1 ـ حالة محمد عند نزول الوحي عليه
(1) جاء في (كتاب مشكاة المصابيح في باب البعث وبدء الوحي) [الطبعة المنشورة في باكستان] أنه عندما جاء جبريل إلى محمد في غار حراء رجع إلى خديجة يرجف فؤاده. وقال: زملوني زملوني (غطوني)، فغطوه. ويظهر أنه أغمى عليه، لأنهم رشوا عليه الماء حتى صحا لنفسه. وقيل أن خديجة امتحنته لتعرف إن كان الشيطان هو الذي ظهر له. (2) وجاء فيه أيضا: أنه كان كل ما جاءه الوحي تظهر عليه علامات تجعل الحاضرين ينتظرون منه آية قرآنية. فعن عائشة: سئل رسول الله: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: أحيانا يأتيني مثل: صلصلة الجرَس وهو أشده عليَّ، فأغيب عن الوعي. وأحيانا يتمثل لي الملاك رجلا، فيكلمني ... (3) وفيه أيضا: قالت عائشة: لقد رأيته ينزل عليه الوحي، في اليوم الشديد البرد، فيغيب عن وعيه، ويتفصد جبينه عرقا. (4) وروى مسلم: كان النبي إذا نزل عليه الوحي، امتلكه الكرب لذلك، وتربد وجهه(أي احمر بسواد). (5) وقال ابن اسحق: إن محمدا كان يُرقى من العين وهو بمكة، قبل أن ينزل عليه القرآن. فلما نزل عليه القرآن أصابه مثلما كان يصيبه قبل ذلك، واشتهر على بعض الألسنة كما ذكر الحلبي في كتابه [إنسان العيون] أن آمنة أم محمد رقته من العين. وجاء أن رسول الله قال لخديجة: إذا خلوت سمعت نداءين: يامحمد يامحمد، [وفي رواية] أرى نورا، وأسمع صوتا، [وفي رواية أخرى] أخشى أن يكون الذي يناديني تابعا من الجن. [وفي رواية] أخشى أن يكون بي جنون. فإنه كان يصيبه ما يشبه الإغماء بعد حصول الرعدة، وتغمض عيناه، ويحمر وجهه بسواد، ويغط كغطيط البَكْرِ [الإبل]. (6) ورُوِيَ عن أبي هريرة: أن محمداً كان إذا نزل عليه الوحي، ... استقبلته الرعدة، وتربد له وجهه [أي احمر بسواد] وغمَّض عينيه، وغط كغطيط البَكْر (الإبل) محمرة عيناه. (7) وعن عمر ابن الخطاب: أنه كان إذا نزل عليه الوحي يُسمع عند وجهه دويٌّ كدويِّ النحل!!! (8) وأيضا عن أبي هريرة: أنهم كانوا يضعون على رأسه الحناء، بسبب ألم الرأس الذي كان يصيبه [كتاب مرآة الكائنات]. (9) وفي (إنسان العيون) عن زيد ابن ثابت: أنه لما كان ينزل عليه الوحي، كان يثقل جدا، فمرة جاء ساقه على ساقي (أقسم بالله) أنني لم أر أثقل من ساق رسول الله. وكان يأتيه الوحي أحيانا وهو على الجمل، فكانت تنوء تحته وتجثو. وكلما كان الوحي ينزل على النبي، كان كأن نفسه تؤخذ منه، لأنه كان يحصل له إغماء ويظهر كالثمل [أي السكران]. (10) وذكر أن هذه المظاهر لم تبدأ معه منذ النبوة بل منذ صغره. منها أنه لما كان ولدا صغيرا وهو في الصحراء عند مرضعته، حصل له نوع من ذلك، ورويت هذه القصة، رواها مسلم عن أنس قال: أتاه جبرائيل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج منه علقة، فقال هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طشت من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه (أي لَحَمَهُ)، وأعاده في مكانه. وجاء الغلمان يسعون إلى مرضعته، فقالوا أن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: فكنت أرى أثر المخيط في صدره. (11) وعلى هامش هذا القول قال صاحب مشكاة المصابيح: قد وقع الشق له (صلعم) مرارا، عند حليمة وهو ابن عشر سنين، ثم عند مناجاة جبريل له بغار حراء، ثم في المعراج ليلة الإسراء. (والسؤال هنا هو: كم كان في قلبه من حظ الشيطان يشق صدره كل هذه المرات). ثم (نلاحظ أن ما حصل له عند استلام الوحي هو نفس ما حدث له من قبل؟؟؟!!!) (12) ويقول ابن هشام: "أن زوج حليمة مرضعته قال: لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب (بمس شيطاني) فالْحِقِيهِ بأهله قبل أن يظهر ذلك به. ولما أرجعته إلى أمه آمنة، قالت لها: أفتخوفت أن يكون عليه شيطان؟ قالت لها نعم".
هذا ما قيل عن حالة محمد عند نزول الوحي عليه! وما تثيره من تساؤلات خطيرة تحتاج إلى إجابة مقنعة.
وتساؤلات الناس على ذلك هي: (1) ما الذي يثبت أن هذا العارض كان إشارة إلى نزول جبريل، ونزول الوحي؟ فالتاريخ يوضح أن هذه الأمراض كانت تصيب الكثيرين أمثال: يوليوس قيصر، ونابليون بونابرت وغيرهم من المحاربين، ومع ذلك لم تكن هذه الأعراض علامة نبوتهم!! (2) ويقول السائلون هل كانت هذه الأعراض نوعا من حالة مرضية كالصرع مثلا فقد جاء في (الموسوعة العربية الميسرة ص 1122و1123): [الصرع: هو داء عصبي يتميز بنوبات فجائية من فقدان الوعي، تقترن غالبا بالتشنج ... وقد تكون النوبة هينة عابرة أو قد تكون بالغة الشدة. وقد تقع النوبة بغتة بلا نذير، وقد ينذر بها حس سابق وهمي غريب، يعتري أحد الحواس كالبصر أو السمع ... كأن يرى المريض شبحا، أو يسمع صوتا. ويعقب ذلك مباشرة وقوع المريض صارخا على الأرض فاقدا وعيه ... ويعقب النوبة خور في القوى واستغراق في النوم يصحو منه المريض خالي الذهن من تذكر ما حدث له] (ISLAM UNVEILED P 67 – 70) راجع كتاب بالتأكيد هناك ردود على هذه التساؤلات ينتظرها السائلون |