تمموا خلاصكم

مقدمة
الباب الأول: إمكانية الارتــداد الروحي
الفصل الأول: خطـر الارتداد
الفصل الثاني: المؤمن والارتداد
الفصل الثالث: أسباب الارتداد
الفصل الرابع: تأديبات الارتداد
الفصل الخامس: علاج الارتداد
الباب الثاني: حتمية الجهاد الروحي
الفصل الأول: ضرورة الجهاد
الفصل الثاني: مفهوم الجهاد
الفصل الثالث: عناصر الجهاد
الفصل الرابع: ميـدان الجهاد
الباب الثالث: ضرورة التدريب الروحي
أولاً: ضرورة التدريبات
ثانياً: مفهـوم التدريبات
ثالثاً: ممارسة التدريبات
رابعاً: مجـال التدريبات
الخاتمة
حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الفصـل الخامس علاج الارتداد



"أنا اشفي إرتدادهم ..." (هو4:14).


إن كنت يا أخي واحدا من المرتديين وقد تركت محبتك الأولى، وثقلت عليك يد الرب، وتضايقت جدا ... لا تغلظ الرقبة، ولا تقسِّ القلب بالأكثر، بل تعال إلى حبيبك ليجبر كسر قلبك الحزين.

ونضع أمامك ما عينه الروح علاجا للارتداد :-



(1) أذكر خطيتـك:

فيقول الوحي للخادم المرتد "اذكر من أين سقطت" (رؤ5:2).

افحص نفسك بتدقيق لتعرف خطيتك "اعرفي إثمك أنك إلى الرب إلهك أذنبت ... ولصوتي لم تسمعوا يقول الرب." (إر13:3).

آه يا أخي المبارك فطالما قلبك متقسيا فلا فائدة. إن لم تكن لك الحساسية الروحية لتشعر بإثمك فلا أمل في علاجك.

راجع حياتك وانظر إن كان سور الطهارة في حياتك قد تهدم وتطرقت الشهوة إلى قلبك حتى أقامت لها وكرا هناك، واستعبدتك من جديد... استيقظ يا شمشون... أيها البطل المرتد قبل أن تقتلك دليله بسموم زناها.

امتحن نفسك يا أخي لئلا تكون قد سقطت في شراك الذات والكبرياء ... لئلا يكون قد تسرب إلى قلبك من خلال كلمات المديح التي تحب سماعها بل أصبح فيك مرضا خطيرا يهدد حياتك فتحزن عندما يقصر أحد في إطرائك، وتكتـئب عندما ينـتقدك أو يذمك أحد. وتـثور جدا عندما يجرح كرامتك إنسان… وتحتقر الغير وتنـتقد الآخرين... وتعود إلى ما كنت عليه قبلما تعرفت على يسوع!

افحص نفسك يا أخي لئلا تكون قد انشغلت بأي شئ آخر ونسيت يسوع… يسوع الذي أحببته وسلمت حياتك له وذابت ذاتك فيه وسبى قلبك في حبه ورحت تنادى بكم صنع بك ورحمك … انظر لئلا تكون الخدمة قد شغلتك فنسيت محبتك الأولى … وأصبحت خدمتك بلا محور ارتكاز منذ أن رفعت يسوع منها … بل أخشى أيضا أن تكون ذاتك قد حلت محل يسوع وأصبحت هي محور ارتكاز خدمتك… فـتنقد خدمة هذا وتحطم خدمة ذاك لكي تعلن للملأ أن خدمتك فقط هي الناجحة.

امتحن نفسك وانظر من أين سقطت ربما تهاونك وعدم تدقيقك في أحاديثك وفي تصرفاتك وفي معاملاتك؟ ربما عدم طاعتك لروح الله! وربما عدم مواظبتك على وسائط النعمة معتبرا أنها تخص المبتدئين أما أنت فقد استغنيت ولا حاجة لك بعد إلى شئ !!!

افحص ذاتك لئلا تكون محبة العالم قد تطرقت إلى قلبك! انظر لئلا تكون محبة المال قد احتلت مركز تفكيرك … !!

ليتك الآن يا أخي تجلس أمام الله وتستعرض حياتك في أمانة لتتعرف على سبب ارتدادك … قبل أن يأتـي الرب ويزحزح منارتك من مكانها. (رؤ5:2).



(2) اندم وتـب:

فقد رسم الروح طريق العودة من سبي الخطية إذ قال "اذكر من أين سقطت وتب" (رؤ5:2).

فأيوب عندما وبخه الرب وعرف خطيته تاب نادما وقال "لذلك أرفض (نفسي) وأندم في التراب والرماد" (أى6:42). فرد الرب سبيه إذ شفاه من أمراضه وعوضه عن كل ما كان له.

وداود النبى إذ أظهر له الرب خطيته على فم ناثان النبى نراه يتوب نائحا إذ قال "قد أخطأت إلى الرب" (2صم13:12).فيسمع في الحال قبول التوبة "والرب أيضا قد نقل عنك خطيتك." (2صم13:12).

وبطرس الرسول الذي بكى بكاء مرا عندما التفت الرب إليه عقب أن أنكره ثلاث مرات، نرى الرب يعيده ثانية إلى حقل الخدمة بثلاث تأكيدات قائلا له "يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء ... ارع خرافي" (يو15:21ـ17).

فيا أخي المرتد إن كنت قد تعرفت على سبب ارتدادك وتحرك الروح في داخلك وبكتك على فتور محبتك وعودتك إلى كورة الخنازير، اسلك إذن نفس الطريق الذي سلكته أولا عندما أتيت إلى أبيك نادما تائبا وهو مستعد أن يقبلك.



(3) أذكر محبة الله الفائقة:

أخشى يا أخي أن ما يبعدك الآن عن الله ويعمل على إبقائك في حياة الارتداد هو شعورك بأنك قد أخطأت إلى الرب وعوجت المستقيم أمامه وتحول هذا الشعور إلى رعب من مقابلة الرب وإلى ظنون خادعه بأن الرب قد رفضك ولن يغفر لك ... ولكن:



* هل تظن أن محبة الله متغيرة ؟ تارة يحبك وتارة يبغضك ! أليس هو إله غير متغير؟ فكيف تكون محبته متغيرة ؟! أليس هو القائل "محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة" (إر3:31).

فاذكر هذا يا أخي ولا تتباعد عمن أحبك محبة أبدية فأدام لك الرحمة ... ثم:



* هل محبة الله متقلبة ؟ عندما تكون سائرا معه يحبك وعندما تبتعد عنه يبغضك ! أليس هو مكتوب عنه "إن كنا غير أمناء فهو يبقى أمينا." (2تى13:2).

لهذا كتب بولس الرسول قائلا "فماذا. إن كان قوم لم يكونوا أمناء أفلعل عدم أمانتهم يبطل أمانة الله ؟ حاشا" (رو3:3).

فاذكر يا أخي ثبات محبة الله ومشاعره من نحوك وأمانته في مواعيده وحبه لك … اذكر هذا واقبل إليه … ثم:



* هل محبة الله محدودة ؟ فلا تستطيع أن تغفر لنا إلا لحدود معينه ! وإن زادت الخطايا عن هذه الحدود عجزت محبة الله عن الغفران؟!

اسمع ما قاله رب المجد عندما "تقدم إليه بطرس وقال يارب كم مرة يخطئ إلى أخي وأنا أغفر له. هل إلى سبع مرات ؟ قال له يسوع : لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات" (مت21:18،22).



فالرب يطالبنا بأن نغفر لاخوتنا ( 7 × 70 = أي 490 مرة) في اليوم ونحن بشر محدودون. فكم مرة يغفر لنا وهو الإله غير المحدود؟ لا شك أنه غفران غير محدود صادر عن حب غير محدود!!



فلماذا تيأس من مراحم الله يا أخي؟ وهو قد "وضع عليه إثم جميعنا" (اش6:53) وقد صار "تأديب سلامنا عليه وبجراحاته شفينا" (اش5:53).



فارجع إلى من فداك وأحبك لأنه لا زال فاتحا ذراعيه ليقبلك متغاضيا عن كل ما صدر منك ... هل تأتى ؟!



وأخيرا أضع أمامك حديث الرب لإرميا ليبلغه لأمثالك: "وتقول لهم هكذا قال الرب : هل يسقطون ولا يقومون. أو يرتد أحد ولا يرجع. فلماذا ارتد هذا الشعب … ارتدادا دائما … أبو أن يرجعوا … ليس أحد يتوب عن شره ؟!"



أخي كم أخشى أن تكون كواحد من هؤلاء فإن سقطت لا تريد أن تقوم وإذا ارتديت لا تريد أن ترجع … وإن أخطأت لا تريد أن تـتوب.

الرب في انتظارك لترجع إليه … قم فتخلص.