئا فشيئا نسيت نذورك، ونسيت بنوتك لله، وتركت نقاوتك، وانفصلت عن الله] (الرجوع إلى الله ص 48)



(3) والمعمد الذي يعيش عبدا للخطية كيف يستطيع أن يدعي أنه ابن لله، هذا ما أشار إليه قداسة البابا قائلا:

[إن الله روح (يو4: 24) والمولود من الروح هو روح (يو3: 6) فإن كنت أيها الأخ إنسانا جسدانياً، تسلك حسب الجسد وليس حسب الروح، فكيف تكون ابنا لله الذي هو روح؟! وكيف تكون مولودا من الروح؟!

إن الذي يعيش في الخطية، لا يستطيع مطلقا أن يقول إنه ابن لله، بل لا يستطيع أن يدعي أنه يعرف الله، مجرد معرفة. وهذا يوضحه الرسول في عبارته المخيفة التي يقول فيها: "كل من يخطئ، لم يبصره ولا عرفه" (1يو3: 6)]



(4) وعندما يبتعد المعمد عن الله، ويعيش في خطاياه، كما فعل الابن الضال. فإنه يفقد بنوته ويترجى أن يقبله أبوه كأجير. "ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا، اجعلني كأحد أجراك" (لو15: 19).

ولكنه عندما رجع تائبا ومعترفا لم يسمح له أبوه أن يكمل كلامه بل عندما قال "لست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا". قاطعه حتى لا يقول "اجعلني كأحد أجراك" بل أمر عبيده أن يخرجوا الحلة الأولى ويلبسوه (هذه هي حلة البنوة الأولى) ولهذا قال الأب "لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد" (لو15: 24). وبهذا استعاد الابن الضال بنوته بالتوبة والعودة إلى بيت أبيه.

وهذا هو ما يحدث مع كل ابن لله إذ يضل بعد المعمودية، ولكنه عندما يعود بالتوبة يسترد بنوته بالفعل.



+++ وقد وضح ذلك نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب بقوله:

[كنا أسرى أذلاء للشيطان، فصرنا بالتوبة بنين لله] 

(كتاب كيف نخدم الشباب ص 74)



(5) وقد أكد هذا المعنى المتنيح حبيب جرجس عندما تكلم عن نتائج سر التوبة قائلا:

[نتائج سر التوبة هي: ... الحصول على رتبة البنوة التي فقدها الخاطي بخطيته (لو15: 17ـ24)]

(أسرار الكنيسة السبعة ص 116)



(6) وهذه الحقيقة تتمشى مع تعريف مجمع قرطاجنه للتوبة فقد دعاها "معمودية ثانية" (أسرار الكنيسة السبعة ص 103)

وماذا يعني تعريف التوبة بأنها: "معمودية ثانية"؟ ألا يعني ذلك أن سر التوبة يعيد للإنسان بركات المعمودية التي فقدها بالخطية؟ ومن هذه البركات بالطبع بركة التبني.



(7) والتوبة كما عرفها قداسة البابا شنوده الثالث هي عودة الصلة مع الله بقوله: [إن كانت الخطية هي الانفصال عن الله، فالعلاج الوحيد هو... الرجوع إلى الله] (الرجوع إلى الله ص35)



+++ وفي الرجوع إلى الله، نبَّر قداسة البابا أن يذكر التائب نذوره في المعمودية، فقال:

[ينبغي أن تذكر نذورك التي نذرتها لله في المعمودية ... حينما نذرت أن تجحد الشيطان وكل أعماله الردية، وكل شروره وكل حيله] 

(الرجوع إلى الله ص 48)



(8) وعندما يذكر التائب نذوره في المعمودية، سوف يذكر بالتأكيد البركات التي حصل عليها بالمعمودية خاصة البنوة، ويطلب من الرب أن يعيدها إليه. وهذا ما وضحه قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث بقوله:



[اسكب نفسك أمام الله وقل له: أنا يارب أريدك. أريد أن أرجع إليك. فانتشلني مما أنا فيه، واجذبني إليك مرة أخرى. أنا بدونك لا شيء. لقد فقدت حياتي حينما فقدتك.

الق نفسك أمام الله، وصارع معه. وقل له: سوف لا أقوم من ههنا، إلا وقد أخذت منك بركة خاصة، وشعرت أنك أرجعتني إليك وحسبتني من أولادك] 

(الرجوع إلى الله ص 53)