مقدمة
الفصل الأول : التقليد
الفصل الثـاني : شهادة الكتاب المقدس للتقليد
الفصل الثـالث : شهادة التاريخ للتقليد
الفصل الرابـع : شهادة البروتستانت للتقليد
الفصل الخامس : لزوم التقليد
الفصل السادس : الاعتراضات والرد عليها
كلمـة أخـيرة: مكسب أم خسارة
الخلاصة
 

عودة للصفحة الرئيسية

الفصل الثاني شهادة الكتاب المقدس للتقليد 



أولا:- 

الآيات التي تدل على أن هناك أموراً قيلت شفاها ولم تكتب في الكتاب المقدس



1- يقول يوحنا الحبيب في حديثه عن التعليم "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة وإذ كان لي كثير لأكتب إليكم لم أرد أن يكون بورق وحبر لأني أرجو أن آتى إليكم وأتكلم فما لفم" (2يو 10-12)

2- وفي حديثه إلى الكنيسة يقول "كتبت إلى الكنيسة … وكان لي كثير لأكتبه لكنني لست أريد أن أكتب إليك بحبر وقلم ولكنني أرجو أن أراك عن قريب فنتكلم فما لفم" ( 3يو 9- 14 ).

3- وبولس الرسول يشير إلى أن هناك تقاليد سلمت بالكلام غير التي دونت في الرسائل قائلا "فاثبتوا إذاً أيها الاخوة وتمسكوا بالتقليدات التي تعلمتموها سواء بالكلام أم برسالتنا" (2تس 2:15). 

4- ولوقا الرسول يوضح ذلك قالا " فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاها " (أع15: 27)

5- ويقول بولس الرسول لتيموثاوس "تمسك بطقس الكلام الصحيح الذي سمعته مني في الأيمان" (2تى13:1).


ملحوظة:

[لفظة طقس: ترجمها البروتستانت في الكتب المقدسة التي بين أيادينا بلفظة (صورة) وهي في الطبعة الإنجليزية "Form". وإذا رجعت إلى القاموس الإنجليزي تجد معناها "طقس أو نظام أو شكل" وما ذلك إلا لخداع النفوس البسيطة في الإيمان]

6- ثم يقول له أن يسلم ما سمعه لأناس آخرين وهؤلاء يسلمونه لآخرين... إلى مدى الدهر "وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً" (2 تي 2: 2) وهذه الآية بالذات تشهد لتسلسل التقليد من السلف إلى الخلف.

7- ويقول أيضاً لأهل فيلبى "وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيَّ فهذا افعلوا " (في 4: 9).

8- ويقول للعبرانيين " لذلك يجب أن نتنبه أكثر إلى ما سمعنا لئلا نفوته" (عب2 :1).



من هذه الآيات العديدة وغيرها ترى أن هناك أموراً قيلت شفاهاً ولم تُدون كتابة في الإنجيل. هذه الأمور قد سُلمت إلينا من جيل إلى جيل وهي ما تُعرف بالتقليد.


ثانياً:- 

الآيات التي تدل على أن هناك أموراً مسلمة من السلف إلى الخلف عن الرب ذاته.

1- في حديث بولس الرسول لأهل كورنثوس عن سر التناول يقول لهم "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً" (1كو 11: 23).

2- ثم يؤكد هذا قالا " فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً " (1كو15 :3). والمتأمل في هذه الآية يرى أنه يقول سلمت إليكم فى الأول (أيّ أول يا ترى وهذه هي الرسالة الأولى) فلا بد أن يكون سلمهم شفاها بحضوره قبل كتابة هذه الرسالة.

3- ولوقا البشير فى بدء إنجيله يوضح أهمية التسليم حتى فى كتابة إنجيله فيقول " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة فى الأمور المتيقنة عندنا. كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة " ( لو 1: 1،2 ).

4- يمدح بولس الرسول أهل كورنثوس على تمسكهم بالتقليدات التي سلمها لهم . قائلا "فأمدحكم أيها الاخوة على أنكم تذكروني فى كل شئ وتحفظون التقليدات كما سلمتها إليكم" (1كو 11: 2).

5- ويشكر الله على تمسك أهل روميه بالطقوس قائلا " فشكراً لله أنكم كنتم عبيدا للخطية ولكنكم أطعتم من القلب طقس التعليم الذي تسلمتموها" ( رو 6: 17 ). 

6- ويطلب من أهل تسالونيكى أن يسلكوا وفق ما تسلموه منه قائلا " فمن ثم أيها الاخوة نسألكم ونطلب إليكم فى الرب يسوع أنكم كما تسلمتم منا كيف يجب أن تسلكوا وترضوا الله تزدادون أكثر" (1تس1:4).

7- يوضح بطرس الرسول ارتداد المعلمين الكذبة عن الوصية المقدسة التي تسلموها فيقول "سيكون فيكم أيضاً معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك … وسيتبع كثيرون تهلكاتهم الذين بسببهم يجدف على طريق الحق …يستهينون بالسيادة. جسورون معجبون بأنفسهم لا يرتعبون أن يفتروا على ذوى الأمجاد … يفترون على ما يجهلون. فسيلكون فى فسادهم … يتنعمون فى غرورهم … خادعون النفوس عير الثابتة … قد تركوا الطريق المستقيم فضلوا … فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل لأنه كان خيراً لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم" (2بط 2: 1-21 ).

8- ويذكر لوقا الرسول تسليم الرسل القضايا للمؤمنين فيقول " وإذ كانوا يجتازون فى المدن كانوا يسلمونهم القضايا التي حكم بها الرسل والقسوس الذين فى أورشليم ليحفظوها" ( أع 16: 4 ).

9- وبولس الرسول يقول "وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيَّ فهذا افعلوا وإله السلام يكون معكم"( فى 4: 9 ).

10- ويقول أيضاً "وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً " ( 2تى 2: 2 ). 

11- ويحذر أهل تسالونيكي من الأخوة الذين لا يسلكون بحسب التقليد فيقول " ثم نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التقليد الذي أخذه منا " (2تس 3: 6).

من كل هذه الآيات ترى أن هناك أموراً سُلمت للكنيسة من جيل إلى جيل وهذه الأمور ليست مكتوبة في الإنجيل.



ثالثاً:-

الآيات التي تدل على أن هناك أموراً رتبها الرسل ولم تذكر فى الكتاب المقدس.

1- بولس الرسول بعد حديثه عن سر التناول مبيناً قدسيته يشير إلى ترتيبات هذا السر فيقول " أما الأمور الباقية فعندما أجئ أرتبها " (1كو 11: 34) 

2- ويشير إلى ترتيبات الأسرار فى كريت بواسطة تيطس فيقول "من أجل هذا تركتك فى كريت لكي تكمل ترتيب الأمور الناقصة (الباقية) وتقيم فى كل مدينة قسوساً كما أوصيتك "( تي 1: 5) فترى أن هذه الترتيبات متصلة بإقامة القسوس.

3- ويوضح لأهل كورنثوس سبب إرساله تيموثاوس إليهم ليذكرهم بالطرق التي رتبها فيقول " لذلك أرسلت إليكم تيموثاوس الذي هو ابني الحبيب والأمين فى الرب الذي يذكركم بطرقي فى المسيح كما أعلم فى كل مكان فى كل كنيسة". ( 1كو 4: 17 )


هذه الآيات تثبت أن هناك أموراً رتبها الرسل ولم تُذكر هذه الترتيبات في الإنجيل، وهي ما وصل إلينا بالتقليد.


رابعاً:-

الآيات التي تنص صراحة على وجود تقاليد لم يذكرها الكتاب المقدس واكتفى بالإشارة إليها .

1- "اثبتوا إذاً أيها الاخوة وتمسكوا بالتقليدات "التي تعلمتموها سواء بالكلام أم برسالتنا" (2تس 2: 15)

2- "فأمدكم أيها الاخوة على أنكم تذكروني فى كل شئ وتحفظون التقليدات كما سلمتها إليكم " (1كو 11: 2)

3- " ثم نوصيكم أيها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التقليد الذي أخذه منا" (2تس6:3)



ملحوظة: 

[التقليدات: ترجمها البروتستانت في الكتب المقدسة التي بين أيادينا بلفظة "تعاليم" رغم أنها في الإنجيل المطبوع باللغة الإنجليزية هي "Traditions" أي "تقاليد". وإذا رجعت إلى الكتاب المقدس المطبوع باللغة العربية في الحجم الكبير تجد أنهم كتبوا في الحاشية السفلية عبارة "أو تقاليد". والسؤال هنا لماذا لم يكتبوا هذه الكلمة "تقاليد" في النص نفسه؟ ولماذا يكتفون بكتابتها في الحاشية؟ في حين أنهم ترجموا كلمة "Tradition" هذه بلفظة "تقاليد" في مواضع أخرى مثل: (متى3:15) "فأجاب وقال لهم وأنتم أيضاً لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم". وفي (مرقس8:7) "لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس". وأيضاً في (كولوسي8:2) "انظروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس"

أتدري لماذا؟ الإجابة هي أنهم في المواقع التي تشهد للتقليد السليم يترجمونها "تعاليم" ولكن في المواقع التي تهاجم تقاليد الناس الباطلة يترجمونها "تقاليد" حتى يخدعوا البسطاء في الإيمان!!



من هذا يتضح جلياً أن هناك تقاليد سلمها الرسل للكنائس لتسير بها وتحافظ عليها، ولم يكتبوها فى الكتاب المقدس.