دراسة تطبيقية فى  الإصحاح الثانى والثالث  من سفر نشيد الأناشيد

كيف تستفيد من هذه الدراسة التطبيقية ؟

مقدمــــة

1) نرجــــس الـــــوادى

2) محــــبـة شــــديـدة

3) قمــــة الحـــب السماوى

4) تجـــــربة قــاســـية

5) حــبيــــى لــــــىَّ

6) الفتــــــور الروحـــى

7) الطالـــــعة من البــرية

8) تخــــــت ســــليمان

9) هــــــودج المـــــلك

10) المــــــلك المتـــوج

11) مراجــــعة عامـــــة

12) خــاتــمـــــــــة

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

هـــودج المـــــلك


" الملك سليمان عمل لنفسه تختاً [ كرسى العرش ] من خشب لبنان .. عمل أعمدته فضة وروافده ذهباً ومقعده أرجواناً 
ووسطه مرصوفاً [ مرصعاً ] محبة من بنات أورشليم .. "
(نش 3 : 9 ، 10)

يظهر العريس فى هذا الإصحاح الثالث فى مـوكبين : الأول فى الليل حيث يقيم على التخت [السـرير] وسط أولاده المجاهدين الحاملين سيوفاً كما رأينا فى الموضوع السابق ، بينما هنا نراه فى النهار جالساً على التخت [عرشه] .. فتأتى كلمة تخت بمعنى عرش .. وهو الهودج .. أى المركبة الملكية المحمولة على الأكتاف كما كان يفعل الهنود مع زعمائهم قديماً .. 
والحديث بالتاكيد ليس عن الملك سليمان ، بل عن العريس السماوى الرب يسوع المسيح الذى أعد هودجاً فريداً منقطع النظير لتأتى إليه عروسه النفس البشرية والكنيسة التى فداها بدمه لتكون له عروساً مجيدة

ولنتأمل هذا الهودج السماوى فى ثلاث نقاط ، هى :
1) ســـر جلـيل . 
2) عــز أصــيل .
3) شـعور نبــيل .

أولاً : ســر جليـل

يقول الكتاب : " الملك سليـمان عمل لنفـسه تختاً .. " يا تُرى ما هو هذا التخت الذى عمله الرب يسوع لنفسه ؟؟
إنه الجسد البشرى الذى أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم العذراء ... هذا هو الهودج الممجد الذى عمله لنفسه .. لذا يقول كاتب سفر العبرانيين: " لذلك عند دخوله إلى العـالم [ أى فى ميلاد المسيح ] يقول ذبيحة وقرباناً لم ترد [ أى ليس بذبائح أو ثيران أو قربان العهد القديم ] ولكن هيأت ليَّ جسداً " (عب 10 : 5) .. هذا هو التخت المبارك الذى جاء به إلينا رب المجد يسوع .. والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده .. (يو 1 : 14) هذا هو السر الجليل الذى لم يستطع كثيرون أن يدركوه حتى اليوم .. ويتساءلون : كيف يمكن أن يأتى الله فى الجسد ؟ وكيف يمكن أن يكون المسيح إلهاً ؟ 
وهذا التخت مصنوع من خشب لبنان المعروف باستقامته وبطيب رائحته .. كذلك كان مسيحنا فى روعة استقامة سلوكه وطيب رائحة حياته التى جذبت إليه الجميع على مر العصور والأجيال ..
لقد كانت رؤية الله فى العهد القديم حلماً بعيد المنال .. حتى أن نزول الله على جبلٍ كان كافياً لجعل هذا الجبل يدخن ويرتجف جداً (خر 19 : 8) فإلهنا نار آكلة ... لكن برغم أن الله لم يره أحد قط إلا أن الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خَبَرَ (يو 1 : 18) هذا هو التخت الجسدى الذى اتخذه رب المجد يسوع المسيح حتى يمكننا به أن نرى من لا يُرى.. إذ أخلى ذاته آخذاً شكل العبد صائراً فى الهيئة كإنسان ...

ويجمل الرسول بولس الأمر بقوله : " وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد .. " (1تي 3 : 16) نعم ما أعظم وما أجل هذا السر الذى قال عنه أحد الآباء القديسين :
[ الله لما لم يمكننا أن نصعد إليه ... نزل الله إلينا وسُمِىَ الرب يسوع المسيح .. ]

أخى الحبيب ، هل لمع أمام عينيك سر هذا التخت الذى به تصالحنا مع الآب ورأينا مجده ؟؟


ثانياً : عــز أصـــيل

يواصل النشيد سرد مواصفات هذا التخت الملكى فيقول : " تختاً من خشب لبنان .. عمـل أعمـدته فضـة وروافـده [ سقفه ] ذهباً ومقعده أرجواناً .. " وهى نفس المواصفات التى ذكرها معلمنا بولس الرسول عن شخص المسيح تختنا السماوى، إذ قال : " ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسـة وفداء " (1كو 1 : 30) .. هذا هو العز الإصيل فى مسيحنا ، فهو عزٌ نابعٌ من طبيعته ، لم يسبغه عليه أحد .. بل هو يهبه لمن يطلب بإيمان ..

ولنتأمل هذه الصفات .. فهو :

1) كالأرز فى استقامته :
ولقد سبق لنا الحديث عن هذا الأمر فى الكتاب الأول من هذه السلسلة فى معرض حديثنا عن خشب السرو (نش 1 : 17) .. فلقد قيل عنه : " يا معلم نعلم أنك بالاستقامة تتكلم وتعلم ولا تقبل الوجوه بل بالحق تُعلم طريق الله " (لو 20 : 21) 

2) كالفضة فى قداسته :
والفضة فى شدة بياضها ترمز إلى القداسة .. فالأعمدة من فضة .. فبدون القداسة لن يرى أحد الرب (عب 12 : 14) فالعلاقة التى تضيع منها قداسة المسيح ، لا بد أن تنتهى بالخيانة فالمؤمن الحقيقى هو الذى انطبعت على حياته قداسة المسيح فصار يرفض الخطية مفضلاً الموت فى قداسة على الحياة فى نجاسة ...

3) كالذهب فى بـــره :
فهذا التخت قد تغطت روافده أى سقفه بالذهب .. وهو يرمز إلى بر المسيح الذى يغطى المؤمن .. فيراه الله وقد إلتحف بثوب بر الحمل ، فيجده كاملاً بلا عيب ولا دنس .. وما أخطر أن يعتمد الإنسان على بره كالفريسى .. فيرفض الله صلاته ، بل يرفضه هو بالكلية ... لذا قال الكتاب : " لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه لأن بالناموس معرفة الخطية " (رو 3 : 20) أما العشار الذى لم يتكل على بره الشخصى بل على رحمة إلهنا .. فرجع إلى بيته مبرراً دون الفريسى ..

لذا نقول فى صلاة الإجبية فى صلاة نصف الليل : [ وبأعمالى ليس لى خلاص .. ]

4) كالارجوان فى فدائه :
والأرجوان معروف باللون الأحمر .. الذى يرمز إلى دم الفداء الذى به تتغطى أرضية هذا التخت .. ففى صليب المسيح أخذ ما لنا وأعطانا ما له ، كما قال الكتاب : " لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه " (2كو 5 : 21) 

والأرضية ترمز إلى تعاملاتنا مع الناس فى حياتنا اليومية، إذ تصير مقدسة بدم الحمل ، فلا تنطبع علينا معاشرتهم الردية ، بل نؤثر فى الآخرين بفعل دم الحمل الذى يقدس علاقتنا ...

أخى الحبيب ، يقول الرسول بولس فى آية تأملنا هذه : " صار لنا .. " لقد صار المسيح لنا براً وقداسة وفداءاً .. حتى لا نعود نتكل على أعمالنا وعلى برنا بل نتغطى بثوب بر الحمل الرب يسوع فتنطبع فينا حياتنا وسماته ..


ثالثاً : شــعور نبـيل
يختم سفر النشيد هذا الوصف الرائع عن تخت الملك بقوله : " ووسطه مرصوفاً [ مرصعاً من الداخل ] محبة من بنات أورشليم .. " فهو يتحدث عن هذا العريس الذى بذل كل الحب للجميع ، لذا فإن أولاده يبادلونه حباً بحب .. فيأخذ هذا الحب من قلوب أولاده ويرصع بها قلبه ويحفظ دموع توبتهم ومحبتهم فى زق فى قلبه .. 
وهكذا أجد نفسى أنا الخاطئ الشرير .. أجـد نفسـى محفوظاً فى قلب المسيح الذى يحتفظ بمحبتى فى قلبه .. إنها أمور تفوق أمكانيات العقل البشرى .. لقد قال : " قالت صهيون قد تركني الرب وسيدي نسيني .. هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم إبن بطنها حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك هوذا على كفي نقشتك أسوارك أمامي دائماً .. " (إش 49 : 14 ـ 16) 
أخى الحبيب ، أين أنت اليوم من هذا التخت السماوى الذى اتخذه الرب يسوع جسداً وحل بيننا ... ؟؟ هل تتمتع بثوب بره ويطهرك بقداسته وتأتى إليه لتتناول من جسده ودمه الأقدسين غفرانأ لخطاياك ..؟؟ فتبادله الحب بالحب ، فيستقر هذا الحب فى قلبه ويمتعك بمزيد من حبه .. ؟؟ 
إن لم يأخذ هو الحب فمن يستحق أن يأخذه ، وإن لم تبدأ من الآن فمتى ؟ 
حبيب قلبى الرب يسوع .. اشكرك لأنك أفتقرت من أجلى وانت الغنى ، لكى استغنى انا بفقرك .. فصرت لى من الله براً وقداسة وفداءاً ..
نعم صرت لى فأخذت وأتمتع بك فتجد راحتك فى قلبى الذى صار لك ، ولك وحدك ..
اطلب فيضاً جديداً من الحب لجلالك فاحبك واحبك .. فلا يصير للعالم مكاناً فى قلبى إذ ملأته بحبك ..
بشفاعة أمك القديسة مريم العذراء وكل قديسيك الذين ارتووا من نبع محبتك فأحبوك .. آمين
** ترنيمة :
1) أحبك يا آبـــا الآب 3 يامنــبع الحــنان
(أشــدو ربـى لشخصك تدخلـــنى لمجدك
أجثــو أمام عرشــك يا منبــع الحنان)2
2) احبك ربـى يســوع3 وليـس لى ســواك
(أتبـعك ربـى دومــاً أتبـعك بـلا رجوع
أسبح أســـمك القدوس وليـس لى سواك)2
3) احـــبك يا روح الله3 فأنـت لى الحــياة
( تغمــرنى ربـى دوماً تغمرنى بلا حــدود
تمــلأنى بقــوتــك فأنت لى الحــياة)2

دراسة تطبيقية :
هـودج المـلك


** أولاً : ما هى الصفات التى ذكرتها نش 3 : 9 ، 10 عن تخت سليمان ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
3) -----------------------------------------
4) -----------------------------------------

** ثانياً : ما هو المعنى الروحى للقول : " ووسطه مرصوفاً محبة من بنات أورشليم " ؟
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

** ثالثاً : ما هى أوجه الشبه بين تخت سليمان وبين شخص الرب يسوع ؟
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------
1) -----------------------------------------
2) -----------------------------------------

** رابعاً : ما هى أهم صفة من صفات عريسنا الغالى الرب يسوع التى لمعت أمام عينيك وتريد أن يزيد تعلقك بها ؟
----------------------------------------------------------------------------------------------------------

** التدريب الروحى للأسبوع :
1) حفظ آية :
1 يو 4 : 19
" نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً .. "
1 يو 4 : 19
2) المواظبة على الخلوة اليومية .
3) الذهاب للكنيسة ، وممارسة الاعتراف والتناول .
 

___________ التتميم الروحى الأسبوعى __________

الكنيسة

محاسبة النفس

ممارسة التدريب

الصوم

مراجعة آيات

صلاة ارتجالية

الأجبية

الكتاب المقدس

التاريخ

م

خ

ج

ت

ع

ق

 

 

 

 

م

ص

م

ص

م

ص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7

ق = حضور القداس ، ع = اعتراف ، ت = تناول ،  ج = حضور اجتماعات ، خ = خدمة