إهــداء
إلى أمي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
عروس المسيح، وعمود الحق وقاعدته،
أقدم هذه الباقة، ثمرة عصارتك النفيسة.
القمص زكريا بطرس
كنيسة مار مرقس القبطية الأرثوذكسية
بمصر الجديدة
(كنيسة السيدة العذراء والأنبا أبرآم بإنجلترا)
(حالياً)
مقدمة الطبعة الثانية
صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى باسم "الأرثوذكسية مذهبي" ولكنني فضلت الاسم
الجديد "لماذا أنا أرثوذكسي؟" ليكون الكتاب في فصوله رداً على هذا السؤال. ولكي
يقف كل من يقرأه على الأسباب التي تجعله يحيا ثابتاً في عقيدته الأرثوذكسية
المستقيمة الرأي.
أرجو أن يستخدمه الرب لفائدة الكثيرين
بصلوات حضرة صاحب القداسة البابا المكرم
الأنبا شنوده الثالث
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
وسائر بلاد المهجر
ليحفظه الرب سنين كثيرة وأزمنة سالمة هادئة مديدة أمين.
مقدمة الطبعة الأولى
لآلئ مستورة، وكنوز مطمورة ، خلبت لبي، وملكت عليَّ قلبي، فاستمسكت بها عقيدة،
وتشبثت بها في إصرار، فكانت مذهبي الذي لا أرتضي به بديلاً.
واليوم أزيح عن جواهرها ستاراً، وأكشف عن مكنوناتها نقاباً، وأميط عن أسرارها
لثاماً، فيرى العالم ما في الأرثوذكسية من أصالة ويكتشف الباحث ما في عقيدته من
استقامة، ويتأكد المتشكك بما في مذهبي من حكمة وعدالة.
ولا يتبادر إلى الذهن أنني متعصب للأرثوذكسية لأنها مذهبي، فما أمقت شيئاً نظير
التعصب الأعمى. وإنما أنا متمسك بإيمان كنيستي التي تسري دماؤها في عروقي،
والتي رضعت لبنها منذ الطفولية، والتي كان لقديسيها وآبائها، ولا زال، الفضل
الأكبر على إيماني.
كما أرجو أن لا يؤخذ كلامي على محمل الطعن في عقائد الآخرين، فما أبغي إلا أن
نعيد حساباتنا على أساس من الفهم السليم للحق الإلهي في ضوء مفاهيم آباء
الكنيسة الأولى، حتى نصل إلى الوحدة الإيمانية والعقيدية التي قصدها السيد
المسيح بقوله: "وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد" (يو16:10).
أيها الرب يسوع، يا من رفعت عينيك إلى السماء وطلبت من الآب القدوس أن يحفظ
الذين أعطاك في اسمه ليكونوا واحداً، وليكون فيهم الحب الذي أحبك به
(يو11:17-26)، أسألك أن تحقق هذه الطلبة لكنيسة اليوم ليكون الجميع جسداً
واحداً، وروحاً واحداً، بحسب رجاء الدعوة الواحد، رب واحد، وإيمان واحد،
ومعمودية واحدة (أف1:4-5) ليتمجد فيها الإله الواحد، من الآن وإلى الأبد. أمين.
المؤلف
|