أحداث قرية التمساحية - القوصية 7/3/1997
أسيوط تحرك شعبي أخطر من الإرهاب
في يوم الاثنين الموافق 3 مارس 1997 استدعى مركز شرطة القوصية كاهن كنيسة
القديس الأمير تادرس المشرقي بقرية التمساحية مركز القوصية محافظة أسيوط
للتحقيق في شكوى تلقاها من بعض أهالي القرية يطلبون فيها إنزال الصليب
المرفوع فوق منارة الكنيسة بعد أن اكتمل ترميمها وبعد أخذ أقوال الطرفين حرر
محضر بأقوال الطرفين - حيث قرر الإسلاميون أن الصليب الذي يعلو منارة الكنيسة
يتجاوز بارتفاعه مئذنة مسجد مجاور له يقل ارتفاعها عنه - ورد كاهن الكنيسة
بأن الكنيسة هي الوحيدة بالقرية وتخدم 35% من سكانها من الأقباط المسيحيين
وقد بنيت على أطلال الكنيسة القديمة التي سبقتها كنائس أقدم من عهود سحيقة
وقد صدر بترميمها الأخير قرار من الرئيس محمد حسني مبارك بصفته رئيس
الجمهورية وأن بجوار الكنيسة ستة مساجد وقدم كاهن الكنيسة المستندات والرسوم
الخاصة ببناء وترميم الكنيسة التي تتضمن وضع الصليب فوق المنارة وثبت من هذه
المستندات صحة وضع الصليب وارتفاعه فوق مبنى الكنيسة وفي نهاية المحضر طلب
ضابط الشرطة من كاهن الكنيسة إنزال الصليب من أعلى المنارة ترضية للساكنى فرد
الكاهن بأنه لا يستطيع إنزال الصليب وتمسك ببقائه في موضعه المبني بالرسوم
الهندسية المعتمدة والصادر بها القرار الجمهوري .
يوم الجمعة 7/3/1997 ألقى خطيب المسجد أحمد يونس بالقرية الشيخ عبد الرؤوف
موسى خطبة الجمعة أثناء صلاة الأهالي بالمسجد وحث على إنزال الصليب من فوق
منارة الكنيسة وعقب الصلاة فوجئ الأقباط المحيطون بالكنيسة بجموع غفيرة من
الخارجين من المسجد ومعهم كثير من الغوغاء في مظاهرة صاخبة يهاجمون كنيستهم
وبيوتهم ويقذفونها من الخارج بالطوب واستمر الهجوم أكثر من ساعة دون أن يعترض
طريقهم أحد من رجال الأمن وأسفر عن تحطيم زجاج إحدى نوافذ الكنيسة وزجاج
نوافذ عدد من بيوت الأقباط ومتاجرهم وإتلاف بعض محتوياتها ونهب البعض الآخر
وبينها بيوت الأقباط شهدى ايليا بولس - فوزي صادق يؤانس - عجايبي مسعد - بخيت
عيسى - وعلى بقالة فمي زكي نصر الله ونهبوا محتوياتها ومزقوا دفتر تسجيل
بطاقات التموين ومحل بقالة سماح حنا عبد المسيح - كما حطموا زجاج سيارة حنا
راشد . تعليق
الأنبا توماس أسقف القوصية
قال قداسته أن دوافع هذا العمل تتمثل في قصور التعليم والإرشاد عن التبصير
بحقائق الدين فيما ينطلق من المأذن وأن الرواسب تتعمق وتترسب في نفوس السذج
والبسطاء حينما يستشعرون أن هناك تفرقة وقيودا على بناء أو ترميم الكنائس ،
ولا يصرح بها كما يصرح به لغيرها .
وعن الحادث قال نيافته أنه لا يصح التهوين من شأنه بعد أن سمع أحدهم يحدد عدد
المتظاهرين ببضع مئات بينما يمده آخرون بأكثر من ألف ثم قال أن ما حدث ينطوي
على تحرك شعبي عشوائي غاشم وأن قتل هذه التحركات الشعبية أخطر من حوادث
الإرهاب .
الصفحة الرئيسية |