دراسة تطبيقية فى  الإصحــــاح الــرابــــع من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) عــــيناك حمـــــامتان

2) حـــيــاة التـــكريــس

3) حـــيــاة التــأمــــل

4) حـــيــاة التســـبيــح

5) صــــفات ذات مـعنـــى

6) إنــهــزام الظــــــلال

7) دعـــــوة ملوكـــــية

8) ســبــيـت قـــلـــبى

9) مـا أحســــن حــــبك

10) جــنـــةٌ مغـــلـــقةٌ

11) مراجــــعة عامـــــة

12) خــاتــمـــــــــة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

إنهــزام الظــلال



" إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال ، اذهب إلى جبل المر وإلى تل اللبان .. كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة " (نش 4 : 6 ، 7)



بعد أن أكمل العريس وصفه لعروسه التى صارت كاملة ببهائه التى عكسه عليها .. نراه هنا وهو يختم هذا الوصف البديع بهذه الكلمات عميقة المعانى ، فيقول : " إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال .. اذهب إلى جبل المُر وإلى تل اللبان .. " وما أكثر الظلال التى يعانيها أولاد الله فى رحلتهم فى برية هذا العالم .. وشوق قلوبهم أن تنهزم هذه الظلال ويفيح النهار ويأتى أصل وذرية داود .. كوكب الصبح المنير (رؤ 22 : 16) ويبدد الظلال ويهزم الظلام ويأخذ أولاده إلى جبل المُر ويصعد بهم إلى تل اللبان فى عشرة هنية تحت ظلاله البهية ..

ولنا فى هذه الكلمات الإلهية ثلاثة تأملات ، فنجد :

1) شــركة وجــدان .

2) جــبل الأحــزان .

3) تــــل اللبــان .

أولاً : شـــركة وجــدان



فى ختام الإصحاح الثانى تكلمت العروس بمثل هذه الكلمات فقالت : " إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال ارجع واشبه يا حبيبي الظبي أو غفر الايائل على الجبال المشعبة " (نش 2 : 17) وهنا يعود العريس ليجيب عروسه بنفس هذه الكلمات فيقول : " إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال ، اذهب إلى جبل المر وإلى تل اللبان .. " (نش 4 : 6) .. إنها شركة الوجدان التى تربط العريس بعروسه .. فكل ما يشغلها هو شغله الشاغل ، وكل ما يهتم به صار موضوع اهتمامـها .. لذا قال الكتاب : " وأما من إلتصق بالرب فهو روح واحد " (1كو 6 : 17) ..



وهنا نرى :

** وحدة قوية : فإذ تلتصق العروس بالعريس وتتمتع بأخذ جسده ودمه الأقدسين ، ترتبط العروس بعريسها فى وحدة قوية لا يفصلها عنه شئ .. فيشاركها هو آلامها .. وتحمل هى صليبه فى شركة آلامه .. فلم يعد بعيداً عنها ، ولم تعد بعيدة عنه .. لقد صارت لها نفس اهتمامات العريس ، وصارت تشترك معه فى رؤيته لخلاص العالم .. لم تعد أولوياتها عالمية مادية شهوانية ، بل صارت مشغولياتها سماوية روحية، لذا قال الرب يسوع : " أنا هو الباب .. إن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى .. " (يو 10 : 9) .. وهذا هو عمل الثالوث الأقدس فى المؤمن .. فهو يخلص بفعل عمل المسيح وبذله على الصليب .. ويدخل ويجد مرعى بفعل عمل الله الآب فى حبه وحنانه .. ويخرج ليبحث عن الضالين فى قوة الروح القدس .. ولنا فى حـياة يشـوع مثـالاً واضحاً لهذه الشركة ، إذ قال الكتاب : " يخرج أمامهم ويدخل أمامهم ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها فقال الرب لموسى خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح وضع يدك عليه .. " (عدد 27 : 17 ، 18) وهنا نرى :



· الآب فى محبته : فيشوع راعى غنم يهتم بغنمه ..

· الإبن فى بذلـه : فهو يخرج ويدخل ويخرجهم ويُدخلهم ..

· الروح فى قوته : فهو رجلٌ فيه روح أخذها من موسى قائده ..



هذه هى شركة الوجدان التى فيها إنهزمت ظلال الاهتمام بالفانيات وينفرج نهار الإنشغال بما يشغل الله فى عالمنا .. فيخرج المؤمن من دائرة ذاته ومن التمركز حول ظروفه وآلامه ومشاكله ، لينفتح على رؤية الله للعالم ... وما أضيق ما يشغلنا فى عالمنا ، وما أرحب ما يشغل الله الذى يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ..

أخى الحبيب ، تُرى ما هى نوع الشركة التى تربطك بالمسيح ؟ هل هى علاقة المنفعة والمصلحة ، ام أنك خرجت من ذاتك وانهزمت ظلال المادية ، وبدأ نهار الحب والإنشغال باهداف الله للعالم تفيح فى حياتك ؟



ثانياً : جــــبل الأحــــزان





يقول العريس : " أذهب إلى جبل المُر .. " لماذا يا تُرى سيذهب العريس إلى جبل المُر ؟؟ لأجل عروسه التى أحبها .. فجبل المُر كان تعبيراً حقيقياً صادقاً عن محبة العريس لعروسه .. ويوضح القديس بولس الأمر فيقول : " يسوع نراه مكللاً بالمجد والكرامة من أجل ألم الموت لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد " (عب 2 : 9) لقد ذهب إلى جبل مُر الصليب وشرب الكأس بأكملها ، ولم يقبل أن ينزل من عليه إلا بعد أن قال قولته المدوية : " قد أُكمل .. ثم نكس الرأس .. " وهكذا أتم فدانا .. ويوضح الرسول بولس المر فيقول : " يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي " (عب 12 : 2) لقد خرج وهو حامل صليبه ..



ويتساءل الأب الكاهن فى القسمة المقدسة ويقول :

[ ما هذه الطريق المؤدية إلى الموت التى أنت سائر فيها يا إلهى ومخلصى ؟ أى شئٍ تحمل على منكبيك ؟ هو صليب العار الذى حملته عوضاً عنى .. ما هذا أيها الفادى ؟ ما الذى جعلك ترضى بذلك ؟ أيهان العظيم ؟ أيُذل الممجد ؟ أيوضع المرتفع ؟ يا لعظم حبك .. نعم هو حبك الذى جعلك تقبل احتمال كل ذلك العذاب من أجلى .. ]



أخى الحبيب ، لقد ذهب العريس من أجلى ومن أجلك إلى جبل الآلام والفداء وهو فى نفس الوقت جبل العزاء .. ففى مُر المسيح عزاؤنا .. فالعروس متمررة فى ظلال الليل وتقول لعريسها : تاقت نفسى أن يفيح النهار بعد ظلمة الليالى .. لذا ارجع يا حبيبى وعزنى .. لا تتركنى بمفردى عُرضة لأهوال الليل .. فيجيبها قائلاً : سأذهب إلى جبل المُر .. سآتى إليك فى لًُجة مرار الضعف والخوف .. سأركض نحوك رافعاً معزياً مشدداً .. فقط تعلقى بى فأنا هو صخرة الرفعة والأمان فى ليل المخاوف والأحزان .. مهما كانت الأتون فأنا الرابع الشبيه بإبن الألهة .. أنا الله فى وسطها فلن تتزعزع .. فأجعل من الأتون بستان ومن جب الأسود سماء يأتى إليها ملاك الله ليسد أفواه الأسود ..

لذا قال الرسول بولس : " لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً " (2كو 1 : 5) .. لا تهرب من الضيقة ، بل افرح وتهلل إذا قالوا عليك من أجل المسيح كل شر كاذبين .. فإن اجرك عظيم فى السموات .. سيأتى المخلص إلى جبل المُر ليحملك ..



** قصـة : أُصـيب رجل أعمال مؤمن بمرض شديد أقعده فى الفراش وصار مشلول القدمين لا يقوى على السير .. وجاء إليه كثيرون ليشحعوه ويشدوا من عزمه .. لكن باءت جهودهم بالفشل .. حتى جاءه أب كاهن وقور وجلس معه مؤكداً له أن المسيح قد جاز فى نفس ظروفك الصحية هذه .. لقد كان المسيح مشلولاً نظيرك .. فتعجب الرجل بشدة وقال : لم أسمع يا أبتى أن المسيح كان مشلولاً .. فأجابه الأب الكاهن : لا بل كان مشلول اليدين والقدمين على الصليب .. أنظر إلى صليبه وستجد فيه الراحة والعزاء فى ظروفك ..

ومرت الأيام وحلم هذا الرجل حلماً .. رأى آثار أقدام علىأرض موحلة .. ووجد فى البداية آثار لقدمين .. صارا فيما بعد أربعة .. ثم عادا وصارا إثنين مرة أخرى .. فسأل أب اعترافه متعجباً من الحلم .. ففسر له الأمر بأنها رحلة الحياة بمرارتها .. ففى البداية كنت وحيداً وهذه هى آثار القدمين الإثنين .. ثم ضاقت بك الظروف أكثر فجاء المسيح ليسير برفقتك فى ظروفك .. ثم ضاقت بك الظروف أكثر .. فلم يتركك وحيداً ، لكنه قرر أن يحملك على منكبيه فجاءت آثار قدميه هو ..



أخى المحبوب .. كفاك ضجراً فى برية الحياة .. لقد جاء المسيح إليك فى جبل المُر ليريحك من أتعابك ويحمل معك الصليب ، بل يحمل عنك الصليب .. بل يحملك أنت والصليب .. فتقول مع المرنم : أيضاُ إذا سرت فى وادى ظل الموت ، لا أخاف شراُ لأنك أنت معى ..

كفى دوراناً حول ظروفك وتجاربك .. لقد أقامك من موت خطاياك بعمل نعمته الكامل على الصليب ، وهو الآن يأمر كما فعل مع ليعازر : حلوه ودعوه يمضى .. فلماذا تبقى فى أكفان الخوف والضجر، مادمت قد تمتعت بالحياة بالمسيح وفى المسيح !!



ثالثاً : تــــل اللـــبان



لم يكتف العريس بالذهاب إلى جبل المُر كما رأينا قبلاً ، بل إلى تل اللبان .. واللبان هو البخور الذى يرمز إلى الصلاة .. فتل اللبان هو تل الصلاة ، والبخور رمز الكهنوت .. لذا فبعد أن ذهب المسيح إلى جبل المُر ودفع الثمن كاملاً على الصليب ، نراه هنا يذهب إلى تل اللبان ليصير شفيعاً كفارياً لأجلنا أمام عرش الآب السماوى فى السماء ..

ولقد أكد كاتب رسالة العبرانيين هذا الأمر بقوله : " لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقية بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا " (عب 9 : 24) لاحظ هذه الكلمة الأخيرة " لأجلنا.. " .. لقد جلس المسيح فى يمين العظمة فى الأعالى ليقوم بعمله التشفعى بعد أن أتم عمله الكفارى على الصليب .. إنه الآن يقف أمام الآب السماوى ليشفع فينا كما قال الكتاب : " فمن ثمَّ يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون بــه إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم " (عب 7 : 25)

وتعلمنا كنسيتنا القبطية الأرثوذكسية أن هناك نوعين من الشفاعة هما الشفاعة الكفارية التى يقوم بها المسيح وحده ولا سواه على حساب دم الصليب وعمله الكفارى الكامل .. وهناك الشفاعة التوسلية التى فيها نرفع صلواتنا مشفوعة بصلوات آبائنا القديسـين عنا ، فهم الكنيسة المنتصرة التى تشفع فينا نحن الكنيسة المجاهدة ليعيننا الرب فى جهادنا كما أعانهم ..

لذا فلقد أضافت الكنيسة إلى الصلاة الربانية القول : [ بالمسيح يسوع ربنا .. ] فبدون شفاعته الكفارية لا يمكن أن تُقبل صلواتنا ..



هذا هو تل اللبان الذى صعد إليه المسيح ليصير شفيعاً عنا وليشتَّم الآب رائحته رائحة بخور يحترق فيرضى على صلواتنا ويقبلنا على حساب الكفارة الكافية التى فى المسيح ..

كما أن التل يكون أقل ارتفاعاً من الجبل .. فلقد نزل المسيح من على الجبل ، ليأتى إلىَّ فى تل الصلاة والعشرة اليومية معى .. ليجالسنى ويسير معى .. لقد فعلها حين قام من الأموات منتصراً على الموت ، وسار إلى جوار تلميذى عمواس وأعادهم من ارتدادهم ..

أخى الحبيب ، فى كل مرة تدخل إلى مخدعك وتغلق بابك خلفك أرجوك تذكر أنك على موعد للقاء العريس فى تل اللبان .. هو هناك ، وإن أهملت لقاءه فى مخدع الصلاة على تل اللبان ، فسيترك لك بطاقة مكتوب عليها : [ حضرت ولم أجدك .. ] ..لذا هل تسمح لى ان اقترح عليك شيئاً .. من فضلك اترك هذا الكتاب جانباً وادخل إلى مخدعك وتقابل مع العريس الغالى فى تل اللبان .. ثق هو هناك ينتظرك .. هيا اسمح له أن يمتعك بأحضانه الحامية .. سيحملك على منكبيه ، فيتحول أتون النار إلى جنة .. هيا ادخل الآن .. وقل له :

حبيبى الغالى ، يا من صعدت إلى الصلـيب عرياناً لتكسـونى بثـوب برك .. أشكرك لأجل عملك الكامل على الصليب من أجلى .. إذ دفعت حساب خطيتى بموتك ، وذقت الموت عنى لأحيا أنا بموتك .. وتحملت العذاب لأسعد أنا ...

آتى إليك على تل اللبان لتشفع فى ضعفى وفى مسكنتى أنا الخاطئ المتدنّس الراقد على فراشى ..

نعم ، جيد يا رب أن أكون هنا فى محضرك ، إذ يهرب الحزن والتنهد ويدوم الفرح والعزاء فى برية الأوجاع ..

بشفاعة كل قديسيك من أحبوك وتمتعوا بحلو عشرتك .. آمين ..

** ترنيمة :

1) لولا موت الصلب يا فـادى لولا حبك وقت عنـادى

عند صليبك صوت بينـادى صوت يخلى القلب يقول

قرار : أنت نور .. انت نورى2 أنت نورى وكل حياتى 2

2) مين كان غيرك يمحى آثامى يحمل عارى وينهى آلامى

مين كان غيرك يشفى سقامى مين يخللى القلــب يقول

3) اتحمـلت الصلــب بدالى كان الــدم الثمن الغالى

طهر قلبى وغيَّـــر حالى خللى صوت القلب يقـول

4) مهما أتكلم وألقــى معانى ويرددها بصوتى لسـانى

يعجز وصفى وكل كيـانـى يرجع صوت القلب يقول



دراسة تطبيقية :



إنهــــزام الظـــلال



** أولاً : ما هى الظلال التى تعيق تمتع المؤمن بالمسيح بحسب تصورك ؟

1) -----------------------------------------

2) -----------------------------------------

3) -----------------------------------------

4) -----------------------------------------



** ثانياً : ما هو المعنى الروحى لقول العريس : " أصعد إلى جبل المُر "؟

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

** ثالثاً : ما هى أنواع الشفاعة حسبما فهمت من هذا الدرس ؟ وما هو مدلول كل نوع؟

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

** رابعاً : ما هى الخطوة العملية التى تريد أن تأخذها حتى تصعد مع الحبيب إلى تل اللبان؟

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

** التدريب الروحى للأسبوع :

1) حفظ آية :

عب 7 : 25

" فمن ثمَّ يقدر أن يُخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به

إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم .. "

عب 7 : 25

2) المواظبة على الخلوة اليومية .

3) الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول .

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة