تمموا خلاصكم

مقدمة
الباب الأول: إمكانية الارتــداد الروحي
الفصل الأول: خطـر الارتداد
الفصل الثاني: المؤمن والارتداد
الفصل الثالث: أسباب الارتداد
الفصل الرابع: تأديبات الارتداد
الفصل الخامس: علاج الارتداد
الباب الثاني: حتمية الجهاد الروحي
الفصل الأول: ضرورة الجهاد
الفصل الثاني: مفهوم الجهاد
الفصل الثالث: عناصر الجهاد
الفصل الرابع: ميـدان الجهاد
الباب الثالث: ضرورة التدريب الروحي
أولاً: ضرورة التدريبات
ثانياً: مفهـوم التدريبات
ثالثاً: ممارسة التدريبات
رابعاً: مجـال التدريبات
الخاتمة
حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

أولاً:- ضرورة التدريبات



تتضح لنا ضرورة التدريبات لحياتنا الروحية مما يأتي:-


(1‎) من الكتاب المقدس:

* دربني في حقك وعلمني لأنك أنت إله خلاصي.(مز5:25).

* يدرب الودعاء في الحق.(مز9:25).

* دربني في سبيل وصاياك.(مز35:119).

* أنا أيضا أدرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس.(أع16:24).

* الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشـر.(عب14:5).

* يعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.(عب11:12).



فالمرنم يطلب من الرب أن يدربه في الحق وفي سبيل وصاياه، وبولس الرسول يقرر هنا أنه كان يدرب نفسه حتى لا يتعثر بسببه أحد. ويوضح أهمية هذه التدريبات بأنها تعطى للإنسان تمييزا بين الخير والشر، ويوضح ثمارها أي السلام.



( 2 ) من أقول الآباء القديسين:

يوجد الكثير من أقوال الآباء التي توضح ضرورة وأهمية التدريبات للحياة الروحية ولكنني اقتصر هنا على ما يأتي:-

قال القديس الطوباوى يوحنا ذهبي الفم: { إن كانت حواسنا مدربة نستطيع أن نميز بين الخير والشر. ولكن كيف ندرب حواسنا؟ يمكن أن ندربها بالاستماع المستمر لكلمة الله والتمرن على تطبيقها في حياتنا. رأيت إذن ضرورة تدريب ذواتنا بالروحيات.}

N. & P. Frs. 1st Ser. Vol. 14 P 407.



بهذا يوضح القديس يوحنا ضرورة تدريب الذات وكيفية ممارسة التدريب أيضا. والقديس مقاريوس الكبير يظهر هذا الجانب أيضا بقوله: {الإنسان الذي يرغب أن يأتي إلى الرب ويوجد مستحقا للحياة الأبدية عليه أن يداوم باستمرار في الصلاة. ويغصب ذاته على الاتضاع، واضعا نفسه أنه أقل وأحقر الناس جميعا، وكل ما يغصب نفسه لأجله ويعمله وهو متألم بقلب نافر غير راضى، سوف يأتي عليه يوم يعمله برضي وقبول.

وبذلك يدرب نفسه على حياة الصلاح والاهتمام بالرب. وحينما يرى الرب نية الإنسان واجتهاده … يتحنن عليه ويخلصه من أعدائه ومن سلطان الخطية ويملأه بالروح القدس. وحينئذ يتمم وصايا الرب دون تغصب أو اجتهاد، لأن الرب الساكن فيه هو يكون العامل فيه وبذلك يثمر ثمار الروح بطهارة.} (حياة الصلاة الأرثوذكسية ص 372،373).

فلعلك ترى من قول القديس مقاريوس الكبير هذا إبرازه لأهمية التدريب على حياة الصلاح وذلك بالاهتمام بالرب الذي يرى اجتهادك ونيتك يتحنن عليك ويخلصك.



(3) شهادة مشاهير البروتستانت:

ولعلك لا تندهش يا أخي إذا رأيت رجالات البروتستانت يشهدون لضرورة تدريب النفس في الطريق الروحاني وسأكتـفي هنا بأقوال بعض هذه الشخصيات:-

* توماس كوك:

قال في كتابه (القداسة في العهد الجديد):

{ الوحي يفرق دائما بين نقاوة القلب وبين نضوج وكمال الفضائل المسيحية. فالأول هو عمل الروح القدس. والثاني عملية طبيعية تحتاج إلى التمرين والتدريب. لأن النقاوة تخص النوع. والكمال يخص المقدار أو الكمية.}

(القداسة في العهد الجديد ص 39 "نشر مكتبة النيل المسيحية").



* متى هنرى:

قال: { كما أن للإنسان حواس طبيعية هكذا توجد أيضا حواس روحية، فهناك حاسة بصر روحية وحاسة تذوق روحية، فللروح حواس كما للجسد. لكنها تفسد وتـفقد بالخطية وتعاد لها حساسيتها بالنعمة. هذه الحواس تنمى بالممارسة والتدريب.}

Mathew Henry Commentary Vol. 6 P. 911



* القس غبريال رزق الله الإنجيلي:

قال في صدر تفسيره (عب14:5) "الذين بسبب التمرد قد صارت لهم الحواس مدربة.. .. .." قال ما يلي: {التمرن: الكلمة الأصلية تدل على حالة جسدية أو عقلية ناشئة عن الممارسة والتعود. فهي عادة … تعطى في العمل سهولة … وهى مواظبة على الكلمة والصلاة والطاعة وممارسة لكل وسائط النعمة بكل أمانة واجتهاد … وكلمة مدربة" في الأصل "جيمنازو" من التمرين الجمنازى وهو الرياضة البدنـية. وهكذا قالت (الترجمة) اليسوعية "الذين حواسهم قد تروضت. وهذه هي نصيحة بولس لابنه تيموثاوس" روض نفسك للتقوى لأن الرياضة الجسدية نافعة لقليل ولكن التقوى نافعة لكل شئ.} (تفسير الرسالة إلى العبرانيين.الجزء الثاني ص23،24).

فمن هذه الشهادات مجتمعة قد اتضح لك يا أخي أهمية التداريب الروحية في حياة المؤمن. ولهذا يعوزنا أن نتفهم معنى التدريبات حتى لا تمارس بطريقة خاطئة فتصبح بلا فائدة.