القسم الأول
مظاهر التمييز ضد الأقباط
كلمة موريس صادق
مدير مركز حقوق الإنسان المصري لتدعيم الوحدة الوطنية
مدخل
عصرنا هو عصر حقوق الإنسان ، وهو الشعار الذي سنحمله ونحن ندخل القرن الحادي
والعشرين . ومع الأسف أن ثقافة حقوق الإنسان في مصر لا تزال تحتاج إلى تدعيم
، كما أن انتهاكات حقوق الإنسان لا تزال عادة سيئة مع مخالفتها للدستور
المصري والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر ، ومركز حقوق الإنسان المصري
لتدعيم الوحدة الوطنية المصرية مركز متميز يهتم بالإضافة إلى حقوق الإنسان في
مصر بتدعيم الوحدة الوطنية المصرية في مواجهة بعض الاتجاهات المضادة ، ويقوم
المركز بعمله في اتجاهين .
الأول : العمل الميداني بالوقوف مع الضحايا الذين انتهكت حقوقهم
والحصول عليها بكل طريق شرعي ممكن ،
الثاني : إجراء أبحاث ودراسات خلال ورش عمل وندوات
وإصدار كتب ونشرات ترسي ثقافة حقوق الإنسان وتؤكد على الوحدة الوطنية وتركز
عقيدة أن الدين لله والوطن للجميع .
ومن خلال هذين الاتجاهين يتخذ المركز كل الوسائل الشرعية الممكنة في الإعلام
والنشر والاتصال لتدعيم دوره وأهدافه ، ويتلقى كل أنواع التدعيم المالي
والمعنوي غير المشروط لكي يقدم خدماته مجانا لكل من يحتاجها . ويشكر المركز
الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية وأسرة
المركز على مشاركته لنا في إعداد هذه الندوة عن دور وموقع المواطنين المصريين
الأقباط في الحياة العامة المصرية وهو أحد اهتمامات المركز بعد أن قام المركز
برصد بعض مظاهر التمييز بين المواطنين بسبب العقيدة الدينية
اولا ظاهرة تغرير الفتيات القصر المسيحيات
بداية هناك مجموعة أو عصابة تعمل على تغرير الفتيات القصر المسيحيات لتغيير
دينهن وإشهار ، وتقوم الشرطة بحماية ذلك بالمخالفة للقانون ، فرغم أن القانون
حدد سن الرشد ب 21 سنة وجاء قانون الطفل لسنة 1996 وحدد سن التصرف للطفل ب 18
سنة يقوم الأزهر بإشهار إسلامهن بمجرد ترديد الفتاة عبارة واحدة بدون أن تعلم
ماهية العقيدة الإسلامية ، ويتم إغراء الفتاة بالزواج والمستقبل السعيد وتردد
على مسامعها أنه إذا أرادت الوصول إلى سعادتها فعليها تغيير دينها فإن المسلم
لا ينكح كافرة وأن الدولة ستحميها . وعقب إشهارها إسلامها يتم إعلانها بأنها
ستكون مرتدة ويحل دمها لو عادت إلى أهلها . وقد وردت للمركز شهادة من القس
يوسف عوض الله راعي كنيسة مار جرجس بصفط ميدوم بالوسطى يشرح فيها انتهاك حقوق
الأقباط على يد رجال الشرطة والثابتة في المحضر رقم 1178 لسنة 1996 في
21/3/1996 أدارى الوسطى ، والخاص بالطفلة ايزيس رزق نوار ، من مواليد شهر
أغسطس 1981 والتي غرر بها لإشهار إسلامها ، واشترك رجال الشرطة وهم العميد
صفاء الدين محمد سالم مأمور مركز الوسطى ونائبه العقيد محمد قصب ورائد طارق
بحر ضابط المباحث وزميله الرائد محمد مراد في مساعدة المواطن كمال أحمد عيسى
وهو مدرس لغة عربية بمدرسة الواسطى الثانوية في اختطاف وتغرير الفتاة
المسيحية ومعه محمد رجب عبد الحليم الموظف بالشهر العقاريكما قام رجال أمن
الدولة المقدم مصطفى حافظ والمقدم إبراهيم المصري بتوجيه الإهانات لرجال
الدين عندما اعترضوا على إسلام الفتاة لأنها قاصر ولا يعتد برأيها خاصة عندما
أعلنت الفتاة أنها تطلب العودة إلى المسيحية . ولما تم عرض الأمرعلى النيابة
العامة أمرت بإيداعها إحدى دور الرعاية الإسلامية بدلا من تسليمها لأهلها -
ويرى مركز حقوق الإنسان المصري للوحدة الوطنية أن إشهار إسلام الفتيات القصر
يعد انتهاكا لحقوق الإنسان ويدين المركز بشدة تصرفات رجال الشرطة لأن إشهار
إسلام الفتاة وهي قاصر تحت إغراء الجنس البغيض والاحتماء بذلك تحت ستار الدين
لا يقبله الإسلام لأن ذلك سيؤدي إلى انهيار الأخلاق والتقاليد ، وخاصة أن
السن من 12-18 سنة هي سنوات المراهقة والتي لا بد فيها من الضغط على الفتيات
لصالح التربية والأخلاق ، والقول بغير ذلك سيؤدي إلى الفساد والخروج عن
الأخلاق ، ولا يقبل المركز أن يكون لرأي الفتاة القاصر اعتبار في هذه الحالة
وفقا للقانون . إن تحقيق المواطنة الكاملة يستلزم أن تسلم الفتاة القاصر إلى
أهلها ، والقول بغير ذلك انتهاك لحقوق الإنسان في مصر ، والقضية كلها من
أسوان إلى الإسكندرية مثارة ، الهدف منها تقليل حجم الإناث الأقباط المقبلين
على الزواج مما يستلزم أن تقف الحكومة وقفة جادة بمنع هذه الظاهرة أن ذكرنا
الأمثلة فقط . ثانيا : مظاهر
التمييز في التعليم
تتلخص في عدم قبول الطلاب الأقباط في جامعة الأزهر ، وكذلك في كلية دار
العلوم وأقسام اللغة العربية بكليات التربية والآداب ، وتخصيص نسبة بسيطة
لقبولهم في كليات الشرطة والكليات العسكرية ، وقصرت المقررات الدراسية على
النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة واستبعاد آية من آيات الإنجيل وتجاهل
تدريس الفترة القبطية من التاريخ المصري ولاحظ المركز تخفيض مدة التجنيد
لحفظه القرآن الكريم بينما لا يتمتع بهذا الحق باقي المصريين ويواجه الطلبة
المسيحيين متاعبهم في المعاملة والتفرقة في الجامعة سواء في مواعيد
الامتحانات وتداخلها مع إجازات الأعياد المسيحية أو في اضطهادهم في
الامتحانات الشفوية واستبعادهم بشتى الطرق من التعيين في هيئات التدريس في
الجامعة
ثالثا : مظاهر التمييز في التعيينات بالوظائف العامة والعمل
السياسي
رصد المركز استبعاد الأحزاب للأقباط من الترشيح لعضوية مجلس الشعب والشورى
والنقابات المهنية والعمالية وخلت المراكز
القيادية بها من رؤساء أو نواب أقباط واستبعد وزراء من وزارات السيادة
كالخارجية والداخلية وغيرها ، ولا يوجد سفراء رؤساء للبعثات الدبلوماسية لدى
الدول والمنظمات الدولية ولا يوجد تعيينات للمحافظين ومديري الأمن ورؤساء
مجالس إدارات الشركات من بين الأقباط ، ويعين الأقباط بنسبة 1% في النيابة
العامة ، ويستبعد الأقباط من الترقيات للوظائف العليا بالوزارات والمصالح
الحكومية ومن التعيين في وظائف كبار الإذاعيين في التليفزيون والإذاعة
والصحافة .
رابعا: أسلمة أماكن العمل في الحكومة
أصبحت ظاهرة الخلط بين الدين والعمل هي السائدة هذه الأيام ، فقد علقت الآيات
القرآنية على جدران المصالح الحكومية وأصبح من المعتاد رؤية الموظفين
والموظفات يقرأون القرآن الكريم وقت العمل بصوت عال وإذا حلت الساعة الحادية
عشر صباحا توجه الجميع لأداء صلاة الظهر ، وفي الطرقات العامة يقف الجميع
للصلاة - ويرى المركز تخصيص أوقات العمل للعمل فقط إذ تصح الصلاة عقب مواعيد
العمل الرسمية شرعا .
خامسا : مظاهر التمييز في بناء دور العبادة
لا زال ساريا قرار وكيل وزارة الداخلية متضمنا شروطا مجحفة لبناء وترميم
الكنائس ويستلزم إصلاح دورة مياه أو تركيب باب استصدار قرار جمهوري بذلك .
وخلت المناطق المستحدثة من الكنائس وقامت الشرطة بإغلاق بعض الكنائس القديمة
ويرى المركز إلغاء هذا القرار .
خاتمة
كان من نتائج التمييز السابقة إيضاحها ظهور أحداث العنف الطائفي في مصر لأول
مرة ، وقد رصد المركز شهداء العنف الطائفي بسبب التمييز في الدين وانتهاك
حقوق الإنسان في مصر.
أولا : إعداد شهداء الأقباط المصريين
في سنة 1992 سقط 14 شهيدا في حقل بقرية صنبو بديروط اسيوط - كما قتل عدد
أربعة أطباء وصيدلي ومدرس بديروط .
في سنة 1993 سقط 15 شهيدا ، كما طالت يد الغدر رجال الدين من الرهبان
المتعبدين في الدير المحرق بقرية مير القوصية
في سنة 1994 سقط 13 شهيدا في حوادث فردية .
في سنة 1996 سقط 10 شهداء في عزبة الأقباط بالبدارى بأسيوط
ثانيا : حوادث الاعتداء والنهب
حدثت 117 حادثة اعتداء معلن على الكنائس.
كما حدثت 324 حوادث نهب واستحلال أموال وممتلكات ومحلات مواطنين مسيحيين بأبو
قرقاص وطما ، ومنفلوط وقرية كفر دميان بالشرقية .
ضحايا الإرهاب والعنف من الأقباط
أولا : القتلى من 1972 - 1997
عدد القتلى |
السنة |
18 قتيلا |
1972 -1991 |
13 قتيلا دفعة واحدة بمذبحة منشية ناصر بديروط في
4/5/1992 |
1992 |
15 قتيلا منهم دفعة واحدة أمام الدير المحرق في
10/3/1993 |
1993 |
13 قتيلا |
1994 |
24 قتيلا |
1995 |
10 قتيلا في عزبة الأقباط بالبرارى محافظة أسيوط
|
1996 |
13/3/1997 11 قتيلا أمام كنيسة مارجرجس بالنكرية
المنيا |
1997 |
3 قتيلا بالمزارع |
|
8 قتيلا بعزبة داود نجع حمادى . |
|
الجرحى من 1972 - 1997 |
615 مواطن مسيحي في 542 حادث. |
|
الصفحة الرئيسية |