صلب المسيح

مقدمة

 جرثومة الخطيـة

     في المسيحية

     في الإسلام

 حكم العقوبـة

     في المسيحية

    في الإسلام

 هبة الغفـران

     في المسيحية

     في الإسلام

خاتمة

عودة للرئيسية

الباب الأول

جرثومة الخطية

 الفصل الأول:   في المسيحية

الفصل الثاني:   في الإسلام

 الفصل الأول:

جرثومة الخطيـة من وجهة النظر المسيحية

 "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع"  (رومية 5 : 12)

      الخطية هي الجرثومة التي أفسدت البشرية بأجمعها، وهي العامل الأساسي في موضوع صلب المسيح. ولكن كيف دخلت الخطية إلى العالم؟ وكيف اجتازت إلى جميع الناس؟

      ولإيضاح ذلك يلزمنا أن نتكلم عن: خطية آدم، وخطايا ذريته، أي خطايا البشرية كلها. وسوف نوضح ذلك أولا من وجهة النظر المسيحية ثم نتناولها من وجهة نظر الإسلام. 

 

أولا: خطية آدم

     يقول بولس الرسول "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم" (رومية 5: 12) 

   من هو هذا الإنسان الذي به دخلت الخطية إلى العالم؟ إنه الإنسان الأول أبونا آدم الذي بواسطته دخلت الخطية إلى العالم.

     ولتوضيح كيف دخلت الخطية إلى العالم عن طريق آدم يحسن الرجوع إلى الكتاب المقدس وقراءة الإصحاحات الأولى من سفر التكوين فسترى كيف خلق الله آدم وحواء في حالة البر والقداسة، أي على صورته الإلهية البارة المقدسة، ثم وضعهما في جنة عدن وأوصاهما أن يأكلا من شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر إذ قال لآدم "يوم تأكل منها موتاً تموت" (تكوين 2 : 17). 

    وبالرغم من هذا نجد أن الشيطان يغرى حواء فتأكل وتعطى زوجها أيضاً "فأخذت من ثمرها وأكلت ، وأعطت رجلها أيضاً فأكل" (تكوين3: 6)

    وهكذا أخطأ آدم إذ عصى وصية الله وأكل من الشجرة وهكذا دخلت الخطية إلى العالم.

 

ثانياً: خطايا ذرية آدم

     يقول بولس الرسول "وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رومية5:12). في الواقع أنه بخطية آدم ، أصبحت الخطية ميلاً طبيعياً في البشرية كلها، وانتشرت جرثومتها في دمائهم فانزلقوا في الشر والإثم لهذا يقول الكتاب "ليس بار ولا واحد، الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (رومية3: 10) هذا هو الوضع المذري الذي وصلت إليه البشرية، فالناس ينطلقون وراء شهواتهم الجسدية، ووراء محبة العالم، وحب الاقتناء، وحب الذات، والبعد عن الله. والمصيبة الكبرى أنهم لا يرون في ذلك خطأ، بل يعتبرونه أمورا طبيعية. وينظرون إلى من يعيشون مع الله على أنهم متخلفون يعيشون في عصور الجاهلية.

      وحتى الأشخاص المتمسكين بالدين يعيشون صراعا رهيبا داخليا إذ يجدون ميلا داخليا يشدهم إلى الخطية. فمن أين جاء ذلك الميل الشرير؟ إنه بالتأكيد فيروس الخطية الذي ورثه الإنسان من أبويه آدم وحواء الملوثين بميكروب الخطية.

  

ثالثاً: خطايا الأنبياء

      هل تظن يا عزيزي القارئ أن الأنبياء قد نجوا من جرثومة الخطية هذه؟ كلا فالدماء البشرية كلها ملوثة أو كما قال الكتاب المقدس "إنه ليس بار ولا واحد" (رومية3: 10)

والأنبياء أيضاً إذ أنهم من ذرية آدم فقد ورثوا فيروس الخطية وسقطوا هم أيضاً فيها. ويذكر الكتاب المقدس لكل نبي خطاياه. ودعنا نورد بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- إبراهيم الخليل:

     لقد كذب أبونا إبراهيم عندما قال عن امرأته أنها أخته حتى لا يعرض نفسه للموت.   (تكوين في إصحاحات: 12 و20)

2- موسى النبي:

أما موسى النبي فقد قتل المصري الذي كان يتشاجر مع الإسرائيلي وعندما عرف أن فعلته قد كشفت فر هاربا إلى برية سيناء. (خروج اصحاح2)

3- نوح صاحب الفلك:

     ولقد سكر نوح بالخمر وتعرى. (تكوين 9)

     ويعوزنا الوقت لو ذكرنا لكل واحد خطاياه العديدة.

      من هذا يتضح لك أيها القارئ العزيز وجهة نظر المسيحية في جرثومة الخطية فقد أصابت أولا آدم وحواء ثم ورثها الجنس البشري كله.