2 ـ النبي محمد مسحورا عاما أو نصف عام!
(1) جاء في: (سورة الفلق 113: 4) "قل أعوذ برب الفلق (أي الصبح أو الخلْق)، من شر ما خلق (أي من الشيطان)، ومن شر غاسق إذا وقب [أي الليل إذا دخل] ومن شر النفاثات في العقد [أي الساحرات اللائي ينفخن في الخيوط المعقودة]، ومن شر حاسد إذا حسد .." ويفسرها النسفي (جزء4 ص 573) قائلا: "النفاثات: أي النساء أو النفوس، أوالجماعات السواحر اللاتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها ويرقين، والنفث هو النفخ مع ريق، وهو دليل على بطلان قول المعتزلة في إنكار تحقق السحر وظهور أثره" (2) وفي (سورة الناس 114: 1ـ6) "قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس [أي الشيطان]، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجِنَّةِ [أي الجن] والناس" ويفسر ذلك الإمام النسفي (جزء4 ص576) قائلا: "روي أنه عليه الصلاة والسلام سحر فمرض، فجاءه ملكان وهو نائم، فقال أحدهما لصاحبه: ما باله؟ فقال طُبَّ (أي سُحِرَ) قال: ومن طبه (سحره)؟ قال: لبيد ابن أعصم اليهودي، قال: وبم وطبه (سحره)؟ قال: بمشط ومشاطة في جف طلعةٍ تحت راعوفة في بئر ذي أروان، فانتبه صلى الله عليه وسلم فبعث زبيرا وعليا وعمارا رضي الله عنهم، فنزحوا ماء البئر، وأخرجوا الجف، فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه، وإذا فيه وتر معقد فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر. فنزلت هاتان السورتان، فكلما قرأ جبريل آية انحات عقدة حتى قام (صلعم) عند انحلال العقدة الأخيرة، كأنما نشط من عقال، وجعل جبريل يقول: باسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء يؤذيك" (3) وأيد ذلك الإمام البيضاوي قائلا: "روي أن يهوديا سحر النبي في إحدى عشر عقدة في وتر دسه في بئر، فمرض النبي ونزلت المعوزتان" (4) جاء في كتاب السيرة النبوية "روي أن لبيدا ابن الأعصم اليهودي سحر النبي. فكان يخيل للنبي أنه يفعل الفعل وهو لا يفعله ... كالأكل والشرب وإتيان النساء، ومكث في ذلك سنة أو ستة أشهر على ما قيل، حتى جاءه جبريل وأخبره بذلك السحر ومكانه، فأرسل النبي واستحضره وفك عقده، ففك عنه السحر ثم رقاه جبريل" (5) قال البخاري "روت عائشة قالت: كان رسول الله (صلعم) قد سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء وهو لا يأتيهن. (وقال سفيان التوري وهذا أشد ما يكون السحر). التساؤلات الكبيرة كيف يتفق هذا مع الحقيقة التي أقرها القرآن الكريم في (سورة النحل 16: 98ـ 100) "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. إنما سلطانه على الذين يَتَوَلَّوْنَهُ (أي يتخذونه وليا ويتبعون وساوسه) والذين هم به مشركون"!! (1) واضح من هذه الآيات بما لا يدع مجالا للشك أن الشيطان الرجيم: 1ـ ليس له سلطان على الذين آمنوا، 2ـ وعلى ربهم يتوكلون 3ـ إنما سلطانه على الذين يَتَوَلَّوْنَهُ (أي يتخذونه وليا ويتبعون وساوسه) 4ـ والذين هم به مشركون"!! (2) فكيف يمسه الشيطان ويسحره وينطق على لسانه ويكون بهذا له سلطان عليه؟ 1ـ فهل كان غيرمؤمن بالله؟ 2ـ وهل كان غير متكل عليه؟ 3ـ وهل كان يتخذ من الشيطان وليا ويتبع وساوسه؟ 4ـ وهل كان يشرك بالله؟ (3) ونتيح الفرصة للأحباء أن ينورونا ويفسروا لنا ما غلق علينا فهمه.
في الختام: أحب أن اؤكد هنا أننا لا نطعن في القرآن الكريم أو في نبي الإسلام، ولكن مجرد أننا نطرح تساؤلات بعض المتشككين المخلصين في معرفة الحق والوصول إلى الحقيقة. نرجو من أحد المتفقهين في الدين الإسلامي الموجودين معنا أن يجيب على ذلك مشكورا بمنطق مقنع |