الخضوع ومشيئة الله
القمص زكريا بطرس
"لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين
الكائنة هي مرتبة من الله، حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله
والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة"
(رو1:13ـ2)
تمهيد
الحياة الروحية سواء في نشاطها الداخلي أو الخارجي تحتاج إلى ضمير صالح
للتصرف الحسن في كل شئ. (عب18:13).
وهذا الضمير يحتاج إلى ميزان حساس لقياس الدوافع والأهداف والأسلوب الذي
يؤدى به العمل الروحي. ولعل موضوع (الخضوع ومشيئة الله) هو أحد هذه
المعايـير الحساسة لفحص الضمير كما يتبين من هذه الدراسة.
ودراسة هذا الموضوع لها أهمية قصوى، لأن البعض استعاضوا عنه بمبدأ "ينبغي
أن يطاع الله اكثر من الناس". (أع 5:29) ظانين أن هذه الآية تلغى مبدأ
الخضوع للسلطة، ولكن المتأمل في هذه الآية يدرك أنها لا تنفى ذلك، فهي لم
تقل (ينبغي أن يطاع الله لا الناس) ولكنها تعطى الأولوية والأفضلية لطاعة
الله متى تعارضت معها مطالب الطاعة للناس.
فكيف إذن نوفق بين طاعة الله وطاعة الناس؟ ومتى وكيف نحقق مطلب هذه
الآية؟
هذا ما سوف نتعرض له أيضا في هذه الدراسة التي أرجو أن تكون سبب بركة
لحياة الكثيرين بصلوات
حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وبلاد المهجر
|