| ازجال واشعار | 
|  | الخطيئة والوثن 
 دوري مع الإعصار ! يا قطعان ! ضيعك الرعاة ! وأبكي ربيعاً مات .. مات ! وتهيأي للمسلخ المشؤوم تهدر فيه زاكية الدماء .. من القرون الخاليات ! من يوم أنشب آدم المغدور في حواء ناباً يغتذي من لحمه المغبون ينهل من دماه ! ويظل يؤمن أن في صلب الخطيئة هادر ينبوع أسرار الحياة ويهز صوت الله أركان الوجود : 
 اليوم تفقد جنتي ! فاخرج يرافقك الشقاء 
 مدى رحيلك في يباب الأرض .. 
 خلفك موصد عدني ، وأمسك لن يعود !! 
 دوري مع الإعصار ! يا قطعان ! ضيعك الرعاة ! 
 وابكي ربيعاً مات .. مات ! من يوم شاء الله أن تهوي يدا قايين ، قاتلتين ، غائصتين في الدم ، في الحياة ويروح يصرخ من وراء السدل في عسف الطغاة .. الأغبياء من الطغاة 
 - قايين ! يا قايين ! أين مضت بهابيل خطاه ؟! 
 أذهب ! يرافقك الشقاء .. جزاء فعلتك الحرام ! قدر عليك السهد المبرح والسقام وتند عن أرض الخلود العاهرة صرخات بقيا اللحم والدم والعظام ! الشلو أقسم لن ينام ! الشلو أقسم .. لن ينام ! ! .. 
 
 الرب (راع) ! 
 مازال يرمقه الملايين الرعاع يتعبدون ويرفعون له الذبائح والقرابين البريئة ، يسجدون الليل .. حتى منتهاه 
 ماذا وراء الصمت تكتم يا إله ؟! 
 ويضج إعصار الحقيقة بين أغلال تصفده بها الأوهام ، غادرة الجموح ، غبية التيار نادمة المصير ! 
 لا سر في صمت الإله !! 
 لا شيء غير الجوع والحرمان والطوفان ، يجتاح القرى السوداء .. يكتسح العبيد الضاربين بلا وجوه ، يحملون جبال صوان على الأكتاف ، داكنة النجيع يحز فيها النير مذ كانت وتنهشها الضباع ! والرب (راع) مازال يعبده الملايين الرعاع ! .. والمؤمنون الآبقون ، وجوههم للات ترنو في خنوع أبله ، قطعانهم في الرمل تزحف .. هاربين من الضياع إلى الضياع !! 
 
 ـ الليل في النزع الأخير ! ونساؤكم يبكين في صمت مرير يبكين في جوع وحرمان ، يبوخ الطين من زفزاتهن البكم ، يحترق الحصير طالت سنون الجدب . والأهرام تلتهم الرجال ! خوفو يموت .. فشيدوا قبراً يعيش به الزوال ! وتهيأوا للجوع ، للقمل السعيد ، وللسياط ، تئز حانقة بأيدي الثائرين على الفناء العائشين على الفناء ، الخالدين على الفناء ! لا كانت الأطفال ! حتى تنجب ابن الشمس طفلاً لا يموت ! هبوا فإن الليل في النزع الأخير والشمس صمت . وابنها ، خوفو المدلل بات في النزع الأخير . 
 يا نمل بابل أن في مولاكمو شوقاً لأسرار السماء ! ستشيدون سبيل مولاكم لأبواب السماء بيعوا حلي زوجاتكم جزوا غدائرهن نجدلها حبالاً أو سياطاً أو مشانق للعصاة الأشقياء واستسلموا للريح أن هدمت عرائشكم ، وقصفت الكروم الخضر .. إن الله يرزقكم غداً من عنده الخير الكثير ! وإذا استباح الداء آلافاً من الأطفال فاستلقوا على أعتاب برجكم العتيد ، وعزّموا ، تحمل نساؤكم توائم .. أن ربكمو على كل قدير !! 
 سميح القاسم | ||||||||||||||||||||||||||||||