تساؤلات محيرة

سلوكيات الرسول من جهة زوجاته

5 ـ زينب بنت جحش

زوجة ابنه زيد بن محمد

 

س (1) هل تزوج النبي محمد زوجة ابنه؟

الإجابة:

في الواقع هي زوجة ابنه المتبني زيد ابن محمد، و اسمه الأصلي زيد ابن حارثة ابن شُراحيل الكلبي القحطاني، وهي تدعى زينب بنت جحش الأُسْدِيَّة، ابنة عمة النبي محمد.

وملخص قصتها كما ذكرت في المراجع الإسلامية (نساء النبي لبنت الشاطئ، والسيرة الهاشمية، وعيون الأثر ... وغيرها).

(1) زيد كان عبدا لمحمد ثم أعتقه وتبناه (السِّمْط الثمين ص 108)

(2) لما بلغ زيد سن الزواج اختار له النبي بنت عمه زينب بنت جحش زوجة. (بنت الشاطئ ص 156)

(3) لما رفض أخوها [عبيد الله ابن جحش] تزويجها منه، وكذلك رفضت زينب بنت جحش الزواج منه وقالت: "لا أتزوجه أبداً"، نزل {جبريل} بآية قرآنية تجبرها على الزواج منه رغم أنفها (سورة الأحزاب 36) "وما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً، أن يكون لهم الخِيَرة من أمرهم، ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا"، فتزوجته كارهة.

(4) وعن ذلك قالت بنت الشاطئ: "لما بلغ زيد سن الزواج، اختار له النبي عليه الصلاة والسلام بنت عمته ... زينب بنت جحش. وكرهت زينب وكره أخوها ... وقالت زينب فيما قالت يومئذ: لا أتزوجه أبداً ... " (كتاب بنت الشاطئ ص 156و157)

(5) وبحسب تاريخ الطبري وكتاب بنت الشاطئ والكثير من المراجع الإسلامية الموثوق بها، ذهب النبي في أحد الأيام إلى بيت زيد وزينب، وكان على الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فرأى زينب في حجرتها حاسرة [أي بدون ثياب] فوقع إعجابها في قلبه، وقال "سبحان مغير القلوب".

(6) فجاءه جبريل بآيات قرآنية  يعاتبه على إخفاء عواطفه من ناحية زينب، وتأمره بإلغاء تبنيه لزيد، ثم تأمره بنكاح زينب [أي الزواج منها]. وإليك تفصيل الآيات:

1ـ العتاب على إخفاء عواطفه نحو زينب: (سورة الأحزاب33: 37) مع تفسير الإمام النسفي لكلمات هذه الآية] "وإذ تقول [بمعنى لماذا تقول] للذي أنعم الله عليه [أي زيد بن محمد: أنعم الله عليه بالإسلام]، وأنعمت أنت عليه [أي بالتبني] أَمسك عليك زوجك [لماذا قلت له أن يبقي على زوجته زينب بنت جحش ولا يطلقها] واتقِ الله. وتخفي في نفسك ما الله مبديه؟، وتخشى الناس، والله أحق أن تخشاه]

 في (سورة الأحزاب 4) "وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ..."

2ـ إلغاء تبنيه لزيد: في (سورة الأحزاب 4و5) "وما جعل أدعيائكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم ... ادعوهم لآبائهم، هو أقسط عند الله ... وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به"

3ـ الأمر بزواجه من زينب: (سورة الأحزاب 37) فلما قضى زيد منها وطرا، زوجناها، لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم [أبنائهم بالتبني]"

+++

س (2) ماذا كان موقف السيدة عائشة من هذا الزواج؟

الإجابة:

(1) بالتأكيد كان لعائشة أن تعترض على ذلك، ولكن النبي يملك الحل لكل مشكلة تواجهه والحل في المفتاح السري أي جبيل. فلكي يجبرها على قبول زواجه من زينب اسمع ما كتبته بنت الشاطئ في كتابها (نساء النبي ص165) [روى الواقدي: فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث عند عائشة، أخذته غشية (أي أغمى عليه، وهي علامة على نزول الوحي) فسري عنه (أي ذهب عنه الإغماء) وهو يبتسم ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها؟ وتلا (الآية التي نزل بها جبريل) "وإذ تقول [بمعنى لماذا تقول] للذي أنعم الله عليه [أي زيد بن محمد: أنعم الله عليه بالإسلام]، وأنعمت أنت عليه [أي بالتبني] أَمسك عليك زوجك [لماذا قلت له أن يبقي على زوجته زينب بنت جحش ولا يطلقها] واتقِ الله. وتخفي في نفسك ما الله مبديه؟، وتخشى الناس، والله أحق أن تخشاه]

(2) فلما سمعت السيدة عائشة هذه الآية الكريمة وما يفعله جبريل دائما للنبي قالت بأسلوبها الساخر: "إني ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" (بنت الشاطئ ص 95)

+++

س (3) هل زواج النبي من زوجة ابنه يليق من رسول الله؟

الإجابة:

هناك بعض الكتاب المسلمين ينسبون هذه الواقعة لإفتراءات أعداء الإسلام، مثل الدكتور محمد حسين هيكل. ولكن تصدت له الدكتورة بنت الشاطئ فاسمع ما ردت به عليه في كتابها (نساء النبي ص 160و161) حيث قالت:

1ـ أغلب الظن أن الدكتور هيكل لم يقف على هذه الرواية الإسلامية في مصادرنا، فذهب إلى أنها ـ يقينا ـ من مفتريات المستشرقين والمبشرين، [وبحسب تعبيره]: "الذين أضفوا عليها من أستار الخيال حتى جعلوها قصةً غرامٍ وولهٍ ... " وأكمل حديثه قائلا: "يكفي لهدم كل القصة من أساسها أن تعلم أن زينب بنت جحش هذه هي إبنة عمة الرسول وأنه كان يعرفها ويعرف أهي ذات مفاتن أم لا؟ قبل أن تتزوج زيداً ... وأنه الذي خطبها على زيد مولاه [أي عبده] وإذا عرفت ذلك تداعت أمام نظرك كل تلك الخيالات والأقاصيص: من أنه مر ببيت زيد ولم يكن هو فيه، فرأى زينب فبهره حسنها، وقال: سبحان مقلب القلوب وكأنها مدام ريكاميه (؟!)"

2ـ فردت عليه بنت الشاطئ قائلة: إن هذا الزواج عند هيكل لم يدفع إليه ميل ولا عاطفة ... وتقول: أضاف هيكل "أفيبقى بعد ذلك أثر لهذه الأقاصيص التي يكررها المستشرقون. ولكنها شهوة التبشير المكشوف ... والخصومة القديمة للإسلام ... تجعلهم يتجنون على التاريخ، ويلتمسون أضعف الرواية فيه مما دس عليه ونسب إليه".

3ـ وتكمل حديثها قائلة: [ما أنبله من رد، لولا أن قصة إعجاب الرسول بزينب ، وحكاية الستر من الشعر الذي رفعته الريح، وانصراف الرسول عن بيت زيد وهو يقول: سبحان الله مقلب القلوب، قد حكاها سلف لنا صالح، غير مهتمين بالكيد للإسلام، من قبل أ، تسمع الدنيا بالحروب الصليبية والتبشير والاستشراق]

وتواصل حديثها قائلة: [لننظر في القضية على ما حكاها الطبريان وابن حبيب، هل فيها ما يريب؟ وتجيب على هذا التساؤل قائلة: إن آية العظمة في شخصية نبينا، أنه بشر ... أفينكر على بشر رسول، أن يرى مثل زينب فيعجب بها؟؟؟!!!] (ص 161)

ثم تؤكد قولها هذا بعبارة عجيبة هي: إن ـ قصة إعجابه بزينب بنت جحش ـ لجديرة بأن تعد مفخرة لمحمد والإسلام] (ص162)

4ـ والواقع أنه من مفاخر محمد والإسلام أيضا ما ناله من إمتيازات بلا حدود في موضوع الزواج بمن يشاء (أي ليس بزوجة ابنه فحسب) اسمع ما يقوله برهان الدين الحلبي في كتابه السيرة الحلبية المجلد الثالث ص 377) "إذا رغب محمد في إمرأة غير متزوجة، كان له أن يدخل بها من غير لفظ زواج، ومن غير شهود، أو ولي، أو حتى من غيررضاها!! وأما إذا كانت متزوجة ورغب فيها محمد فإنه يجب على زوجها أن يطلقها له حتى يتزوجها!!! وإذا رغب في أمَة [أي عبدة] وجب على سيدها أن يهبها له. كما من حق محمد أن يزوج المرأة لمن يشاء من الرجال بدون رضاها. وله أن يتزوج في وقت إحرامه [أي الحج] كما حدث مع ميمونة وله أيضا أن يصطفي [أي يختار] من الغنيمة ما يشاء، سواء جارية أو غيرها، وذلك قبل البدء في تقسيم الغنيمة"

س (4) ما هو التعليل الصحيح لظاهرة إكثار النبي محمد من الزوجات؟

الإجابة:

هذا سؤال خطير، إنها ملاحظة جديرة بالتحليل، خاصة مع ثبوت أن هناك الكثير من زوجاته لم يدخل بهن، فلماذا؟

   وإن حاولنا معرفة الأسباب علينا أن نتقصى ما قيل في هذا الصدد، وقد تجمع لدي سببان على الأقل.

 السبب الأول: هو تمركز النبي حول ذاته، فكل امرأة جميلة سواء كانت عذراء أو متزوجة لابد أن يستأثر بها لهذا جاءه جبريل بتلك الآية الشهيرة في (سورة الأحزاب 33: 50ـ5):

(1) [ففي آية 50] يقول: "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك ... وما ملكت يمينك ... وإمرأةً مؤمنةً إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها" (يتزوجها): ويفسرها الإمام النسفي (جزء3 ص 449) قائلا: [أي أحللنا لك من تهب لك نفسها ... وأنت تريد أن تستنكحها] (والمفهوم من ذلك أنه حِلٌّ بلا حدود [أيةَ إمرأة تهب نفسها]!!!!)

(2) [وفي نفس الآية] يقول: "خالصة لك من دون المؤمنين": يقول النسفي (المرجع نفسه ص449) [الاختصاص لك دون المؤمنين] (يا له من امتياز خاص!!!!)

(3) [ويكمل قائلا:] "لكي لا يكون عليك حرج": (حتى لا تكون محرجا في ذلك!!!!)

(4) [وفي آية 51]  "تُرْجِي [أي تؤجل] من تشاء منهن، وتُؤْوِي [أي تضم] إليك من تشاء": قال النسفي: (المرجع نفسه ص 450): [بمعنى تترك مضاجعة من تشاء منهن، وتضاجع من تشاء، أو تطلق من تشاء، وتمسك من تشاء، أو تترك تزوُّج من شئت من نساء أمتك، وتتزوج من شئت].

هذا سبب وهو كما يقولون أنانية النبي، واستحواذه على ما يريد لنفسة بأمر من جبريل.

 

والسبب الثاني: الذي قاله البعض أيضا، هو شيء غريب وعجيب حقا، ولأول مرة أكتشف هذا الأمر وهو: إنهم يقولون أن إكثار النبي من الزوجات، يرجع إلى إصابتة بالعُنَّةِ أو العجز الجنسي بعد موت خديجة؟

دعنا نستعرض وجهة نظرهم هذه:

 

أولا: مفهوم العُنَّة:

تعرف أيضا بالعُنانة. وهي العجز الجنسي عن الجماع، لعدم الانتصاب، أو سرعة القذف.

 

 

 

ثانيا أسبابها:

1ـ من أسباب العنة أو العجز الجنسي هو عيب في تكوين: الأعضاء الخارجية أو الداخلية بضمورها أو لانعدامها. أو نقص إفرازات الغدد الصماء.

2ـ  وأيضا من أسباب العجز الجنسي العوامل الاكتسابية: مثل: الأمراض العصبية، وأمراض الكلى، والسكر، والإفراط في الجماع، والإجهاد في الأعمال الفكرية، والصدمات النفسية، والاضطرابات العاطفية. ومن أكثر أنواع العنة شيوعا، العنة أو العجز الجنسي النفسي.

 

ثالثا: لماذا يُشَك في النبي أنه ربما كان مصابا بالعنة بعد خديجة؟ لأسباب عديدة منها:

(1) يشك في إصابته بالعجز الجنسي لأنه لم ينجب نسلا إلا من خديجة رغم كثرة نسائه؟ هذا ما كتبت عنه بنت الشاطئ في كتابها (نساء النبي ص 219) قائلة: [لقد تزوج المصطفي صلعم، منذ ماتت السيدة خديجة، عشر زوجات، منهن الشابة الفتية، والمرأة الناضجة، ومنهن من كانت ذات ولد. ولكن أرحامهن جميعا أمسكت فما تجود بولد واحد للنبي الذي تخطف الموت أبناءه من خديجة، فلم يدع له سوى ابنة وحيدة هي السيدة فاطمة الزهراء.]

وتقول أيضا بنت الشاطئ في (ص221):  [وأمهات المؤمنين وفيهن بنت أبي بكر، وبنت عمر، وبنت زاد الركب، وحفيدة أبي طالب، محرومات لا يلدن]

 

(2) سبب آخر لشك البعض في إصابة النبي بالعجز الجنسي: هو أنه عندما ولدت مارية القبطية إبراهيم شك النبي في نسبته إليه [ربما لأنه متأكد من أنه لا ينجب!] وقد شهد [البزار] عن أنس رضي الله عنه قال: "لما وُلِد إبراهيم ابن النبي صلعم من مارية جاريته، وقع في نفس النبي صلعم منه شئ، حتى أتاه جبريل فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم"

(طبقات ابن سعد) (أخرجه البزار كما في كشف الأستار جزء2 ص 189. وقال الهيثمي رواه البزار وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله، رجال الصحيح. كما أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 410) وابن سعد في الطبقات جزء 8 ص 214)

وتقول بنت الشاطئ (ص222ـ234) [حمل ـ النبي محمد  ابنه إبراهيم ـ يوما بين ذراعيه لترى ما في الصغير من ملامح أبيه (ربما ليتأكد منها لأنه يقدر رؤيتها الثاقبة) ... فقالت: ما أرى بينك وبينه شبها!!!] وكانت الطامة الكبرى. فتذكر بنت الشاطئ ما أشيع عن ماريا القبطية بهذا الخصوص مما يؤكد شك النبي، وصدق كلام عائشة فتقول في كتابها (ص 223و224): [ ـ انطلقت ـ شائعة ...  من أهل المدينة، واتهموها ... بالعبد "مابور" الذي جاء معها من مصر في هدية المقوقس، وكان يأوي إليها لخدمتها ويأتيها بالحطب والماء، فقال الناس: عِلْجٌ يدخل على عِلْجَة [أي حمار يدخل على حمارة]

وقد وصل الأمر إلى ما ذكرته بنت الشاطئ في ص 224 وتقول: في حديث أنس رضي الله عنه، أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله صلعم فقال لعليِّ: اذهب فاضرب عنقه ...] (رواه ثابت البناني عن أنس، وأخرجه مسلم في صحيحه)

+++

س (5): على ضوء هذا الكلام كيف يعللون إمعان النبي في الإكثار من الزوجات؟

الإجابة: يفسر أصحاب هذا الرأي بأن الامعان في الإكثار من الزوجات كان لتغطية هذا النقص الجنسي، إذ يريد أن يوهم الناس بأنه فحل الرجال؟؟ ويدللون ذلك بالآتي:

(1) خشيته من جرأة عائشة التي تفردت بهذه الصفة عن جميع زوجاته، فكان يخشى منها أن تفضح الأمر، لذلك كان يراضيها بأية وسيلة.

(2) شكه في عائشة أن تكون قد فعلت شيئا مع صفوان السلمي في ما يعرف بمحنة الإفك.

(3) تحريمه لقاء نسائه مع أي أحد، وفرضه عليهن الحجاب (سورة الأحزاب).

(4) تحريمه زواج أرامله من بعده حتى يظل السر مخفيا (سورة الأحزاب)

حمل هذا الكتاب

الصفحة الرئيسية

حول النبى

1 ـ حالة النبى وقت الوحى
2 ـ النبى مسحوراً
3 ـ نساء النبى
4 ـ النبى مع زوجاته ( السيدة عائشة )
5 ـ النبى مع زوجاته ( زينب بنت جحش )
6 ـ تقييم حياة رسول الدين

حول القرآن

1 ـ كلام الشيطان فى الوحى
2 ـ تقييم القرآن

حمل هذا الكتاب

الصفحة الرئيسية