مقدمة لسفر دانيال

كان دانيال يهوديا تقيا وقد ولد في أورشليم، وكان من بين أوائل المسبيين الذين أخذوا إلى بابل عندما استولى نبوخذنصر على أورشليم في سنة 605 ق.م. وأخضع يهوياقيم تحت سيطرته (دانيال 1:1-7). وكان دانيال محاطا بالشر في مدينة بابل العظيمة، وعلى الرغم من بُعده عن الوطن، إلا أنه لم يتساهل أبدا فيما كان يعرف أنها إرادة الله. في هذا الوقت كان دانيال في حوالي العشرين من عمره. وقد غطت خدمته فترة سبي يهوذا بأكملها ومدتها 70 سنة. وكان دانيال يعمل موظفا في البلاط الملكي أيام حكم الكلدانيين والماديين والفارسيين. وقد كتب في فترة كان فيها اليهود يعانون من حزن شديد وهوان بسبب فقد جميع ممتلكاتهم الأرضية.

القسم الأول (أصحاح 1-6) يتكلم عن دانيال وبعض رفقائه المسبيين، الذين من خلال إيمانهم بالله وطاعتهم له انتصروا على غير المؤمنين. فلم يقدر أحد سوى دانيال أن يفسر معنى التمثال العظيم الذي رآه نبوخذنصر في الحلم، فأعلن دانيال عن قيام وسقوط إمبراطوريات بابل، وفارس، واليونان، وروما. وكانت هذه هي الطريقة التي استخدمها الله لترقية دانيال إلى مركز إداري بارز. وقد أعلن عن الحكومات التي ستحكم العالم منذ فترة حكم نبوخذنصر حتى نهاية أزمنة الأمم (لوقا 24:21؛ دانيال 13:8). وسوف يلي ذلك الانتصار النهائي لشعب الله مع حلول ملك المسيا الذي سيضع نهاية لكل الممالك الأخرى ولن تكون له نهاية (دانيال 44:2-45).

والقسم الثاني (أصحاح 7-12) يسجل رؤى دانيال. فإن حلم نبوخذنصر في أصحاح 2 ورؤى دانيال في أصحاح 7 يقدمان كلاهما ملخصا إجماليا لتاريخ أزمنة الأمم .

وقد جاء اسم دانيال ثلاث مرات في سفر حزقيال حيث أشاد بحياة التقوى التي عاشها كل من دانيال ونوح وأيوب (حزقيال 14:14-20؛ 3:28).

وقد اقتبس الرب يسوع بكثرة من سفر دانيال النبي أثناء خدمته عندما تكلم عن رجسة الخراب (متى 15:24؛ مرقس 14:13؛ قارن مع دانيال 27:9؛ 31:11؛ 11:12). وعندما تكلم الرب يسوع عن الضيقة العظيمة ، كان أيضا يقتبس من دانيال (متى 21:24؛ قارن مع دانيال 1:12). وأيضا عندما قال الرب يسوع: حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء ، كان يقتبس من دانيال (متى 30:24؛ قارن مع دانيال 13:7-14).

هذا السفر يعلن عن سيادة الله المهيمنة على كل الخليقة بما فيها الحكومات وأيضا الأفراد.

والفكرة الأساسية في سفر دانيال معبر عنها ثلاث مرات: لكي تعلم الأحياء أن العلي متسلط في مملكة الناس فيعطيها من يشاء (دانيال 17:4،25،32).

اقرأ دانيال 1 -- 3

كان من الواضح أن الله قد حبا دانيال بحكمة غير عادية. ولكن إنجازاته كانت نتيجة لولائه وطاعته لله. فبعد سبيه مباشرة تلقى هو وبعض السبايا الآخرين المنتقين تدريبا على مدى ثلاث سنوات بخصوص عادات البلد الجديد ولغته.

وأحد الامتيازات المقدمة لهؤلاء الرجال المختارين هو أن يأكلوا من نفس الطعام المميز الذي يأكله الملك. ولكن دانيال ورفقاؤه رفضوا أن يأكلوا الطعام "المنجس" حيث أنه لم يكن معدا بحسب تشريعات اللاويين في الكتاب المقدس. وقد كان قرارا صعبا حيث أنه سيعتبر إهانة للملك ودليلا على التمرد. ولكن بسبب ولائهم لله - ملكهم الحقيقي - أصبح هؤلاء الرجال يتمتعون بأجسام أكثر صحة وأذهان أكثر نقاء من جميع الآخرين.

وفي السنة الثانية من ملك نبوخذنصر حلم نبوخذنصر أحلاما فانزعجت روحه وطار عنه نومه. فلقد رأى تمثالا عظيما، وبهيا جدا، ومنظره هائل (دانيال 1:2؛ قارن مع 31:2-33). وكان هذا التمثال العظيم يبدو في قمة المجد والبهاء في نظر نبوخذنصر. وقد فسر له دانيال أن هذا التمثال يرمز إلى الممالك التي ستحكم العالم خلال أزمنة الأمم (لوقا 24:21). وكان نبوخذنصر - الذي كان لديه طموح عظيم للسيطرة على العالم - ممثلا بالرأس الذي كان من ذهب جيد. أما الصدر والذراعين اللذين كانا من فضة فهما يمثلان إمبراطورية مادي وفارس التي ستتسلط بعد ذلك على العالم، يليها الإمبراطورية اليونانية التي كانت ممثلة في البطن والفخذين الذين كانوا من نحاس . ثم ساقاه من حديد، وقدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف، هذه هي الإمبراطورية الرومانية التي ستتبلور في النهاية في الحكومة العالمية الواحدة التي يحكمها ضد المسيح. وهذا سيفنى بمجيء ملك الملوك، حسب النبوة - إذ قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال ... وصارت كعصافة ... فحملتها الريح ... أما الحجر الذي ضرب التمثال ... فملأ الأرض كلها (دانيال 32:2-35).

وفي الواقع فإن الحجر الذي قطع بغير يدين يشير إلى هويته المعجزية بصفته المسيا الملك (دانيال 13:7-14) - وأيضا يبين أن ملكه لن يكون نتيجة لجهود أرضية. وسحقه للتمثال العظيم يؤكد قدرة الله على هدم جميع حكومات العالم استعدادا لليوم الذي فيه سيملك المسيح إلى أبد الآبدين (رؤيا 15:11).

ربما لا تكون لدينا موهبة دانيال في النبوة، وربما لا يكون لدينا الفهم الكامل لنبواته، ولكن كل واحد منا مدعو ليكون أمينا للرب مثلما كان دانيال ورفقاؤه.

فإنه يوجد العديد من "التماثيل" الضخمة والجذابة في أيامنا (دانيال 1:7-28) والتي تحاول أن تسرق منا الوقت وتضيع علينا فرصة تحقيق إرادة الرب من جهتنا - فهناك العديد من الأِشياء التي يمكننا شراؤها والعديد من الأماكن التي يمكننا الذهاب إليها. ولكن على الرغم من صعوبة ذلك في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أنه قد يؤدي إلى فقدان الأصدقاء بل وأيضا الوظيفة، فإن الرب يتوقع من شعبه أن يظلوا أمناء لكلمته في جميع المواقف.

لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به. هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام. كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة (رؤيا 10:2).

إعلان عن المسيح: بصفته الحجر الذي كسر التمثال (دانيال 35:2). ما الحجر سوى الرب يسوع المسيح (أعمال 11:4؛ أفسس 20:2؛ 1 بطرس 4:2-8).

أفكار من جهة الصلاة: صل واعتمد على الرب في وقت الاحتياج لأنه لن يتركك (إشعياء 17:41).

اقرأ دانيال 4 -- 6

عقب الإنقاذ المعجزي لشدرخ وميشخ وعبدنغو من آتون النار المتقدة (دانيال 26:3)، اضطر نبوخذنصر أن يعترف بأن الرب هو الذي صنع ذلك (2:4-3). ومع ذلك فإنه لم يكن بعد قد اعترف بأن الرب الذي أنقذهم هو الله الواحد الحقيقي الذي يستحق العبادة.

كان نبوخذنصر قد بنى أعظم وأفخم عاصمة في العالم. وقد أصبح معتزا بإنجازاته وكان يتوقع من الجميع أن يقدموا له المدح والكرامة. وكان دانيال قد توسل إلى الملك قائلا: فارق خطاياك بالبر وآثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (27:4).

ومر عام وكان الرخاء الخارجي قد أزال كل خوف من وجود دينونة آتية. فافتخر نبوخذنصر بكل كبرياء قائلا: أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي؟ وقبل أن يكمل كلامه جاء صوت من السماء قائلا: الملك قد زال عنك (دانيال 30:40-31).

فحكم الله على نبوخذنصر بأن يفقد عقله. فأزيح من على العرش وكان يأكل العشب مثل الثيران لمدة سبع سنوات (دانيال 32:4-33). وعندما رد الله لنبوخذنصر عقله، نجده يقول بكل تواضع: سبحت وحمدت الحي إلى الأبد الذي سلطانه سلطان أبدي وملكوته إلى دور فدور (دانيال 34:4).

الكبرياء أيضا، هي التي أسقطت آخر ملوك بابل عندما أشرف سبي اليهود على نهايته بعد أن دام 70 سنة. في ذلك الوقت، كان بيلشاصر قد صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف وشرب خمرا قدام الألف (دانيال 1:5). وبينما كان تحت تأثير الخمر، أمر عبيده بأن يأتوا بالأواني المقدسة،التي كان نبوخذنصر قد أخذها من هيكل سليمان منذ عدة سنين مضت، وبأن يملأوها بالخمر. وبينما كان ضيوفه يشربون، كانوا في نشوة يسبحون آلهة الذهب والفضة (دانيال 4:5).

ولكن الرب لم يجد صعوبة في أن يسترعي انتباه الملك المتعجرف من خلال الكتابة المعجزية على الحائط. وفي تلك اللحظة، ارتعب الملك المتكبر، واصطكت ركبتاه (دانيال 6:5)، فصرخ طالبا عرافيه ومنجميه لكي يفسروا له الرسالة، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك. حينئذ أدخل دانيال إلى قدام الملك (دانيال 13:5). ولكن قبل أن يقدم التفسير، قال دانيال للملك: أنت يا بيلشاصر ... تعظمت على رب السماء ... أما الله الذي بيده نسمتك وله كل طرقك فلم تمجده. حينئذ أرسل من قبله طرف اليد فكتبت هذه الكتابة ... أحصى الله ملكوتك وأنهاه (دانيال 22:5-26).

إن أفعال بيلشاصر الشرير تشبه أفعال العديدين اليوم ممن أنعم عليهم الرب بخيرات أكثر من غيرهم، ولكنهم يتجاهلون كلمة الله وينجسون يوم الرب باستخدامه في الاهتمامات الشخصية والأشغال والملذات. وكذلك فإن العديدين من قادتنا الذين يشغلون مناصب عالية قد رفضوا تقاليد التقوى وتعاليم كلمة الله الواضحة.

فإنهم بتشجيعهم للشذوذ الجنسي، وإعادة تعريفهم لـ "الأسرة" بحيث تشمل الشواذ جنسيا للذين يعيشون معا، والتحريض على قتل الأطفال بإباحة الإجهاض، قد أصبحوا قائلين للشر خيرا . وكما قال إشعياء النبي: ويل للقائلين للشر خيرا (إشعياء 20:5).

إعلان عن المسيح: من خلال إرسال ملاكه ليسد أفواه الأسود (دانيال 22:6). أرسل الرب ملاكا لإنقاذ بطرس (أعمال 11:12).

أفكار من جهة الصلاة: ارفع قلبك إلى الله في الصلاة (مراثي 41:3).

اقرأ دانيال 7 -- 9

كان نبوخذنصر قد رأى حلما عن تمثال عظيم وخلاب، وعرف فيما بعد من دانيال أنه يمثل إمبراطوريات العالم الأربعة المتتالية التي ستكون موجودة في أزمنة الأمم (دانيال 2؛ ايضا لوقا 24:21). وقد ظهرت نفس هذه الممالك فيما بعد للنبي دانيال في رؤية على هيئة حيوانات عظيمة يحركها الطمع والطموح والأنانية. قال: كنت أرى في رؤياي ليلا، وإذا بأربع رياح السماء هجمت على البحر الكبير [أي أمم العالم] ، وصعد من البحر أربعة حيوانات عظيمة [على التوالي] هذا مخالف ذاك (دانيال 2:7-3).

إن الأربع رياح تمثل أجناد الشر الروحية (أفسس 12:6) التي تتحدى الله ومختاريه (رؤيا 7).

والبحر - الذي تحركه الرياح المضادة - يمثل الارتباك والمنافسة والنزاع الموجودين في العالم. ومن هذا الوضع العاصف خرجت الحيوانات الأربعة والتي تشير إلى الأربع ممالك: بابل، ومادي وفارس، واليونان، والرومان. وفي كلتا الرؤيتين نرى الإطاحة النهائية بالممالك الأرضية بواسطة مجيء المسيح.

كان الحيوان الأول على شكل أسد وله جناحا نسر (دانيال 4:7)، وهو يقابل الرأس الذي من ذهب في تمثال نبوخذنصر. فكما أن الذهب أغلى المعادن، كذلك فإن الأسد يعتبر ملك الوحوش.

وكان الحيوان الثاني شبيه بالدب (5:7)، وهو يمثل إمبراطورية مادي وفارس، وهي القوة العالمية الجديدة التي التهمت فريستها إذ هزمت الإمبراطورية البابلية. وكما أن هناك تناقص متدرج في قيمة المعادن في التمثال، كذلك نجد نفس الفرق بين الأسد وبين الدب الذي يعتبر أقل شأنا.

والحيوان الثالث مثل النمر وله على ظهره أربعة أجنحة طائر. وكان للحيوان أربعة رؤوس (6:7) - وهو يمثل الإمبراطورية اليونانية تحت قيادة الإسكندر الأكبر. فبعد موته انقسمت المملكة فيما بين قواده الأربعة. وهو يقابل الفخذين من نحاس في تمثال نبوخذنصر (32:2).

وكان الحيوان الرابع مخالفا لكل الحيوانات الذين قبله وله عشرة قرون [ترمز إلى عشرة ملوك] (دانيال 7:7)، وهو يمثل الإمبراطورية الرومانية التي هزمت العالم اليوناني. والقرون العشرة تقابل أصابع الرجلين العشرة في تمثال نبوخذنصر (دانيال 7:7،24) وهي تشير إلى تحالف بين عشر دول وعشرة قادة عالميين تحت النظام العالمي الجديد (قارن مع رؤيا 1:13؛ 12:17).

ثم قال دانيال: كنت متأملا بالقرون، وإذا بقرن آخر صغير طلع بينها... وإذا بعيون كعيون الإنسان في هذا القرن وفم متكلم بعظائم (دانيال 8:7). هذا وصف لضد المسيح الملهم من الشيطان. وعيناه تشيران إلى البصيرة الثاقبة والقدرة على إخضاع سائر قادة العالم (2 تسالونيكي 4:2).

فلا يمكننا أن نتوقع سوى أن تستمر أشد الحروب وحشية وهمجية إلى أن يأتي ملك المسيح الذي قال: لأنه تقوم أمة على أمة ... وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن. ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع ... لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون ... وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء ... ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير (متى 7:24-8،21،30).

إعلان عن المسيح: بصفته ابن الإنسان (دانيال 13:7-14). لقد أكد الرب يسوع هذه الرؤيا في كلامه عن الأيام الأخيرة. ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير (متى 30:24).

أفكار من جهة الصلاة: اطلب غفران الرب بقلب تائب، عالما أن الرب سيقبلك بنعمته (هوشع 1:14-2).

اقرأ دانيال 10 -- 12

لقد أوشك تاريخ العالم على الانتهاء، كما يتضح من تفسير الحلم الذي رآه نبوخذنصر بشأن التمثال العظيم (دانيال 2). ثم قال دانيال: كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم الأيام، لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار ... والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي، ملكوته ملكوت أبدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون (9:7،27).

سوف يظهر عن قريب نظام عالمي جديد - من تحالف جميع الأمم - تحت قيادة ضد المسيح.

وقد أشار إليه الرسول بولس بهذا الوصف إنسان الخطية ابن الهلاك (2 تسالونيكي 3:2). وهو يسمى ضد المسيح (1 يوحنا 18:2-22؛ 3:4؛ 2 يوحنا 7:1). ويفعل الملك كإرادته، ويرتفع ويتعظم على كل إله، ويتكلم بأمور عجيبة على إله الآلهة، وينجح إلى إتمام الغضب [أي إلى أن يتم الغضب] لأن المقضي به يجرى [أي ما حدده الله سوف يتم] (دانيال 36:11).

وقبل رجوع المسيح مباشرة، يكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلى ذلك الوقت (دانيال 1:12). وقد تنبأ صفنيا عن نفس زمان الضيق هذا كسابق للعصر المجيد المقبل (صفنيا 8:3-9). وإرميا أيضا كتب عن زمان ضيق قائلا: وهو وقت ضيق على يعقوب (إرميا 7:30؛ أيضا زكريا 2:12-3).

وقد سبق الرب يسوع وأنبأ قائلا: لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن، ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع. وحينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي. وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا. ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين. ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص (متى 7:24-13).

إن علامات الزمان واضحة، وسيفهمها الأمناء القلائل الذين سيستمرون في قراءة كل الكتاب المقدس. ولكني لا أنصح بتوجيه وقتكم وأموالكم في البحث في تفاصيل النبوة المستقبلية، مثلما يفعل الكثيرون، بل أن تتبعوا النصيحة المعطاة لدانيال. فعندما سأل قائلا: يا سيدي ما هي آخر هذه؟ قال له الرب: اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفية ومختومة إلى وقت النهاية (دانيال 8:12-9).

إن الإعلان عن نهاية الزمان سيتضح مع حدوث كل حادثة. وإلى أن يحين الوقت ليس هناك أهم من أن نساعد الناس لكي يستعدوا لملاقاة الرب بأن يقرأوا ما يريد الرب أن يقوله لهم. فلا توجد طريقة أخرى يمكنهم بها أن يعرفوا الرب يسوع المسيح المعرفة الكاملة الحقيقية.

ومع اقتراب نهاية الزمان، سيقدر شعب الرب أن يبصر أكثر وضوحا من أي وقت مضى. ولكن الجهلاء ستغريهم أمور هذا العالم. أما الشعب الذين يعرفون إلههم فيقوون ويعملون ... والذين ردوا كثيرين إلى البر يضيئون كالكواكب إلى أبد الدهور (دانيال 32:11؛ 3:12).

إعلان عن المسيح: بصفته الحي إلى الأبد (دانيال 7:12). المسيح كان دائما موجودا وسيظل إلى الأبد (رؤيا 8:4).

مقدمة لسفر هوشع

عاش هوشع في المملكة الشمالية وتنبأ لمدة 60 سنة تقريبا. وقد تزامنت خدمته مع الجيل الأخير في المملكة الشمالية، ربما في السنوات القليلة الأخيرة من ملك يربعام الثاني، ولكن قبل الغزو الأشوري الذي أنهى المملكة (هوشع 9:8).

وقد تنبأ أيضا عاموس للأسباط الشمالية، مع أنه كان يعيش في مملكة يهوذا الجنوبية (عاموس 1:1؛ ميخا 1:1؛ 2 أخبار 9:28). وكان أيضا في المملكة الجنوبية النبيان ميخا وإشعياء. وفي هذه الفترة ملك عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا على يهوذا.

ويبدو أنه أثناء خدمة هوشع النبوية كانت المملكة الشمالية تمر بفترة ازدهار وتوسع. وكان هذا أساسا نتيجة لضعف سوريا وموآب مما سمح للمملكة الشمالية بالسيطرة مرة أخرى على طرق التجارة الرئيسية بين الشرق والغرب. ولكن مراكز عبادة العجل الذهبي والتي كانت قد أقيمت منذ عدة سنوات في مدن بيت إيل ودان قد مهدت الطريق للعبادة الوثنية الخليعة للبعل والعشتاروث (1 ملوك 28:12-32؛ أيضا هوشع 13:2؛ 5:10-6؛ 2:13). وهكذا كانت إسرائيل قد نقضت علاقة عهدها مع الرب - مثلما تفعل الزوجة الخائنة التي يكون لها العديد من العاشقين (هوشع 7:2-13).

كان هوشع قد احتمل الكثير من الألم والهوان بسبب خطايا زوجته الخائنة. وقد أعده ذلك لفهم مدى الحزن الذي يشعر به الله بسبب شر بني إسرائيل وكيف أن خطاياهم لم تكن فقط ضد ناموس الله بل إنها أيضا إهانة لمحبته. وبسبب محبة هوشع لزوجته الخاطئة، فلقد سامحها وردها إليه. بعد ذلك توسل إلى إسرائيل لكي تتوب عن زناها الروحي بعبادتها للأوثان لكي يعود الرب من جديد ويرد لها في رحمته الحماية والبركات (8:2،16؛ 12:10؛ 8:11-9؛ 6:12؛ 1:14-4).

توجد عدة إشارات لهوشع في العهد الجديد (قارن هوشع 6:6 مع متى 13:9، وهوشع 6:12؛ 8:10 مع رؤيا 16:6).

اقرأ هوشع 1 -- 6

طالما كانت أورشليم هي مكان تجمع الأسباط وطالما كان الهيكل هو مركز العبادة، فإن يهوذا سيضمن التفوق على جميع الأسباط.

وقد كان يربعام يشغل منصبا إداريا عندما كان سليمان ملكا. في ذلك الوقت تنبأ أخيا الشيلوني بأن يربعام سيملك على 10 أسباط بعد موت سليمان. عندئذ هرب يربعام إلى مصر خوفا من القبض عليه بتهمة الخيانة. ولكنه عاد بعد موت سليمان مباشرة ليستغل شعبيته لدى الأسباط الشمالية خلال حركة انشقاق المملكة (1 ملوك 26:11-40؛ 2:12-15، 19-20).

ونقل يربعام مكان العبادة من أورشليم، وهو المكان الوحيد الذي حدده الرب، إلى موقعين جديدين لمنع الشعب من أن يعودوا للولاء لمملكة داود ومن عودة سبط يهوذا للتفوق. وأقام يربعام عجلين من ذهب كصورة رمزية لله، أحدهما في دان في أقصى شمال مملكته، والآخر في بيت إيل بالقرب من الحدود الجنوبية.

وربما لم يكن واضحا للأغلبية أن يربعام قد استبدل الرب إلههم، بل إنه فقط أدخل صورا مرئية لتمثل الله الواحد الحقيقي حتى يعبده الشعب. وربما لم يظهر أنه قد نقض الوصية الأولى، التي تمنع اتخاذ آلهة أخرى، ولكن من الواضح أنه كان قد انتهك الوصية الثانية التي تحرم عمل أي صورة أو تمثال (خروج 3:20-4). وقد أدى هذان المعبدان إلى تمهيد الطريق لإيزابل، في وقت لاحق، لكي تُدخل عبادة البعل والعشتاروث "كآلهة إضافية" وانتهى بها الأمر إلى استبعاد عبادة الرب تماما.

وبسبب ذلك فإن يربعام يذكر مرارا في الكتاب المقدس أنه الشخص الذي جعل إسرائيل يخطئ (1 ملوك 16:14؛ 26:15،30،34؛ 2:16،26؛ 22:21،52؛ 2 ملوك 3:3؛ 29:10،31؛ 2:13؛ 24:14؛ 9:15،18،24،28؛ 15:23).

وربما فكر يربعام أنه لم يكن يرفض الله القدير، وإنما يقدم فقط صورة مرئية مثلما فعل هارون، أول رئيس كهنة (خروج 1:32-5). ومثلما شاعت عبادة البعل في مصر، كذلك فإن يربعام أدى بغالبية الأسباط إلى خيانة الرب يهوه الواحد الحقيقي - وإلى قبول المأبونين [أي الشواذ جنسيا] وكل أرجاس الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل (1 ملوك 24:14). ولم يحاول ولا واحد من الملوك الـ 19 للمملكة الشمالية أن يعيد الشعب مرة أخرى إلى عبادة الرب في أورشليم مثلما أعلن الرب لموسى.

وهرب جميع اللاويين والكهنة الأمناء من المملكة الشمالية إلى أورشليم. وكنتيجة لذلك نقرأ هذا القول: قد هلك شعبي من عدم المعرفة؛ لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكهن لي؛ ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضا بنيك (هوشع 6:4).

إن معرفة الرب هي أقصى ما نحتاجه - وهي تفوق جميع الاحتياجات الأخرى. لذا علينا أن نتمم إرادته ونظل أمناء له. فليس هناك أهم من السلامة الأبدية. هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته (يوحنا 3:17).

إعلان عن المسيح: من خلال حب هوشع لزوجته الخاطئة (هوشع 1:3-5). إن الرب يسوع لم يحبنا فقط ونحن بعد خطاة، وإنما مات أيضا موت الخزي بدلا منا في الجلجثة حتى أن كل ما كان له يصير لنا (رومية 32:8؛ 2 بطرس 3:1). أخطبك لنفسي إلى الأبد (هوشع 19:2).

أفكار من جهة الصلاة: اسهر دائما وصل لئلا تقع في التجربة في لحظة ضعف (متى 41:26).

اقرأ هوشع 7 -- 14

يلخص هوشع كل ما حدث قبل ذلك من حيث الوعود الأولى لإسرائيل ومحبة الرب ورعايته وبركاته لهم، وأيضا خيانتهم له وتحولهم عنه مثل الزوجة الخائنة إلى عبادة الأوثان. كما أنهم لجأوا إلى مصر وأشور لطلب العون: استأجر أفرايم محبين ... كثر مذابح للخطية (هوشع 9:8،11). ولكن الأمم الوثنية المجاورة تخلت عن إسرائيل. وبذلك انطبق على إسرائيل القول أنهم يحصدون الزوبعة [أي زوبعة الدمار من أشور] (هوشع 7:8-10؛ 2 ملوك 20:15؛ 3:17-6،18).

ولكن ها هو الرب يدعو إسرائيل بكلمات مؤثرة لكي يرجعوا إليه قبل أن يلحق بهم الدمار. يقول: كنت أجذبهم بحبال ... المحبة ... ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك (هوشع 4:11؛ 1:14). فالرب في رحمته العظيمة هو الذي قال: أنا الرب إلهك من أرض مصر ... لا مخلص غيري ... هلاكك يا إسرائيل أنك عليّ على عونك [أي أنت أهلكت نفسك يا إسرائيل، لأن عونك هو عندي] (هوشع 4:13،9).

وعلى الرغم من أن تحذيراته السابقة لهم بالدينونة قد تحولت إلى رسالة محبة، فهذا لا يعني أن الرب قد غير رأيه، وإنما يعني أنه على الرغم من أن الله القدوس يدين شعبه، إلا أنه يدعو إسرائيل للتوبة والرجوع إليه وأن ينبذوا الأصنام التي أبعدتهم عنه، فقال: ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك (هوشع 1:14).

وقد عبر عن استعداده لتقديم الرحمة، مثلما يفعل دائما مع أي خاطئ تائب، بالقول: أنا أشفي ارتدادهم، أحبهم فضلا (هوشع 4:14). ويوم أن أخرجهم الأشوريون من بلادهم بالعنف، لم يقدر بنو إسرائيل أن ينسوا الكلمات الأخيرة للنبي هوشع، إذ قال: من هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور؟ وفهيم حتى يعرفها؟ فإن طرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون فيها (هوشع 9:14).

وتأكيدا لرحمة الرب العظيمة المقدمة لكل من اليهودي والأممي، يكتب بولس قائلا: فماذا إن كان الله وهو يريد أن ... يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد، التي أيضا دعانا نحن إياها ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضا؟ (رومية 22:9-24). وبعد ذلك يقتبس بولس من سفر هوشع قائلا: كما يقول في هوشع أيضا سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة (رومية 25:9-26؛ قارن مع هوشع 10:1؛ 23:2).

وكما أن هؤلاء اليهود قد نجوا في النهاية من العبودية والأصنام، كذلك فكل خاطئ أمامه الفرصة أن يتحرر من عبودية الخطية التي هي أكبر بمراحل. إننا نتحرر من سلطة الشيطان بواسطة موت المسيح وقيامته -عندما نتوب ونرجع عن خطايانا ونتحول عنها ونقبل المسيح مخلصا لنا. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت ... لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون (رومية 2:8،13).

إعلان عن المسيح: بصفته الابن الذي دعي من مصر (هوشع 1:11). هذه النبوة ذات شقين: الأول إشارة تاريخية مختصة بإسرائيل (خروج 22:4-23)؛ والثاني إشارة نبوية عن رحلة المسيح إلى مصر (متى 15:2).

أفكار من جهة الصلاة: اطلب من أجل احتياجاتك اليومية (لوقا 3:11).

 

مقدمة لسفر يوئيل

كانت خدمة يوئيل على الأرجح في نفس الفترة مع الأنبياء يونان وعاموس بل وأيضا هوشع - بين فترتي ملك يوآش وعزيا.

وقد وجه يوئيل النبي رسالته إلى مملكة يهوذا الجنوبية، غالبا عقب أن اجتاحت موجة من الجراد البلاد بطولها وعرضها، وقضت على جميع المحاصيل وجردت الأشجار من أوراقها. وقد أدى ذلك إلى حدوث مجاعة شديدة. وقد أشار يوئيل إلى هذه الكارثة القومية على أنها قضاء من الله - بسبب الانحدار الروحي للأمة. وقد حذر من دينونة مقبلة في يوم الرب (يوئيل 15:1؛ 1:2،11،31؛ 14:3).

وقد صور الجراد في شكل جيش وجنود وفرسان ومركبات - وهذه إشارة إلى الأعداء الذين سيسمح لهم الرب باجتياح إسرائيل بسبب خطاياها (يوئيل 4:2-7).

وقد أنبأ أيضا النبي عن يوم مقبل فيه سيسكب الرب روحه على كل بشر (يوئيل 28:2). وقد اقتبس كل من بطرس في يوم الخمسين (أعمال 21:2) وبولس في رسالته إلى رومية (رومية 13:10) من سفر يوئيل: ويكون أن كل من يدعو باسم الرب ينجو (يوئيل 32:2).

نحن الآن نعيش في "الأيام الأخيرة" التي بدأت بيوم الخمسين. وهذا يعني أن كل إنسان يقدر أن يقبل المسيح مخلصا وربا وأن يمتلئ بروحه (أعمال 38:2؛ يوحنا 37:7-38؛ 7:16؛ أفسس 18:5).

اقرأ يوئيل 1 -- 3

في وسط الكارثة الاقتصادية القومية الناتجة عن الجفاف والجوع وأسراب الجراد، كان النبي يوئيل يحث الشعب لكي يفهموا أن أحوالهم البائسة هي بسبب الاحتياج الروحي الأعظم الذي لا يستطيع سوى الرب أن يملأه: اضربوا بالبوق في صهيون ... يوم الرب قادم ... يوم ظلام وقتام ... شعب كثير وقوي لم يكن نظيره منذ الأزل ... الأرض قدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب [يشير إلى الجراد] ولا تكون منه نجاة ... قدامه ترتعد الأرض، وترجف السماء، الشمس والقمر يظلمان، والنجوم تحجز لمعانها... لأن يوم الرب عظيم ومخوف جدا ... ولكن الآن يقول الرب ارجعوا إليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح ... مزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم ... ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر ... ويكون أن كل من يدعو باسم الرب ينجو (يوئيل 1:2-3، 10-13، 28،32).

أوضح يوئيل أن الرب لا يهمه أن يمزق الشعب ثيابهم أو يلبسوا المسوح ويجلسوا في الرماد، أو أن يكرروا الصلوات عاليا، وإنما أن تتحول قلوبهم إليه.

إن رسالة يوئيل هي بمثابة دعوة للخضوع الكامل لله الخالق.

ورسالة يوئيل تتفق مع رسالة العهد الجديد في أن الله لا يريد الخضوع الشفوي وإنما التوبة التي تقود إلى الخضوع القلبي. فالتوبة هي عمل مزدوج. إنها تشمل أولا الحزن على الخطية ثم الرجوع عنها إلى المخلص.

إن نفس هذه الرغبة الملحة في إيجاد الحلول للاحتياجات الروحية هي التي قادت 120 شخصا أن يجتمعوا معا في يوم الخمسين في العلية. وامتلأ الجميع من الروح القدس (أعمال 4:2). بعد ذلك وقف بطرس وقال: هذا ما قيل بيوئيل النبي: يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم (أعمال 16:2-18).

وقد شدد بطرس على المعنى النبوي لكلمات يوئيل: ويكون أن كل من يدعو باسم الرب يخلص (أعمال 21:2). وختم بطرس رسالته بالقول: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس (38:2).

وقد عبر بولس أيضا عن حاجتنا الملحة للروح القدس بقوله: لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح (أفسس 18:5).

وقد يبدو أن التحذير من مخاطر شرب الخمر في غير موضعه هنا ولكن من الواضح أن بولس كان فقط يقارن بين حالة الشخص الخاضع لسيطرة الروح القدس والشخص الخاضع لشهواته الأرضية. فعلينا أن نتخذ القرار بأن يكون المسيح الساكن فينا هو المسيطر تماما على حياتنا.

يجب على أجيالنا المتسيبة أن تنظر بعين الاعتبار إلى تحذير الرسول بولس. فإن إدمان الخمر أو أي أدوية مخدرة معناه إخضاع الحياة للتأثيرات الشيطانية. وهو يعتبر على نقيض الامتلاء بالروح القدس.

وقد اقتبس أيضا بولس من يوئيل في كتابته إلى جميع المؤمنين الموجودين في رومية ... لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص (رومية 7:1؛ 13:10).

إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي سيسكب من روحه على كل بشر (يوئيل 28:2) - الأمر الذي تحقق (جزئيا) في يوم الخمسين (أعمال 16:2-18).

أفكار من جهة الصلاة: كن محددا في صلواتك (لوقا 41:18-43).

 

عودة للفهرس