دراسة تطبيقية فى  الإصحاح الثانى والثالث  من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) نرجــــس الـــــوادى

2) محــــبـة شــــديـدة

3) قمــــة الحـــب السماوى

4) تجـــــربة قــاســـية

5) حــبيــــى لــــــىَّ

6) الفتــــــور الروحـــى

7) الطالـــــعة من البــرية

8) تخــــــت ســــليمان

9) هــــــودج المـــــلك

10) المــــــلك المتـــوج

11) مراجــــعة عامـــــة

12) خــاتــمـــــــــة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الطالعة من البرية



" من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان ..
معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة [ مسحوق عطرى ] التاجر... " 
(نش 3 : 6)
" من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها " 
( نش 8 : 5)

هذه هى المرة الأولى فى الإصحاح الثالث التى يتكلم فيها ملائكة السماء كأصدقاء العريس مترنمين منشدين للعروس القائمة مع عريسها قائلين : من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها .. فبعد أن دخلت بالعريس إلى بيت أمها فى الكنيسة المقدسة وتمتعت بحبه وارتوت بحنانه .. فإذ بالملائكة يروها طالعة من برية العالم وصاعدة إلى العُلا كأعمدة دخان .. تماما كما قال الرسول بولس : " وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع " (أف 2 : 6) .. فبرغم أنها لازالت على الأرض تجاهد ، إلا أن مقامها وعنوانها صارا فى السماويات ..
لذا قال القديس يوحنا ذهبى الفم : [ نحن الذين كنا قبلاً غير مستحقين للمجد الأرضى ، نصعد الآن إلى ملكوت السموات ، وندخل السموات ، ونأخذ مكاننا أمام العرش الإلهى .. ]

ولنا فى هذه الطالعة من البرية ، كلمات ثلاثة .. هى :
1) عروس من البرية .
2) نقــاوة داخـلية .
3) معــونة إلهـية .
أولاً : عروس من البريـة 


يقول الرب يسوع مخاطباً عروسه فى سفر هوشع : " لكن هانذا أتملقها وأذهب بها إلى البرية وألاطفها .. " (هو 2 : 14) وما هذه الغربة الذى نحياها إلا برية قاحلة يابسة تسير فيها العروس مستندة على حبيبها .. فيراها ملائكة السماء إذ قد خطبها العريس السـماوى وسـار بها فى دروب البريـة فيتعجَبون بل ويَعجَبون بهذه العروس الطالعة من البرية ...

وقد تكون برية حياتك واحدة من هذه :

1) برية التجارب والأحزان :
لقد كُتِبَ على هذه الأرض التى نزل إليها آدم وحواء .. كُتِبَ عليها : أرض الشقاء .. فهى تماماً كبركة حسدا التى كان بها مرضى ومتعبون كثيرون .. لذا قال الكتاب عن شعب الرب فى برية سيناء : " التجارب العظيمة التي أبصرتها عيناك وتلك الآيات والعجائب العظيمة " (تث 29 : 3) .. لاحظ الارتباط فى هذه الآية بين التجارب العظيمة والآيات والعجائب العظيمة ..

هل تذكر معى يعقوب أبو الآباء وهو هارب من وجه أخيه عيسو ، إذ بات فى برية الأحزان هذه .. ويسجل الكتاب هذا المشهد فيقول : " وصادف مكاناً وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه فاضطجع في ذلك المكان ورأى حلماً وإذا سلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها وهوذا الرب واقفٌ عليها .. " (تك 28 : 11 ـ 13) 

وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية هى خيرُ شاهد على هذه البرية .. فتاريخها المجيد قد لخصته تلك الترنيمة المعبِّرة فقالت :
أم الشـهداء جمـيلة بيــن الشــرفاء نبيلة
عبرت بحر الآلامات حفظت بدماها الحق قويم

2) برية الفقر والهوان :
وهى البرية التى سار فيها آباؤنا القديسون الذين سجل عنهم كاتب رسالة العبرانيين قائلاً : " رُجِموا نُشِروا جُرِبوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض .. " (عب 11 : 37 ، 38) 
بل هى نفس البرية التى سار فيها قبلاً رب المجد يسوع الذى قال عنه الكتاب : " للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما إبن الإنسان فليس له أين يسند رأسه " (مت 8 : 20) 

3) برية الظُلم والطغيان :
وما أكثر الذين ساروا فى هذه البرية خلف الحبيب المصلوب الذى قال عنه الكتاب : " ظُلِمَ أما هو فتذلل ولم يفتح فاه .. كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه " (إش 53 : 7) 

والواقع أنه ما أصعب هذه البرية على النفس البريئة التى تُظلم.. فيوسف الصديق مثال الطهر والقداسة وضبط الغرائز نراه ملقى فى سجن الظلم أكثر من 13 عاماً بتهمة النجاسة والشر .. يا للعجب !! وكاتـب المزمور يشاركه آلام الظلم فيقول : " اذوا بالقيد رجليه في الحديد دخلت نفسه .. " (مز 105 : 18)

4) برية الخطية والآثام :
وما أصعب هذه البرية على النفس التى اختارت العريس السماوى نصيباً ... فتصبح مثل لـــوط الذى قيل عنه : " إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم [ بين الأشرار ] يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة " (2بط 2 : 8) 
كما سار فى هذه البرية أيضاً نـــوح البــار إذ تالم وعانى من هذه البرية أكثر من 100 عام .. إذ قال له الله : " إن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم .. " (تك 6 : 5)
هذه الأنواع وغيرها الكثير من البرارى التى سارت فيها عروس المسيح عبر القرون والأزمان ... لكن برغم ذلك كان لها :

ثانياً : نقــاوة داخلــية

إذ يقول لها ملائكة السماء : " من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان .. معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة [مسحوق عطرى] التاجر... " فسر روعة هذه العروس أنها برغم كونها طالعة من البرية ، لكنها طالعة كأعمدة بخور وليس كدخان خانق .. أساسه الفحم المشتعل الذى يوضع عليه المر واللبان وكل تحويجات العطار .. تماماً كما يقول الأب الكاهن فى أوشية القرابين إذ يرفع البخور على المذبح ويقول :
[ أقبلها إليك على مذبحك المقدس الناطق السمائى رائحة بخور تدخل إلى عظمتك التى فى السموات بواسطة خدمة ملائكتك ورؤساء ملائكتك المقدسين .. ]
فهذه العروس كانت فى البرية لكنها كانت متصلة إتصالاً وثيقاً بالعريس السماوى فصارت أحاسيسها ومشاعرها طاهرة ومقدسة بسبب ارتباطها بسر القداسة ومنبع الطهارة .. ألا وهو الرب يسوع المسيح .. لذلك فهى معطرة :
1) بالمُــر : لأنها شريكة للمسيح فى آلامه .. كما قال معلمنا بولس الرسول : " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته " (في 3 : 10)
2) باللبان : الذى يرمز لرائحة بخور صلواتها ..
3) بكل أذرة التاجر : وهى أدوات التجميل التى نقتنيها من التاجر الرب يسوع الذى وحده يزين النفس البشرية .. لذا فالكتاب يقول عن النفس التى تتزين بجمال الرب يسوع : " فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز وأكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جداً جداً فصلحت لمملكة " (حز 16 : 13)
ما أحوجنا فى هذه الأيام لمؤمنين يعيشون حياة الطهر والنقاوة فى وسط جيل معوج وملتو يشرب الإثم كالماء .. فتنضبط عيونهم ، ويضع الروح القدس باباً حصيناً لشفتيهم ، فيحبون الأخرين من قلب طاهر .. 
والواقع أن المسيحية هى ديانة القداسـة .. مسيحها معتزاً بالقداسـة .. وكنيستها كنيسة مقدسة بها أسرار مقدسة ، يتناولها المؤمنون فى القداس الإلهى وكـتابها هو الكتاب المقدس ، كتبه أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ، غاية هذا الكتاب العظيم هى : " بل نظير القدوس الذى دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سـيرة " (1بط 1 : 15)
لذا فالقداسة هى مطلب الله الحتمى من أولاده المؤمنين والخدام ، فبدونها لن يرى أحد الرب (عب 12 : 14) .. 
وإذ تحيا العروس فى قداسة ونقاء ، تفيح منها رائحة بخور القداسة فيعرفها العالم ويروا قداسة حبيبها وهى تفيح منها فيعرفون سر قداستها وسط نجاسة العالم ، وأمانتها وسط خيانة الكثيرين ، ومحبتها تجاه جفاء البعيدين ، وجمالها تجاه قبح الخطية ..
أخى الحبيب .. نحـن أولاد الشـهداء الذين ضحـوا بحياتهم رخيصة على مذبح القداسة والطهارة ففاحت رائحة نقائهم وطهارتهم إذ كانت حياتهم معطرة مجملة بكل أذرة التاجر الذى هو الرب يسوع المسيح الذى اشتراهم لنفسه عروس مجيدة .. 
لكن بقى السؤال الهام وهو : أين نحن من هذه النقاوة التى كانت فى آبائنا وأمهاتنا القديسات كالقديسة العفيفة دميانة التى فضلت الموت على الخطية لتحتفظ برائحة طهارتها وعفتها إلى النفس الأخير.. فبقيت عروسة طاهرة للمسيح طلعت من البرية كأعمدة بخور نقى ؟؟

ثالثاً : معونة إلهية
يقول الملائكة : " طالعة من البرية مستندة على حبيبها .." فهى ليست وحيدة فى برية العالم ، لكنها مستندة على عريسها ، وهو سر ظفرها ونصرتها وسعادتها .. وشـعارها : " أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخافُ شراً لأنك أنت معي " (مز 23 : 4) فالمسيح إلهنا إسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا .. معنا معزياً فى غربة هذه البرية ومرشداً فى مفارق طرقها ومشجعاً فى وحدتها ومخاوفها وحارساً من منعطفاتها وأنساً فى وحشتها ..
لذا قال موسى النبى : " لأن الرب إلهك قد باركك في كل عمل يدك عارفاً مسيرك في هذا القفر العظيم الآن أربعون سنة للرب إلهك معك لم ينقص عنك شيء " (تث 2 : 7) 

أخى الحبيب ، تُرى ما هو سندك الذى تستند عليه وأنت فى هذا القفر العظيم ؟ هل هو المال أو المركز أو الأولاد أو العقارات أو العلاقات أو الصحة .. أو .. أو ... أخى ، كلها تبيد والرب وحده يبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تغيرهن فتتغير والرب وحده لن يتغير .. (مز 102 : 26)
إن المسيح هو الشافى الجريح الذى ذُبِحَ على الصليب متألماً ليريحنا ويحملنا .. لذا قال الكتاب : " لأنه في ما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين " (عب 2 : 18)
فحين تستند عليه لن يعوزك شئ ، وإذ تنتظر يمينه فلن يضيع وقت ، بل تتجدد قـواك كما قال الكتاب : " وأما منتظرو الرب فيجددون قوة [ أى لهم القوة المتجددة ] يرفعون أجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون "(إش 40 : 31)

لذا تقول الترنيمة :
يا وديعـة المســيح يا سـاكنة وسـط الصـخور
لا تخـافى من خطــر حاميــكى صخــر الدهور

هل تجعل من هذا العريس مستندك الوحيد وتتعلق به فى برية العالم فلا تزل وتستند عليه فيلذ استنادك وترتمى فى حضنه وحده فيطيب لك الاحتماء ؟؟

يقول قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث :
[ هذه الحياة الطالعة من البرية كأعمدة من الدخان، صاعدة إلى عرش الله .. هى حياة القديسين الذين ملأوا البرية بالصلوات والتسبيحات والألحان .. الذين عاشوا فى البرية المقفرة بدون أى معونة مستندين على حبيبهم .. واستطاعوا أن يقدسوا البرية بصلواتهم وحياتهم.. حتى تحولت البرية إلى سماء ثانية .. يهتف لها أهل السـماء قـائليـن : " من هذه الطالعة من البرية .. " ]
سيدى الحبيب ، ما أصعب البرية بدونك .. وما أمر الحياة حين ارى نفسى وحيداً .. وما أشقى البعيدين عن أحضانك ..
اسمح وتنازل أيها التاجر السماوى وتعال بمرك ولبانك واشعل جمر حياتى بمحبتك فتفيح منى رائحتك الذكية كأعمدة دخان نقى ..
لا تسمح أن يكون لى استناد على غيرك .. أنت ملجأى عز فخرى لا سواك ..
بشفاعة كل قديسيك من تمتعوا برفقتك واستندوا على صدرك فهانت عليهم البرية .. آمين
** ترنيمة :
1) معى فى الطريق يا أعز صديق وفى وسط الضيق بتنجدنى
لما بنــاديك حالاً بألاقـــيك مادد لى يـديك وبتسـندنى
قرار : وتقولى ها أنــــا معك بيمينى ماســكك وبأرفعك
وأنا راعى ليك دوما بأراعـيك وعينىعليك كل الأيام يابنى
2) وقت الآلام بتجـــينى قوام تعطينى سلام وتشجــعنى
باناديك ربى ألاقيك جنـــبى تطـمن قلـبى وبتـرفعنى
3) أدعوك ياحبيب ويا أغلى نصيب كن لىَّ مجيب وقت صلاتى
أرجوك تسمعنىفى ضعفى ارفعنى إلهى شجعنى وسط ضيقاتى
4) بك أنـــا غالب كل التجارب مع المصاعب والعدو مغلوب
كل الأيـــام وعلى الــدوام احتمى فى الدم أيا مصلوب

دراسة تطبيقية :
الطالعة من البرية

** أولاً : ما هى أنواع البرارى التى قد تصادف العروس فى رحلتها فى الحياة حسبما جاء فى أولاً ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
4) -----------------------------------------

** ثانياً : ما هـو المعنى الروحى لقول الملائكة : " كأعمدة من دخان " ؟
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

** ثالثاً : بماذا تعطرت العروس ، وإلى أى شئٍ تشير عطورها الثلاثة ؟ 
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------

** رابعاً : ما هى أوجه الشبه بين استناد العروس على عريسها وبين استناد النفس البشرية على الرب يسوع ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
4) -----------------------------------------

** خامساً : ما هى الأمور التى يريدك الرب أن تتخلى عن الاستناد عليها لتستند على الرب وحده وانت عابر فى برية الحياة ؟ هل يمكن أن تتخذ قراراً عملياً .. دونه .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
** التدريب الروحى للأسبوع :
حفظ آية :
خر 33 : 16
" أليس بمسيرك معنا فنمتاز أنا وشعبك 
عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض .. "
خر 33 : 16
 

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة