جــــــنةٌ مغلقــــــةٌ
" أختي العروس جنةٌ مغلقةٌ .. عينٌ مقفلةٌ .. ينبوعٌ مختومٌ ..
أغراسك فردوس رمان مع أثمار نفيسة فاغية [ حنة ] وناردين ..
ناردين [ عطر غالى ] وكركم [ نبات الزعفران ] قصب الذريرة [ طيب عطر ]
وقرفة مع كل عود اللبان [ بخور ] .. مُر [ صمغ رائحته ذكيه ومذاقه مُر ]
وعود [ عطر شرقى غالى ] مع كل أنفَس [ أغلى ] الأطياب .. ينبوع جنات ..
بئر مياه حية وسيول من لبنان .. استيقظي يا ريح الشمال وتعالي يا ريح
الجنوب هبي على جنتي فتقطر أطيابها ليأت حبيبي إلى جنته و يأكل ثمره
النفيس .. " (نش 4 : 12 ـ 16)
وجد العريس السماوى فى عروسه صفات غاية فى الأهمية فمدحها وسجلتها كلمة
الله، حتى تكون نموذجاً حياً نقتدى به نحن الذين إنتهت إلينا أواخر
الدهور كعروس المسيح وأعضاء جسده .. نلخصها فى هذه التركيزات الثلاثة :
1) جــنةٌ مغلــقةٌ .
2) ثمــارٌ لائــقةٌ .
3) بركاتٌ فائـــقة .
أولاً : جــنةٌ مغلـــقةٌ
هذه هى عروس المسيح .. إنها " جنة مغلقة .. عين مقفلة .. ينبوع مختوم ..
" فهى كالجنة المليئة بالأشجار المثمرة .. كروضةٍ غنّاء .. فردوس من
الفضائل .. لا يدخلها الشيطان بمكره كما دخل إلى الجنة الأولى فى عدن ..
فجنة الله فى العهد الجديد جنةٌ مقدسة .. ليست جنة نساء أو حور بل هى جنة
القداسة والسمو .. قال عنها المسيح : " لا يُزوِجُون ولا يتزوجون بل
يكونون كملائكة الله في السماء " (مت 22 : 30)
ولنقترب أكثر من هذه العروس لنتعرف على روعة هذه الصفات المباركة ،
فنراها :
1) جنةٌ مغلقة للعريس وحده :
إن جنة العهد الجديد هى كنيسة المسيح فى قداستها ، وهى البيعة فى عفتها
وطهارتها ، لذا يجب أن تكون حياتى مقدسة مغلقة عن الخطية كعضو فى جسد
المسيح كنيسته الحية .. يجب أن أحيا للعريس وحده ولا سواه .. ليس فى
إنغلاقية عن المجتمع الذى أعيش فيه ، فروعة عروس المسيح أنها تحيا فى
العالم ، ولا يحيا العالم فيها .. كالسفينة التى تكون فى البحر ، ولا
يكون البحرفيها .. لذا قال المسيح فى صلاته الشفاعية للآب : " لست اسأل
أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير " (يو 17 : 15)
فيسكن المؤمن وسط الأشرار لا ليتعلم منهم ، بل ليضيئ لهم بنور معرفة يسوع
المسيح .. بسلوكه المقدس وحياته الشاهدة عن وجود المسيح فيها ..
لقد قصد الله للكنيسة أن تؤثر فى العالم ، لا أن يؤثر العالم فيها .. فمن
المحزن حقاً أن نرى كثيراً من الكنائس فى طوائف متعددة ولاسيما فى بلاد
الغرب .. نراها وقد صارت أرضاً مفتوحة لكل غريب وجديد .. بلا ضابط او
رابط .. فتعالمت الكنيسة وتكانس العالم .. واختلط الحابل بالنابل ..
فصرنا نسمع عن رقص فى الكنيسة وتحولت كنائسهم إلى بيوت خلاعة .. ياللعار
!!
أخى ، لقد قال كاتب المزمور عن النفس البشرية : " سبحى يا أورشليم الرب
.. لأنه قوّى مغاليق أبوابك ، وبارك بنيك فيك .. " (مز 147 : 13 ، 14)
فهل أنت جنة مغلقة بالنسبة للخطية ولمبادئ العالم ومغرياته ؟ أم أنك أرضٌ
مفتوحة لكل نجس ليدخل ويتمشى ويلقى بمخلفاته فى تربة حياتك ليدنسها .. ؟
عش فى العالم ولا تدع العالم أن يعيش فيك .. كن جنة مغلقة للعريس السماوى
الذى يستحقها وحده ..
2) عينٌ مقفلة بوصاياه وسنده :
لكن يأتى السؤال الهام وهو : كيف يمكن أن نحيا فى قداسة وتعفف ونحن فى
عالم الخطية التى تهاجمنا من كل جانب ؟ الواقع أن السر هو فى سور الحماية
الذى يحمى هذه العين لتبقى نقية من التلوث والحشرات .. والسور هو وصايا
الرب التى حين نحفظها ونسلك بمقتضاها فهى تحفظنا من عالم الخطية .. لذا
يقول القديس غريغوريوس النيصى : [ جنتنا مغلقة من كل جانب بسور الوصايا ،
حتى لا يتسلل إلى مدخلها لص أو وحش مفترس .. إنها مغلقة بسياج الوصايا
فلا يستطيع العدو أن يقترب إليها .. ]
لذا فهذه العروس تعرف كيف تضبط شفتيها .. لكن حين تفتحهما فإنها تتكلم
بكلمة الله وبتعاليم حكمته ..
3) ينابيع مختومة ليدخلها بمجده :
الكنيسة هى ينبوع ماء حى .. يفيض فيها الروح القدس من خلال الأسرار
المقدسة التى هى قنوات نعمة جارية .. لكن هذه الينابيع مختومة لا يتمتع
بها إلا من فتح قلبه للعريس السماوى ليدخل به إلى هذه الجنة ليرويه من
ينابيعها المروية .. فالمعمودية مثلاً تهب المعمد بركات روحية غنية ،
فيصير إبناً لله ووارثاً لكل البركات السماوية .. إلا إنها تبقى ينبوع
مختوم .. يقرع العريس السماوى على القلب يريـد الدخول .. حين تفتح له
العروس فإنه على الفـور يدخـل ليتعشى معها وهى معه فيشبعها من ينبوع
عشرته ويرويها بأبوته .. وهكـذا بقية أسرار الكنيسة وبركاتها ، يبقى
القلب فيها كالزجاجة المغلقة التى توجد فى المحيط لكنها لا زالت جافة
خالية ... تحتاج أن تُفتح فترتوى وتروى الآخرين ..
لذا يقول القديس امبروسيوس : [ لقد صرنا بالمعمودية فردوساً به إمكانيات
الحياة والإثمار ، لكنه فردوس مغلق ، وعيناً تستطيع أن تفجر مياه نقية
تروى الكثيرين لكنها مغلقة ، وينبوع إن فُتِحَ فجر ينابيع مياه حية .. ]
أخى الحبيب .. هل أنت جنة مغلقة على العالم ؟ هل اسرتك مغلقة على أصدقاء
السوء والجيران الأشرار ؟ هل أنت عين مقفلة بعمل الروح القدس الذى يضبط
حواسك فلا ترى إلا من خلال قداسة العريس ؟ هل أنت ينبوع مختوم تحتاج لأن
تفتح قلبك للعريس ، كما قال المزمور : " ارفعن أيتها الأرتاج [المداخل]
رؤوسكن وارتفعن أيتها الأبواب الدهريات فيدخل ملك المجد " (مز 24 : 7)
ثانياً : ثـــمارٌ لائـــقةٌ
يقول العريس : " أغراسك فردوس رمان مع أثمار نفيسة فاغية وناردين ..
ناردين وكركم .. قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان .. مُر وعود مع كل
أنفَس الأطياب .. ينبوع جنات .. بئر مياه حية وسيول من لبنان .. " هذه هى
عروس المسيح التى تحفظت من العالم وحفظت بتولية قلبها للعريس السماوى لا
سواه ، وفتحت ينبوع قلبها له وحده .. هذه العروس يجب أن تأتى بثمر ويدوم
ثمرها فيها ..
لقد دخل المسيح بيتاً وهو لا يريد أن يعلم أحد فلم يقدر أن يختفى (مر 7 :
24) فلا يمكن أن يكون المسيح فى حياتك ، وتكون بلا ثمر بل أنك إن حفظت
وصايا الرب وفتحت حياتك لعمل نعمته فإنك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً
...
ويذكر العريس هنا بعض هذه الثمار فيقول :
1) فردوس رمان : رأينا قبلاً الرمان فى حَماره رمزاً للحياء .. كما أن
شجرة الرمان تجعل اللص ييأس من النيل منها لوجود أشواك على فروعها ..
كذلك المسيح يحيط عروسه بسور حماية هى وصاياه ونعمته التى كالستون جبار
التى تحمى النفس من سهام العدو الملتهبة بالنار ..
2) فاغية الحناء : وهى التى تصبغ بها العروس يديها فى ليلة زفافها رمزاً
لإستعدادها لملاقاة العريس فى يقظة روحية وجهاد مقدس ضد شهوات العالم
ومغرياته ..
3) ناردين : وهو نبات طيب الرائحة كثير الثمن .. رمزاً للقلب المكرس
للعريس وحده الذى يستحق أن تُكسر قارورة الطيب على رأسه ..
4) كركم : نبات يُسحق ويوضع على الطعام ليعطه مذاقاً خاصاً .. رمزاً
لتأثير المؤمن فى البيئة المحيطة به كنور للعالم وملح للأرض ..
5) قصب الذريرة : عود له رائحة ذكية ، يُستخرج منه زيت يستخدم فى الأمور
الخاصة بالذبيحة (إش 43 : 24) رمزاً لرائحة المؤمن الذى تعطرت حياته
برائحة المسيح ، ففاحت منه هذه الرائحة فى صلواته .. فيصلى بكلمات الكتاب
التى تسكن فيه بغنى ..
6) القرفة : وهو نوع من الخشب له رائحة طيبة يُستخدم فى طبخة زيت الميرون
المقدس .. رمزاً لشركة الروح القدس الذى يهبه الرب للمؤمن من خلال سر
الميرون ، فلا يسلك حسبما يرى أو يستحسن ، بل يخضع لقيادة الروح القدس له
..
7) ينبوع جنات : رمزاً لفيض الروح القدس من حياة العروس ليشبع منه
الأخرون ..
أخى الحبيب ، هل تمتعت بهذه الثمار المباركة فى حياتك كعروس للمسيح ؟ أم
لا زلت بلا ثمار كشجرة التين التى لعتها الرب لأنه لم يجد فيها ثمر ؟
افسح المجال للروح القدس ليثمر بثماره فى حياتك فتصير جنات شبع وسرور ..
ثالثاً : بركــات فائقــة
يختم العريس هذا النشيد فى هذا الإصحاح الرابع بقول العروس: " استيقظي يا
ريح الشمال وتعالي يا ريح الجنوب هبي على جنتي فتقطر أطيابها ، ليأت
حبيبى إلى جنته ويأكل ثمره النفيس .. "
هذه هى المرة الأولى فى هذا الإصحاح التى نسمع فيها رَداً من العروس
كإستجابة لحديث العريس إليها .. وهى تطلب أن تهب ريح الشمال وريح الجنوب
على جنة حياتها التى تكلم عنها العريس طوال هذا الإصحاح ..
وفى اللغة اليونانية عادة ما تأتى كلمة " ريح " بمعنى " روح " .. فهى
تطلب الروح القدس أن يأتى ليهبها ثماره وليحفظ هذه الثمار من أن تضيع فى
مشغوليات العالم ..
هل تذكر معى عكسة إبنة كالب ؟ لقد ذكر الوحى المقدس هذه القصة مرتين فى
العهد القديم .. فى يشوع 15 ، قضاة 1 .. نظراً لأهميتها للمؤمن .. هذه
الإبنة التى صارت عروس لعثنيئيل .. لكنها نزلت عن الحمار يوم زفافها ..
وقالت لأبيها : " اعطني بركة لأنك أعطيتني أرض الجنوب فاعطني ينابيع ماء
.. فأعطاها الينابيع العليا والينابيع السفلى " (يش 15 : 19)
اعطنى : ما أحوجنى لعمل روحك القدوس فى حياتى ، فما قيمة أن تدعونى "
أختى العروس " وأنا أفتقر إلى قوة روحك القدوس فى حياتى .. لذا اعطنى ..
أعطيتنى : نعم ، لا أنكر أنك أعطيتنى روحك القدوس فى سر الميرون المقدس
.. فأنا أؤمن أنه حالٌ وساكنٌ فىَّ .. أشكرك لأنك اعطيتنى أرض الجنوب
الممتلئة ثماراً ، لكن من يحفظ هذه الثمار إلا روحك القدوس ، فأنا أطمع
فى كرَمك ، ولا اكتفى بل أطلب المزيد من عمل روحك .. لذا :
اعطـنى : فأنـا أكرر القول مع صلاة الساعة الثالثة وأقول : [ روحك
القدوس يارب الذى أرسلته على تلاميذك القديسين ورسُلك المكرمين فى الساعة
الثالثة ، هذا لا تنزعه منا ايها الصالح ، بل نسألك أن تجدده فى أحشائنا
.. ]
فأعطاها : يا لروعة غنى عطاء هذا الأب الصالح .. فحين نطلب مزيداً من
عمل الروح فى حياتنا ، ونلتمس منه أن يأخذ مجاله أكثر فى حياتنا ، فإنه
على الفور : " يعطى الروح القدس للذين يسألونه .. " (لو 11 : 13)
أخى الحبيب ، ما أحوجنا فى هذه الأيام التى كثر فيها الشر والخطية أن
نفسح المجال لروح الله القدوس ليأتى إلى جنة المسيح التى غرسها فى حياتنا
، وليهُب الروح بقوته المطهرة والمقدسة والدافعة والمشجعة كما عمل مع
حزقيال فى رؤياه : " هُب على هؤلاء القتلى ليحيوا .. فتنبأت كما أمرني
فدخل فيهم [فى القتلى] الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جداً
جداً .. " (حز 37 : 9 ، 10)
طلبتى إلى الله أن يمتعنا بعمل روحه القدوس النارى فى حياتنا حتى ينتشلنا
من ضعفاتنا ومن تكاسلنا .. فيأتى عريسنا إلى جنة حياتنا فيجدها حية
مزدهرة بالثمار النافعة ، ممتلئة بالأطياب الذكية.. فيأكل ويرى من تعبه
فينا ويشبع .. له المجد فى كنيسته إلى الأبد .. آمين .
حبيب قلبى الرب يسوع .. اشكرك لأنك تريدنى جنة مغلقة على العالم .. تهبنى
وصاياك كسور حماية لجنتك فى حياتى ..
أفتح لك ينبوع قلبى لتدخل إلىَّ فأرتبط بك ، وتزين قلبى بثمارك النافعة
لحياتى ولكنيستك ..
تعالى إلى قلبى أيها الملك السماوى بنارك التى تحرق الخطية التى فى حياتى
، ولتشعلنى بنارك المقدسة فتفيض ثمارك على الآخرين ويروا عملك فى حياتى
..
أنا لا أستحق ، لكنك فى محبتك دعوتنى : أختى العروس .. اشكرك.
** ترنيمة :
1) لولا الصليب من أنا يا سيدى لولاك يا فادى حياتى من أكون
لولاك كنت تائهاً فى ظلمـتى وكان قلبى غارقاً تحت الديـون
قرار : فأنا لك ولغيرك لن أكون ولأجلك كل تضحـــية تهون
ليــس مثــلك من يحبنى بفـــؤاده الحــــــنون
2) أكون فى الدنيا سراباً ينتهـى لو كنت قد حرمت من أمجـادك
مولاى اشكر امتيازك الـذى قد ضمنى واخـــتارنى لبيتك
دراسة تطبيقية :
جـــنةٌ مغلقــةٌ
** أولاً : ما هى الثمار التى يجمّل بها العريس عروسه وما مدلول كل منها
حسب ثانياً ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
4) -----------------------------------------
5) -----------------------------------------
6) -----------------------------------------
7) -----------------------------------------
** ثانياً : ما هو المعنى الروحى لقول العريس عن عروسه أنها : " جنة
مغلقة " ؟
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
** ثالثاً : ما هى أوجه الشبه بين الريح وبين روح الله القدوس ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
4) -----------------------------------------
** رابعاً : سجل صلاة هنا تطلب فيها معونة أكثر من روح الله القدوس
لحياتك ..
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
** التدريب الروحى للأسبوع :
حفظ آية :
أعمال 1 : 8
" لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ..
وتكونون ليَّ شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية
والسامرة وإلى أقصى الأرض .. "
أعمال 1 : 8
___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________
الكنيسة
|
محاسبة
النفس
|
ممارسة
التدريب
|
الصوم
|
مراجعة
آيات
|
صلاة
ارتجالية
|
الأجبية
|
الكتاب
المقدس
|
التاريخ
|
م
|
خ
|
ج
|
ت
|
ع
|
ق
|
|
|
|
|
م
|
ص
|
م
|
ص
|
م
|
ص
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
1
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
2
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
3
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
4
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
5
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
6
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
7
|
ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،
ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة
|