صلب المسيح

مقدمة

 جرثومة الخطيـة

     في المسيحية

     في الإسلام

 حكم العقوبـة

     في المسيحية

    في الإسلام

 هبة الغفـران

     في المسيحية

     في الإسلام

خاتمة

عودة للرئيسية

الباب الثالث

هبة الغفران

 الفصل الأول:   في المسيحية  

الفصل الثاني:   في الإسلام

 الفصل الأول:

المغفرة في المسيحية

 

   رأينا فى الباب السابق موقف الله الحاكم العادل من الخطاة، فإنه ينزل بهم العقاب الشديد الذي هو الموت الروحي والأدبي والأبدي.

هذا من جانب العدل الإلهي ولكن لابد أن نضع في الاعتبار أن من صفات الله الرحمة أيضا، فما هو عمل الرحمة إذن. أليس من عمل الرحمة المغفرة؟ بلا. فإن من عمل الرحمة الإلهية أن تعطي المغفرة للإنسان الخاطي. وهذا ما نريد أن نوضحه فيما يلي:

 

أولاً:الله رحوم غفور

     فالرحمة هي صفة من صفات الله وقد وضحها الكتاب المقدس بآيات عديدة نكتفي بالآية الآتية :

"الرب إله رحيم رؤف ..غافر الإثم والمعصية والخطية "(خروج34: 6- 7).

      ومعنى هذا أنه لابد وأن الله يرحم الخطاة ويخلصهم من العقوبة التي حكم بها عليهم بسبب خطاياهم، أي لابد أن يخلصهم من عقوبة الموت.

وهو ما سنتكلم عنه فى النقطة الآتية :

  

ثانياً : خلاص آدم وبنيه

      يوضح الكتاب المقدس  أن الخلاص هو من عمل الرحمة الإلهية بقوله أن الله "بمقتضى رحمته خلصنا "(تيطس 3: 5). وهذا الخلاص لابد أن يشمل:

 

1- رد آدم وبنيه إلى الفردوس: 

    فقد كان الحكم على آدم وبنيه بالطرد من الجنة، ولكن بناء على رحمة الله وغفرانه لابد أن يسمح له بالعودة إلى الفردوس مرة أخرى. لذا نرى السيد المسيح يقول للص اليمين الذي صلب معه "اليوم تكون معي فى الفردوس" ( لوقا 23).

ويقول الوحي الإلهي على لسان يوحنا الرسول "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي فى وسط فردوس الله " ( رؤيا 2: 7 ).

     فمن هذا يتضح أن الله برحمته سمح للبشرية أن ترجع إلى الفردوس مرة أخرى.

 

2- الخلاص من جهنم :

   وأيضاً كان الحكم على آدم وبنيه بالطرح فى نار جهنم إلى الأبد. ولكن المغفرة تستدعى أن الله يخلصهم من هذه النار، ويعطيهم حياة أبدية سعيدة لذا يقول الكتاب "أجرة الخطية هي موت، أما هبة الله فهي حياة أبدية " (رو6: 23).

 هذه هي العقيدة المسيحية من جهة مغفرة خطايا آدم وبنيه وهم البشرية جمعاء، والمغفرة كما سبق أن أوضحنا تشمل رفع حكم الموت عنهم والسماح لهم بالعودة إلى الفردوس المفقود وإلى ملكوت السموات.