صلب المسيح |
|
الفصل الثاني: عقوبة في الإسلام رأينا في الفصل السابق موقف الله من الخطية كما توضحه المسيحية وسنرى في هذا الفصل موافقة الإسلام على ذلك . أولا:الله حاكم عادل 1- سورة الرعد: (آية 41) "الله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب". 2- سورة النحل: (آية 90) "إن الله يأمر بالعدل" 3- الإمام الغزالى : (وهو من أشهر أئمة الإسلام، توفى سنة 505 هجرية) قال "هو الحاكم القاضي الذي لا راد لقضائه ، ولا معقب لحكمه، ومن حقه في حكم العباد ، إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم …وهو العادل الذي يصدر منه فعل العدل ضد الجور والظلم" (كتاب المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ص 55 ، 60)
الفصل ثانيا عقوبة الخطية في الاسلام يتفق الإسلام أيضا على أن عقوبة الخطية وهي: 1- الموت الروحي: (الطرد من الجنة) سورة طه: "فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى . فأكلا منها ( إلى قوله ) فعصى آدم ربه فغوى (إلى قوله) قال إهبطا منها جميعاً). ففي حين أن الله يخاطب آدم وحواء وهما مثنى بقوله (اهبطا) تراه يتكلم فى نفس الوقت بصفة الجمع فيقول (جميعاً)، وقد فسر ذلك: الإمام البيضاوى بقوله: "جمع الضمير لأنهما أي آدم وحواء أصلا الجنس، فكأنهما الإنس كلهم". ووضح ذلك أيضا: الإمام النسفى: فى تفسير الآية التي وردت فى سورة البقرة عن طرد آدم أيضاً "وقلنا إهبطوا بعضكم لبعض عدو". قال: "رغم أن الله يخاطب آدم وحواء لكنه يكلمهم بصيغة الجمع فى قوله (إهبطوا) وأضاف قائلا: "المراد هما: أي آدم وحواء وذريتهما ، لأنهما كانا أصل الإنس ومتشعبهم، جعلا كأنهما الإنس كلهم، ويدل عليه قوله تعالى ( اهبطا منها جميعاً" [تفسير الإمام النسفى جزء 1] . من هذا نرى أن عقوبة الخطية هي الموت الروحي وهي أيضا:
2- الموت الأدبي: (أي الخزي والعار) وتشمل عقوبة الخطية أيضا الخزىَ والعار اللذين يلحقان بالإنسان الخاطئ في هذه الدنيا أيضا، وفي هذا يقول القرآن في: سورة الزمر (26): "فأذاقهم الله الخزىَ في الحياة الدنيا ولَعذاب الآخرة أكبر". ويعلق على هذه الآية العلامة: الشيخ عبدالله يوسف علي قائلا:"غالبا ما تثمر الخطيئة خزيا وعارا في هذه الدنيا، ولكن العقوبة الأكبر هي في الآخرة" (ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية ص 1188) من هذا نرى عقوبة الخطية بالخزي والعار، بقي أن نستعرض أيضا شهادة القرآن لعقوبة الموت الأدبي للخطية فيما يلي:
3- الموت الأبدي: (أي الطرح فى جهنم). سورة الجن: "ومن يعصى الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدين فيها أبداً" واضح من هذه الآية أن من يعصى الله عقوبته نار جهنم وقد مر بنا فى سورة طه: (وعصى آدم ربه فغوى) فحيث أن آدم قد عصى ربه، فإن الحكم عليه هو الطرح فى نار جهنم. وهكذا الحال مع كل من يخطئ، كما يتضح من السورة الآتية: سورة البقرة: "من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فألئك أصحاب النار" وقد مر بنا فى الباب السابق أن البشرية كلها قد أخطأت فلهذا قد استحقت نار جهنم كما يتضح أيضاً من السورة الآتية : سورة مريم: "وإن منكم إلا واردها (أي جهنم) كان على ربك حتماً مقضياً. فمن هذا يتضح أن آدم وبنيه إذ اخطأوا استحقوا نار جهنم. هذا هو الموت الأبدي. وذلك إلى جوار الموت الروحي والموت الأدبي، كما رأينا هذه الأرضية المشتركة بين العقيدة المسيحية والعقيدة الإسلامية.
موجز الباب الثاني (العقوبة)
|