صلب المسيح |
|
الفصل الثاني: المغفرة في الإسلام
رأينا فى الحديث عن المغفرة فى المسيحية أنها ترتكز على أن الله رحيم غفور، وبرحمته خلص آدم وبنيه من الموت ففتح لهم باب الفردوس وخلصهم من نار جهنم، والإسلام يشهد لذلك كما سنرى: أولاً : الله رحيم غفور سورة الزمر: (آية 53) "إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" الإمام الغزالى: يقول عن رحمة الله "رحمة الله تامة وعامة أما عمومها فمن حيث أنها شملت المستحق، وعمت الدنيا والآخرة" (المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى ص23). ويقول الإمام الغزالى أيضاً: عن كون الله غفاراً "الغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح. والذنوب من جملة القبائح التي سترها بإرسال الستر عليها فى الدنيا، والتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة" (المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى ص 66). رأينا من خلال ما اقتبسناه هنا صفة الرحمة الغافرة في الله سبحانه. وسنرى كيف أن هذه الرحمة الغافرة تستلزم تخليص الإنسان من العقوبات الواقعة عليه. ثانياً: خلاص آدم وبنيه الواقع أن الإسلام يشهد أن رحمة الله الغافرة قد دبرت عودة الإنسان إلى الجنة، كما سنرى مما يلي: 1- عودة آدم وبنيه إلى الجنة: سورة الصف: "يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار" فيوضح أن من عمل المغفرة عودة آدم إلى الجنة التي طرد منها. 2- الخلاص من نار جهنم : سورة آل عمران : "وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها" ويفسر ذلك الإمام النسفى بقوله: "وكنتم مشرفين على أن تقعوا في نار جهنم فأنقذكم منها" (تفسير النسفى ج 1) يا لها من رحمة غافرة تلك التي عفت عن الإنسان وسامحته وأرجعته إلى ما كان عليه قبل الخطيئة.
موجز الباب الثالث (المغفرة )
|