الله والشر والمصير

مقدمة

الأرواح الشريرة

الخطئية: تحديدها وأنواعها

مفهوم الخطئية الجدّية

الخطئية و التوبة و الاعتراف

موقف الله من الخطئية

ما معنى الفـداء؟

الدينونة و المصير

صـلاتنا ومصـير الراقـدين

طبيعـة اليوم الأخير

حمل هذا الكتاب

عودة للرئيسية

الفصل السابع

الدينونة و المصير

الجـزء الثـانى

صـلاتنا ومصـير الراقـدين

 

" هـل صـلواتنـا من أجـل الراقـدين يمكنهـا أن تقـرّبهم من الله؟"...

 

أولاً: منطـق عام: الله يعطـى ذاتـه لنـا عـبر بعضنـا البعض:

1 ـ لقـد شاء الله أن تنتقـل إلينا محبتـه وعطاياه عـبر بعضنـا البعـض:

فالبشريـة كلّهـا فى نظـر الله جسم واحـد تتـآزر أعضـاؤ كلهـا على إمـداده بالحيـاة والنشاط وعلى قضـاء مختـلف حاجـاتـه...

والله هـو المحيى فى آخـر المطـاف...

ولكنّـه يشاء أن يشارك كل إنسان فى مهمتـه الإحيـائيـة هـذه...

كـل فى موقعـه وكل على مستـواه...

هـذا مـا يتجـلّى إن على الصعـيد الطبيعـى أو على الصعـيد الروحى...

أ ـ على الصعـيد الطبيعى:

إن استمـرار الحيـاة وتقـدّمها يتطـلّبان تضـافـر الجهـود البشرية وترابـط الأجيـال التى ينـقـل كل منهـا مكتسباتـه إلى الخلف...

ولكـلّ إنسان دوره ومسئوليتـه وأهميتـه فى تـأمين دورة الحيـاة هـذه...

إنما يتحـدد هـذا الدور وفـقـًا لمـواهب كل إنسان ومهنتـه ووظيفـتـه الاجتمـاعيـة...

 

وإذا نظـرنا إلى كل إنسان فـرد, رأينـا أن نعمـة الحيـاة التى من الله إنمـا يحظـى بهـا هـذا الفـرد عـبر تلقـّيها من والديـه, وأن هـذه الحيـاة لا تنمـو ولا تكتمـل فيـه إلا عـبر عمـل طويـل من الرعـاية والتربيـة تساهم بـه الأسرة بنـوع خـاص والمجتمـع بشكل عـام, ولا تستمـر فيـه إلا بفضـل مساهمـة العـديد مـن النـاس فى تغـذيتهـا, كل من موقـعـه...

 فالعقـل من الله يـأتى ولكنه يحتـاج, ليـوجـد فعـلاً وينمـو, إلى محيـط بشرى يوقـظـه وينشطـه ( كما يتضـح مثلاً من ركـوده عنـد الأولاد المتوحشين الذين حُرمـوا فى بـداية حياتهم من هـذا المحيـط )...

والطعـام يـاتى من الله فى الأساس, ولكنـّه يصـل إلى بواسطـة المـزارع والطحّـان والخبـاز وغيرهم من أصحـاب المهـن, وبفضـل تنظيـم اجتمـاعى يُـفرض فيـه أن يسمـح بتـوزيعـه على كل النـاس...

 

يروى الشاعـر الفرنسى " سولى برودوم" أنـه رأى ذات ليلـة حلمـًا كابوسيـًا تخيّـل فيـه أن أصحـاب سائـر المهـن تخلّوا عـن قضـاء حاجـاته وتركـوه يتـدبّر مختلف أمـوره بنفسـه, كـأن يصنـع خـبزه ويحيك ثيـابه وبينى وبيتـه إلى مـا هنـالك...

فغـمـره جـزع العـزلة والعجـز على أن استيقـظ, فتبـدّد الكابـوس وأدرك الشاعـر عمـق حاجتـه على باقى البشر...

ب ـ على الصعـيد الروحى:

هـذا الترابـط بين البشر فى نقـل هبـات الله بعضهـم إلى بعـض, نلمسه أيضـًا على الصعـيد الروحىّ...

فمـن الكنيسة يتسلّم كل واحـد منّـا إيمـانه الـذى يتنـاقلـه المـؤمنـون جيـلاً بعـد جيـل, ومـن الكنيسـة نتـقـبّل الأسرار التى تبث فينـا حيـاة الله, وبتبـادل المحبّـة والارشـاد والقـدوة نعـطى الله بعـضنـا لبعـض...

والكنيسـة, كمـا علّم الرسول بولس, جسـد واحـد يستـفـد فيـه كل عـضـو مـن مواهب الآخـرين ويمـدّهم بمـواهبه, فينمـون معـًا, بالتنـاسق والتكـامل, فى عـلاقتهم بالله, حيث دوّن فى رسالته الأولى إلى أهـل كورنثوس الأصـحاح الثانى عشر:

ولنقـرأ معـًا اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ [ أصحـاح المـواهب ]:

1.      وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا.

2.      أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ أُمَماً مُنْقَادِينَ إِلَى الأَوْثَانِ الْبُكْمِ كَمَا كُنْتُمْ تُسَاقُونَ.

3.      لِذَلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: { يَسُوعُ أَنَاثِيمَا }. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: { يَسُوعُ رَبٌّ } إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ.

4.       فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ.

5.       وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ.

6.       وَأَنْوَاعُ أَعْمَالٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.

7.       وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ.

8.       فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ.

9.       وَلآِخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ.

10.  وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ.

11.  وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ.

12.  لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً.

13.  لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً.

14.  فَإِنَّ الْجَسَدَ أَيْضاً لَيْسَ عُضْواً وَاحِداً بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ.

15.  إِنْ قَالَتِ الرِّجْلُ: { لأَنِّي لَسْتُ يَداً لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ }. أَفَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مِنَ اَلْجَسَدِ؟

16.  وَإِنْ قَالَتِ اَلأُذُنُ: { لأَنِّي لَسْتُ عَيْناً لَسْتُ مِنَ اَلْجَسَدِ }. أَفَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مِنَ اَلْجَسَدِ؟

17.  لَوْ كَانَ كُلُّ اَلْجَسَدِ عَيْناً فَأَيْنَ اَلسَّمْعُ؟ لَوْ كَانَ اَلْكُلُّ سَمْعاً فَأَيْنَ اَلشَّمُّ؟

18.  وَأَمَّا اَلآنَ فَقَدْ وَضَعَ اَللهُ اَلأَعْضَاءَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي اَلْجَسَدِ كَمَا أَرَادَ.

19.  وَلَكِنْ لَوْ كَانَ جَمِيعُهَا عُضْواً وَاحِداً أَيْنَ اَلْجَسَدُ؟

20.  فَالآنَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.

21.  لاَ تَقْدِرُ اَلْعَيْنُ أَنْ تَقُولَ لِلْيَدِ: { لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكِ }. أَوِ اَلرَّأْسُ أَيْضاً لِلرِّجْلَيْنِ: { لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكُمَا }.

22.  بَلْ بِالأَوْلَى أَعْضَاءُ اَلْجَسَدِ اَلَّتِي تَظْهَرُ أَضْعَفَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ.

23.  وَأَعْضَاءُ اَلْجَسَدِ اَلَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَةً أَفْضَلَ. وَاَلأَعْضَاءُ اَلْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ.

24.  وَأَمَّا اَلْجَمِيلَةُ فِينَا فَلَيْسَ لَهَا اِحْتِيَاجٌ. لَكِنَّ اَللهَ مَزَجَ اَلْجَسَدَ مُعْطِياً اَلنَّاقِصَ كَرَامَةً أَفْضَلَ

25.  لِكَيْ لاَ يَكُونَ اِنْشِقَاقٌ فِي اَلْجَسَدِ بَلْ تَهْتَمُّ اَلأَعْضَاءُ اِهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ.

26.  فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ فَجَمِيعُ اَلأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ اَلأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.

27.  وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ اَلْمَسِيحِ وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَاداً.

28.  فَوَضَعَ اَللهُ أُنَاساً فِي اَلْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً ثَانِياً أَنْبِيَاءَ ثَالِثاً مُعَلِّمِينَ ثُمَّ قُوَّاتٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ أَعْوَاناً تَدَابِيرَ وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.

29.  أَلَعَلَّ اَلْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ اَلْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ اَلْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ اَلْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟

30.  أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ؟ أَلَعَلَّ اَلْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ اَلْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟

31.  وَلَكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ اَلْحُسْنَى.

2 ـ إحـدى قنـوات تعـاطى الله فى ما بيننـا هـى الصـلاة بعضنـا من أجـل بعض:

 

ومـن بين القنـوات التى ننـقـل عـبرها عـطايا الله بعضنـا إلى بعـض, نجـد الصـلاة...

فكمـا أنـه يمكننى أن أنقـل حيـاة الله إلى الآخـر عـبر محبّـتى لـه وتعليمى وقـدوتى, كذلك يمكننى أن أنـقلهـا إليـه عـبر صـلاتى من أجـله...

لـذا أوصـى الرسول يعـقـوب:

[ وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا. طِلْبَةُ اَلْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا ] [ يعـقـوب 5: 16 ]...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانيـًا: انطبـاق مـا تقـدّم على صـلاتنا مـن أجـل الراقـدين:

مـا ينطبـق على العـلاقات بين الأحيـاء ينطبـق أيضـًا على العـلاقة بينهم وبين الراقـدين...

فهـؤلاء يصـلّون من أجلنـا, ونصـلّى نحن من أجلهـم...

وبالتـالى فإننـا لا نـزال نحمـل الله بعضنـا لبعـض عـبر الحـدود التى تفصـل الأحيـاء عـن الأمـوات...

وهنـا لا بـدّ أن يعترضنـا سؤالان:

1 ـ ألا يفصـل المـوت بين الأحياء والراقـدين؟:

السؤال الأول:

هـل مـن اتصـال ممكـن بيننـا وبين الراقـدين, بحيث يُتـاح لصـلاتنـا أن تـؤثر فيهـم؟...

ألا يفصـل المـوت بين الأحيـاء والراقـدين بحيث تنقـطـع كل صـلة بين هـؤلاء وأولئـك؟...

 

بالطبـع يشكّل الموت فـاصـلاً قطعـيًا على صـعـيد التـواصـل الإنسانى الطبيعـى...

هـذا وجـه مـن أشـدّ وجـوه المـوت قسوة, ألا وهـو تلك الغـربة التامـة التى يقيمهـا بين المحبـين على صعـيد الحضـور الفعـلى بعضهم لبعـض ومـا يرافقـه مـن تفاعـل فى ما بينهم...

المـوت يقيـم جـدارًا رهيبـًا من الصمـت بين المحبـين...

 

ولكـن حاجـز المـوت, مهما علا, لا يصـل إلى الله...

فالله أقـوى من الموت لأنـه الحىّ الذى لا يمـوت...

من هنـا إن علاقتـه بنـا لا يمكـن للمـوت أن يفكّهـا...

ألـم يؤكّـد يسوع  للصـدوقيين أن الله, لمـا أشار عـن نفسه لموسى أنـه" إله إبراهيـم وإله إسحـق وإله يعقـوب", فى حين أن هـؤلاء كانـوا قـد تـوفـّوا قبل مئات السنين, إنما عنـى بذلك أنـه:

[ اَلرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ.

 وَلَيْسَ هُوَ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ لأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ ] [ لوقا 20: 37, 38 ]...

فإن كنـّا جميعـًا, أحيـاءً وأمـواتـًا, ننتمـى إلى الله ونحيـا لـه, أى نحيا بعلاقتنـا به, يعنـى أننـا لا نـزال به على عـلاقة بعضنـا لبعـض...

 

وقـد ظهـرت محبـّة الله انـا الأقـوى مـن الموت هـذه, بأجـلى بيـان, فى يسوع المسيح الذى شاركنـا فى موتنـا ليجعلنـا جميعـًا مشاركين فى قيـامته...

لقـد صارت الكنيسـة, بشكـل خـص , والبشرية كلّهـا, بشكل أعـمّ, جسدًا واحـدًا للقـائم من بين الأمـوات والحىّ إلى الأبـد...

ومن المسيح الرأس تسرى الحيـاة فى أعضـاء الجسد كلّـه, أحيـاء أم راقـدين, ولا قـدرة للمـوت أن يفصلهم عنـه:

[ خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي اَلَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ اَلْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ ] [ يوحنا 10: 27ـ 30 ]...

 

[ فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اَللهِ اَلَّتِي فِي اَلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا] [ رومية 8: 38, 39 ]...

 

[ لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَعِيشُ لِذَاتِهِ وَلاَ أَحَدٌ يَمُوتُ لِذَاتِهِ. لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ. لأَنَّهُ لِهَذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ ] [ رومية 14: 7ـ 9 ]...

 

فإذا كان لا قـدرة للمـوت أن يفصـل البشر عـن المسيح الذى صـار رأس البشرية, وعـن المحبـّة الإلهيـة التى تفيـض عليهم مـن هـذا الرأس, فإن لا قـدرة لـه بالتـالى أن يفصـلهم بعضهـم عـن بعـض فى عمـق أعمـاق كيانهم, ولـو أنـه كان, على المستوى البشرى المـألوف, " مفـرّق الجمـاعات"...

 

إنهم لا يـزالون مرتبطـين بعضهم ببعـض طـالمـا أنهم لا يـزالون مرتبطـين بالـرأس...

هـذا ما يتجـلّى خـاصة لـدى إقـامة سر الشكـر, حيث باتحـادنـا بالمسيح بتنـاولنا جسده ودمـه, نلتـقى عـبره بأعضـاء جسده مـن أحيـاء وأمـوات, كما يشير ترتيب الأجـزاء المتـقطـعة مـن القـرابين لـدى التـقدمـة, حيث أن هـذه الأجـزاء, التى تمثـّل الأحيـاء والأمـوات, تحيـط فى الصينيـة بـ

" الحمـل" الذى يمثـّل المسيح...

2 ـ هـل يستفيد الراقـدون جميعـًا من صـلواتنا لأجلهـم؟:

السؤال الثـانى هـو:

هـل أن صـلاتنـا مـن أجـل الراقـدين تفعـل فى كـل الأحـوال فتـقـرّبهم مـن الله, أم أن مفعـولهـا مرتبـط بمـا يتـّخـذونه هـم مـن موقـف؟...

وبعـبارة أخـرى: هـل يسـتفـيد الراقـدون جميـعـًا من صـلواتهم لأجـلهم؟...

 

قـلنا أننـا بالصـلاة نحمـل الله إلى الآخـر, حيـًا كان أم راقـدًا...

إنمـا يعـود لهـذا الآخـر أن يتقبـّل بحـريته الله الذى نحمـله إليـه بالصـلاة, كما أنـه يعـود له أن يتقبـّل الله الذى ننقـله إليه بالتعـليم أو القـدوة أو بمحبتـنا...

وقـد يتقبـّل الآخـر الله الذى يأتيـه عـبرنا أو يرفـضه...

سـر الحـرية لا يـزال قـائمـًا فى الآخـرة كما هـو قـائم فى الحيـاة الحـاضرة...

فإذا تحـجّـر إنسان ما فى رفـضه لله, فهـذا, سواء فى هـذه الحياة أو بعـد المـوت, لا يسعـه أن يتقبـّل الله الذى نحـاول أن ننقـله إليـه بصـلاتنا...

هـذا الموقـف الرافـض لله فى العمـق هو ما سمّاه الإنجيـل " التجـديف على الروح القـدس" حيث قال:

[ لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا اَلتَّجْدِيفُ عَلَى اَلرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ.

 وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى اِبْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى اَلرُّوحِ اَلْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا اَلْعَالَمِ وَلاَ فِي اَلآتِي ] [ متى 12: 31, 32 ]...

لا يُغـفـر له لا لشئ سوى لأنـه بالضبـط غـير منفتـح إلى الغُـفـران...

 

ولكـن مـن هـو المصـرّ على رفـض الله؟...

لا نـدرى...

وهـل سوف يبقـى إنسان ما رافـضـًا للـه إلى الأبـد؟...

لا نـدرى...

مـن هنـا صـلاتنا إنمـأ تـُرفـع عـن جميـع الراقـدين بـدون استثـنـاء...

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

" كيف يستفـيد الراقـدون مـن صـلواتنا؟ وهـل تساعـدهم حتى بعـد أن رقـدوا فى التقـرّب من الله؟"

 

أولاً: كيف يستفـيد الراقـدون من صـلواتنا؟:

 

إن فـاعليـة صـلواتنا من أجـل الراقـدين تستنـد إلى الأساسين التـاليين:

1 ـ اشتراكنـا فى شفاعـة المسيح:

إن الوحيـد الذى يمكنـه أن يقـرّبنـا من الله, إنما هـو الرب يسوع المسيح, لأنـه صـار بتجسده جسرًا بين الله والإنسان...

ذلك, وهـو الإلـه, اتـّخـذ البشر كـلّهم فى إنسانيته فصـار مَعْـبَرًا لهم إلى الله:

[ لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اَللهِ وَاَلنَّاسِ: اَلإِنْسَانُ يَسُوعُ اَلْمَسِيحُ ] [ 1 تيموثاوس 2: 5]...

من هنـا فإنـه يشفـع بهم لدى الله, كما يقـول الرسول بولس:

[ مَنْ هُوَ اَلَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ اَلَّذِي مَاتَ بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً اَلَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اَللهِ اَلَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا! ] [ رومية 8: 34 ]...

لكننـّا بالإيمـان اتحـدّنا بيسوع المسيح وأصبحنـا نـؤلّف " جسده أى الكنيسة":

[ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ اَلْمَسِيحِ وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَاداً ] [ 1 كورونثوس 12: 27 ]...

فقـد صـرنا أيضـًا من جـراء ذلك , مشاركين فى وساطتـه وشفـاعتـه...

بالتـالى أصبـح بإمكاننـا أن نصـلّى ـ معـه ولـه ـ بعضنـا من أجـل بعـض, عـالمين بأن صـلاتنـا هـذه, بـه تبلّـغ إلى الله...

2 ـ كوننـا بـه موصـولين بعضنـا ببعـض:

بمـا أننـا نؤلّـف كلّنـا جسد المسيح, أى الكنيسة , فنحـن بـه متحـدون بعضـنا ببعـض, أعضـاء بعضـنا لبعـض, وكمـا أن الحيـاة التى تسرى فى عضـو عـضو مـن أعـضـاء الجسم تمتـد منـه لتنشط باقى الأعـضاء,...

كـذلك فإن حيـاة المسيح التى تسرى فى كـلّ منّـا يمكنهـا لأن تمتـدّ عـبّرنا إلى سوانـا بالمسيح يسوع ربنـا...

 

إننـا عـندمـا نصـلّى, يكـون المسيح فى وسطنـا, ليس فقـط من أجـل انفسنـا فقـط, بـلّ مـن أجـل كل الـذين نحـن موصـولون بهم, أى مـن أجـل اعضـاء جسد المسيح, الذيـن هم المـؤمنـون بنـوع أخـص, ولكـن البشر كلّهم بشكـل أعـمّ, لأنهـم كلّهـم مـدعـوّون جميعـًا إلى الانضمـام إلى جسد المسيح, لأن المسيح جـاء ليخلّص العـالم كلّه...

 

ثم أن هـذه الصـلة العـضوية لا تجمعنـا بالأحيـاء فقـط, بـلّ وبالراقـدين أيضـًا, لأن المـوت, وإن فـصلنـا بالظـاهـر بعضنـا عن بعـض, إلا أنـه لا يقـوى على فصـلنـا عـن المسيح:

[مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ اَلْمَسِيحِ؟... فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اَللهِ اَلَّتِي فِي اَلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا] [ رومية 8: 35, 38, 39 ]...   

من هنـا أننـا بالمسيح لا نـزال متصـلين لا بالأحيأء وحسب, بـلّ وبالأمـوات أيضـًا من إخـوتنا...

 

ثانيـًا: هـل نساعـدهم, حتى بعـد أن رقـدوا, فى التقـرّب من الله؟:

أن صـلاتنا, من شأنها , كما رأينا , أن تمد إخواتنا بحياة الله التى نستمدّها, بالصـلاة, من الرب يسوع المسيح, كى ننقـلها إليهم...

وقـد رأينا أن هذه الحياة تنتـقـل منّـا لا إلى أخـوتنا لحياء فقـط , بل إلى أخوتنا الأمـوات أيضـًأ...

ولكـن, هـل بإمكانهم أن يفتحـوا القلب إليها؟...

هـذا ممكن, حتى بعـد الموت, إذا ما بقى هـذا الراقـد يلتمس الله بالروح التى بقيت منه بعد موته, والتى تختصـر وتختزل محمـل كيانـه, والتى تخلد بفـضل حبّ الله, وتحييهـا, كما بين القديس غريغوريوس بالاماس, الطاقات الإلهية غير المخلوقة فى غياب وتلاشى قواها الطبيعية, من جسدية ونفسية, التى دمّـرها الموت...

فهـذه الروح الخالدة بدعـوة الله قد تكـون لا زالت طالبـة الله ومملتمسة إيـاه, مستجيبـة لنـداء حبّه...

الكنيسة تعلّم أن العـديد من المؤمنين:

[ لأَنْ لَيْسَ اَلَّذِينَ يَسْمَعُونَ اَلنَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اَللهِ بَلِ اَلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.

لأَنَّهُ اَلأُمَمُ اَلَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ اَلنَّامُوسُ مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي اَلنَّامُوسِ فَهَؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ اَلنَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ

الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ اَلنَّامُوسِ مَكْتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ شَاهِداً أَيْضاً ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً

فِي اَلْيَوْمِ اَلَّذِي فِيهِ يَدِينُ اَللهُ سَرَائِرَ اَلنَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ اَلْمَسِيحِ] [رومية 2: 13 ـ 16 ]...

فالذين عاشوا فى حياتهم الأرضية, وهم يسعـون إلى الله, وماتوا وهم على هـذا السعى, فى توبة إليه, أى فى اتجـاه صميم نحـوه, ولكنهم لم يبلغـوا إلى حـد ترسيخ هـذا الاتجـاه إليـه بحيث يصبـح كليـًا ونهـائيـًا, بـلّ بقـوا إلى حـد ما متأرجحين بين الله وبين أهـواءهم...

هـؤلاء سعـوا بإخـلاص إلى العـرس السماوى ولكنهـم لم يرتـدوا بعـد لبـاس العـرس البهـىّ, عليهـم تنطبـق هـذه الكلمـات التى  تُنشـد فى خـدمة

" الختن" فى بـداية اسبوع الآلام:

" إننى أشاهـد خـدرك مُزيّـنـًا يا مخلـصى, ولست أمتلك وشاحـًا للدخـول إليه... فأبْهـِجْ حـلّة نفسى, يا مـانح النـور, وخلّصنـى"...

 

إن إيمان الكنيسة الأرثوذكسية فى عقيدة الصـلاة على , ومن أجل الراقدين, عقيـدة راسخـة...

إنهـا طقس من طقـوس الكنيسة وليس سرًّا من أسرارهـا...

لأن للأسرار الكنسية مفـاعيلاً لا تتم ولا تـفـيد إلا المؤمن الحى...

 

إن من واجب الكنيسة أن تصلّى لأجـل الجميع حتى الذين سبق رقـادهم,  ومن حق الله أن يتقبّـل هـذه الصـلوات أو يرفضهـا...

ومن الذى أعلمنا أن صـلواتنا هـذه عـن نفـوس منتقـلة لن تكـون مقبـولة أمـام الله حتى لا نرفعـها؟...

إننـا نكـون مقصـّرين نحـو هـذه النفـوس لو لم نطلب عنهـا ومن أجلهـا, ولكن لن نجـازى من الله على أننـا صلينا لأجـل نفس منتقـلة!!!.

إن الكنيسة تصـلى من أجـل نيـاح نفوسهم أى راحتهم فى أحضـان آبائنـا القـديسين إبراهيم واسحق ويعقـوب [ لوقا 16: 13, 22]...

حيث موضـع الخضـرة [ مزمور 23: 12, نشيد الأنشاد 1: 16]...

وما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر [ 1 كورونثوس 2: 8, 9]...

إذ لا يكـون موت لعبيـده بل انتقـال [ يوحنا 5: 24,  13: 1, 1يوحنا 3: 14, كولوسى 1: 13, عبرانيين 11: 5]...

لهـذا فنحـن نطلب مصـلين إن كان قـد لحقهم توانٍ أو تفـريط كبشر وقـد لبسوا جسدًا فى هـذا العالم [ خروج18: 4, 20 ـ رومية 5: 14, أفسس 4: 26, 1يوحنا 2: 1, كولوسى 15: 34, أعمال 3: 19, 22: 16 ]...

لأنـه ليس أحـد طاهـرًا من دنس ولـو كانت حياتـه يومـًا واحـدًا على الأرض [ 1 يوحنا 5: 7, يوحنا 8: 27, 1 تيموثاوس 5: 24, 2 بطـرس 1: 29, 1بطـرس 4: 18 ]...

 

إن الكنيسة كأم ترافق أولادهـا من بداية مسيرتهم مع الله إلى نهايتها...

تقـدم الاستنارة لكـل إنسان آت إلى الإيمان بالمعمـودية والتعليم, وترافقـه فى فـترة غـربتـه على الأرض , وتقـدّم لـه كل وسائـط النعمـة والأسرار حتى يتكلل بالبـر فى النهاية...

وترافقه أيضـًا فى لحظـات انتقـاله وتؤازره بصـلواتها حتى يأتى إلى مستقـرّه الأخـير...

إنها لم تكف ولن تكف على أن تصـلى لأجـل أولادهـا لأنها كـام تشعـر بمسئوليتها عـنهم جميعـًا...

 

وكما أن كل إنسان سيقف أمام كرسى المسيح ليـدان عن كل ما فعـل فى الجسد خـيرًا كان أم شرًا, فإن الكنيسة تطلب الرحمـة والرأفـة من قِبـَل الرب الرحيم, لأنه لا يستطيـع أحـد أن يتبرر أمـام الله إن لم تـدركـه مراحمـه...

من أجـل هـذا تطلب الكنيسة قائـلـة:

" هب لهم خـيرات مواعيـدك ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر ما أعـددته يا الله لححبى اسمك القـدوس, لأنـه لا يكـون موت لعبيدك بل انتقـال, وإن كان قـد لحقهم توانٍ أو تفـريط كبشر وقـد لبسوا جسدًا وسكنوا فى هـذا العالم فأنت كصـالح ومحب البشر اللهم اغـفر لهـم. عبيـدك المسيحيين الأرثوذكسيين الذين فى المسكونة كلهـا من مشارق الشمس إلى مغاربهـا ومن الشمال إلى الجنوب كل واحـد باسمـه وكل واحـدة باسمها يا رب نيحهم واغـفـر لهـم"...

 

أن أجساد المؤمنين التى تصـلّى عليها الكنيسة هى أجساد قـد تم تدشينها فى أسرار الكنيسة المقـدسة, فالمعمودية جعـلت من الإنسان ابنـًا لله, والميرون جعـل هـذا الجسد هيكـلاً للروح القـدس, وسر الإفخارستيـا أعـطى لهـذا الجسد أن يكـون شريكـًا لجسد المسيح له المجد ذاتـه...