افتتاحية
الحالة الدينية للأقباط في مصر
يضع مركز حقوق الإنسان المصري لتدعيم الوحدة الوطنية بين يدي القارئ التقرير
السنوي عن الحالة الدينية للأقباط المسيحيين في مصر باعتباره يعبر عن العلاقة
بين الدين والحياة العامة الذي أصبح خلال الثلاثين سنة الأخيرة من أهم
الموضوعات والأحداث التي أصابت المجتمع المصري في ظل أسلمة الدولة وجميع
أجهزتها الذي بدأ في عصر الرئيس أنور السادات والذي قام بإنشاء الجماعات
الإسلامية ، وزايدت الحكومة الجماعات للحصول على أكبر مكاسب سياسية ابتداء من
نشر الكتب التي تهاجم العقيدة المسيحية وشاركتها أجهزة الدولة والمصالح
الحكومية على استبعاد الأقباط من الحياة العامة والتمييز العنصري بين
المواطنين على أساس الدين ووصل الأمر إلى تحالف بعض الأحزاب السياسية المصرية
مع القوى المتأسلمة السياسية في الانتخابات التشريعية للحصول على بعض المكاسب
ويرجع التمييز الموجود إلى أنه بالفعل تم إبعاد الأقباط من الوظائف العليا
بوزارة الداخلية والخارجية والدفاع والتعليم حيث لا يكاد الأقباط يعدون على
أصابع اليد الواحدة في مجموع من يعمل كعمداء الكليات الجامعية ورؤساء أقسامها
ومديري المعاهد العليا والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى الدول
والمجالس المحلية ومجلس الشعب والشورى ، وكذلك الأعضاء المنتخبين في النقابات
العمالية والمهنية والأعضاء المنتخبين والمعينين بمجالس إدارة الشركات قطاع
الأعمال كما خلت الإدارات السيادية مثل المخابرات العامة وديوان رئاسة
الجمهورية من الأقباط وفي مجال الإذاعة والتليفزيون والصحافة لا يوجد رئيس
لأي قناة تليفزيونية أو رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحفية أو رئيس تحرير من
الأقباط رغم أنها جامعة علمية وهناك إذاعة القرآن الكريم بينما خلت جميع
البرامج الإذاعية والتليفزيونية من أي برامج موجهة للمسيحيين .
ومما لا شك فيه أن القوى السياسية في مصر شكلت تحيزا واضحا لجانب واحد من
أبناء الوطن بينما استبعدت الآخر من حيث الدرس والاهتمام ومثل هذا التمييز
أصبح غير مقبولا ونحن على أبواب القرن الواحد والعشرين مما استدعى العمل على
العمل على إعداد هذا التقرير لكشف الحالة الدينية للأقباط المسيحيين في مصر
خلال السنوات الماضية ، وهي محصلة تراكم لسنوات الضباب وتعرف أنه كان
بالصعوبة والإمكان إصدار هذا التقرير في ظروف مغايرة ، ولكن الفكر السياسي
وتنامي حقوق الإنسان يجعل إبراز هذه الظواهر الخاطئة مدخلا لعلاجها بل
والقضاء عليها ومن ثم تؤدي الدراسة العلمية للحالة الدينية للأقباط المسيحيين
في مصر إلى إنارة الوعي الإسلامي بالآخر المسيحي ومشاكله مما يؤدي إلى تدعيم
الحوار والتفاعل الاجتماعي والمشاركة اليومية الواقعية دون تمييز بهدف تعميق
أواصر المحبة بين أفراد المجتمع الواحد بعيد عن الشعارات الفضفاضة وما أطلق
عليه الوحدة الوطنية مما يؤدي إلى إفادة الفكر السياسي وتعديل السياسات
العامة وتنفيذها بما يحقق مطالب وشعور المصريين جميعا بلا تفرقة ولا تميز ولا
شعور بالاضطهاد أو الخوف .
الصفحة الرئيسية |