المجهول في حياة الرسول

الشاهد العاشر

 

غزية بنت جابر وقيل

 

أم شريك الدوسية

      

هي التي وهبت نفسها للنبي قيل تزوجها وقيل لا لكن الثابت هنا أن هناك نساء كثيرات وهبن أنفسهن للنبي تزوج بعض وترك البعض الآخر وليس هناك ما ينفي أنهن كثيرات فالنص القرآني واضح وان تضاربت في أعدادهن الروايات فلقد اخترت أشهرهن والتي اجمع الكثيرون على زواج محمد منها وان اختلفوا على بقائها معه أو طلاقه إياها عندما أسنت!!

الثابت في القران والسنة انه حلال أن تهب المرأة نفسها للنبي لكن عليه أن يصوب نظره إليها ليتعرف على مواطن أنوثتها وبعدها يقرر إذا وقعت في نفسه ولاعبه الهوى فلا حرج!

لقد تحرج العرب من ذلك كثيرا في جهلهم وجاهليتهم بل وفي القرن الحادي والعشرين لا زلوا يتحرجون ولكن الخجل أطبق على الآية القرآنية والنص الصريح فلا أحد اليوم يطبقها إلا تلك الفئة الصاعدة لإحياء التراث الإسلامي وان شئت الدقة ؛ فقل النازلة إلى أعماق التاريخ المرتدة قرون وقرون لتقترب بنا من عصور البربرية وهم الأصوليون ؛ كثيرون منهم يطبقون زواج الهبة وحجتهم لو كان فحشا وحراما فلماذا فعلها النبي أما إذا كان الحرج هو المانع فلتكن بين الذين لا حرج لديهم وما في الدين من حرج!!!

لكن محمد لا يتحرج طالما جبريل واقف إلى جواره يزيل عنه الحرج ؛ فالوحي باق والنبوة مستمرة وجبريل بيده الكتاب يأتي بآيات والله هي عجب العجاب!*أخرج أبن سعد عن منير بن عبد الله الدؤلي أن أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي وكانت جميلة فقبلها فقالت عائشة ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير قالت أم شريك فأنا تلك فسماها الله مؤمنة (كله في اللوح المحفوظ يا عم محفوظ) فقال وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا 50 (الأحزاب 50)

فلما نزلت الآية قالت عائشة إن الله يسارع لك في هواك. (*) أسباب النزول للسيوطي.

* قالت عائشة ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير قالت أم شريك فأنا تلك فسّماها الله مؤمنة: وامرأة مؤمنة أن وهبت نفسها للنبي أن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرض عليهم في أزواجهم وما ملكت إيمانهم لكي لا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما(الاحزاب50)فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة إن الله ليسرع لك في هواك. (*) الطبقات الكبرى لأبن سعد باب أم شريك.وبرغم الآية والوحي النازل وجبريل الواقف قالت عائشة: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن للنبي وأقول أتهب المرأة نفسها للرجل فلما انزل الله ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك(الاحزاب51)

* قلت ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك.

(*) اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم رقم926

شهد شاهد من أهلها بل من أوثق واقرب واصدق أهلها أم المسلمين عائشة وما أدراك ما عائشة إنها أم المؤمنين المطمئنين التي أوصى النبي أن يأخذوا نصف دينهم من هذه الحميراء نعم لم تحترم عائشة الوحي لأنها تعرف مصدره ... نعم لقد فاض بها الكيل فلم تكتف بإزاحة الستر بل هتكته ومزقته وقالت إن ربك يسارع لك في الهوى أين الآية أين النص؟

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى 40 فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى 41 (النازعات 40-43)

أما من أطاع نفسه في الهوى وأنزل آيات تسارع له في الهوى .. .. .. فليكملها من كان لديه عقل فلتسقط الآية ويلغى النص ويحيا الهوى أحلى هوى.

وروى أبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشِقه مائل"

نعم هذا الحديث وغيره هو الذي دفع عائشة إلى قولها المشهور وهي لا تدري أن الأحاديث صناعة محمدية للآخرين وهو يكسر ما يشاء!! كيف أتخيلك يا حبيب الله يوم القيامة على أي شق ستميل؟

من نص الآية تؤوي إليك من تشاء وترجئ من تشاء ومن حديث أم المسلمين كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن للنبي فالعدد كبير والإحصاء من علوم القرن العشرين 

يا أم المؤمنين يا حميراء أما وصل إلى مسامعك أن خديجة هي التي أرسلت لمحمد تطلب منه أن ينكحها؟ ما الفارق بين ما فعلت خديجة وما فعل هؤلاء النسوة؟ ألم تعرفي أن محمدا بعد أن تزوج خديجة قال الحمد لله الذي ألبسني الحرير وأطعمني الخمير؛ رحم الله خديجة التي آوت اليتيم وأطعمته الخمير وألبسته الحرير فكان فيها له كل الخير !! 

 لكن لنرى عينة أخرى

* حديث سهل بن سعد الساعدي : أن امرأة جاءت النبي فقالت يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها النبي فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة انه لم يقض فيها بشيء جلست ثم قام رجل من أصحابه فقال يا رسول الله أن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها ولم يكن الرجل يملك شيئا فقال النبي إن كان يحفظ شيئا من القران قال نعم فقال النبي اذهب فقد ملكتها بما معك من القران(ألم يكن مع محمد شيئا من القران لكي يمتلكها هو؟ أم أن في الأمر ما لا يخفى على أحد؟ نعم يخفى الأمر على كثير من الغافلين والمغفلين والمنتفعين والمطبلين والجبناء.) (*) صحيح البخاري تفسير الكرماني باب النظر إلى المرأة قبل التزويج. صحيح مسلم باب النكاح الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم من حديد وغير ذلك.

نعم ما اجمل عبارة فصعد النظر إليها وصوبه ؛ ترى لماذا؟ أعوذ بالله أن نقصد إثما لا بل ليتحسس بنظره مواطن الإيمان فيها فأيمان المرأة قراره يبدأ من تحت. لماذا طأطأ نبي الرحمة رأسه؟ هل ليس لها مثل أم شريك التي قبلها عندما وهبت نفسها له؟ ما الفارق بينهما؟ يتضح ذلك بمقارنة الحديثين ففي الحديث عن أم شريك أنها كانت جميلة فأسماها الوحي امرأة مؤمنة أما في الحديث عن المرأة الأخرى فليس هناك إشارة لجمالها فلم يأخذها النبي ولم تنزل فيها آية وبذلك يستقر في الأذهان أي نوع من الأنبياء ذلك الرجل وما الدوافع لنزول الآيات ومن أين تنزل.

* عن سهل قال :إن امرأة أتت النبي فعرضت عليه نفسها فقال ما لي اليوم في النساء من حاجة فقال رجل يا رسول الله زوجنيها قال النبي فما عندك قال ما عندي شئ قال أعطها ولو خاتم من حديد قال ما عندي شئ قال فما عندك من القران قال كذا وكذا قال النبي فقد ملكتها بما معك من القران. (*) صحيح البخاري تفسير الكرماني باب إذا قال الخاطب للولي زوجني فلانة فقال زوجتك بكذا وكذا جاز النكاح وان لم يقل للزوج رضيت أو قبلت.

ما لي اليوم في النساء من حاجة لن أقول أن هذا شئ عادي للإنسان الذي يفضي بشهوته إلى كل هذا الكم من النساء وهذا طبع البشر الذين تسيطر عليهم الشهوة  أما إذا كان من نبي الله فليس القبول أو الرفض متوقف على الحاجة والشهوة بل على الرحمة بالنساء ؛ فترى هل عمل الرحمة لدى الأنبياء يتوقف على الحاجة فقال محمد ما ليّ اليوم في النساء من حاجة أم ما ليّ اليوم من حاجة إلى عمل الرحمة!!ترى لو كانت جميلة هل كان سيتركها؟ لا كان سيرفع لها الرايات وتنزل من أجلها آيات وآيات ويضمها لقائمة الزوجات والمنكوحات.

* عن انس قال:جاءت امرأة إلى النبي تعرض نفسها فقالت هل لك حاجة فيّ فقالت ابنته ( أي ابنة انس) ما أقل حياءها فقال هي خير منك رغبت في رسول الله صلعم فعرضت نفسها عليه.

(*)  صحيح البخاري باب عَرْضِ الْمَرْاَةِ نَفْسَهَا عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِح.ِ سنن أبن ماجة من حديث أبو بشر بكر بن خلف

لقد تعففت ابنة انس من المرأة التي تطبق الآية والنص الصريح وقالت ما اقل حياء هذه المرأة ؛ فترى ماذا تقول فيمن أباح للمرأة وشجعها على أن تنزع برقع الحياء من وجهها؟ هل تقصد أن لا حياء في نصوص القران تلك. لكن دعنا من كل هذا ؛ هل كل هؤلاء النسوة فقدن أزواجهن في الحرب من اجل محمد وما يدعو إليه ؛ أنا معكم إلى نهاية الشوط ونقول أنهن نساء الشهداء لكن يبرز لنا السؤال الحائر ؛ لماذا يقبل بعضهن ويطأطأ رأسه عن بعضهن إذا كان المعيار هو الرحمة بالمرأة التي قتل زوجها في سبيل محمد وما يدعو إليه وليس المعيار هو شهوة محمد وهواه؟

إن المعيار يتضح من جملة صعد النظر إليها وصوبه بنص الحديث وان أراد النبي أن ينكحها بنص الآية

الفيصل في الاختيار هو غرض النبي وهواه ورغبته وشهوته وما يقع عليه بصره وما يحرك غرائزه وليس الرحمة هي المعيار أو الوفاء للصحابي القتيل أو الخوف على النساء من الفتنة أو أي سخافات أخرى

* عن أبى جعفر عليه السلام قال : جاءت امرأة من الأنصار إلي رسول الله صلعم فدخلت عليه وهو في منزل حفصة , والمرأة متلبسة متمشطة , فدخلت على رسول الله صلعم فقالت : يا رسول الله إن المرأة لا تـخـطب الزوج , وأنا امرأة ايم لا زوج لي منذ دهر ولا ولد, فهل لك من حاجة ؟ فان تك فقد وهبت نفسي لك أن قبلتني , فقال لها رسول الله صلعم خيرا, ودعا لها.

دعا لها النبي !!! ترى هل لهذا الانفلات الجنسي من تشخيص؟

الرد على لسان أم المسلمين عائشة إن ربك يسارع لك في هواك.

* روى عبد الملك بن محمد النيسابوري بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّعم ما تزوجت شيئاً من نسائي ولا زوجت شيئاً من بناتي إلا بوحي جاءني به جبريل عن ربي عز وجت

(*) عيون الأثر في المغازي والسير لأبن سيد الناس باب أزواجه صلعم.

كل هؤلاء النسوة الأسيرات اللاتي حاز عليهن محمد بعد قتل أزواجهن ؛ ومارية الهدية والغنيمة الباردة ؛ والنسوة اللاتي انفلتن من عقال الحياء ووهبن أنفسهن لمحمد لكي ينكحهن ويرعى فيهن البعير النبوي ؛ هل كل ذلك بوحي من جبريل ومن الله ؛ أي إله ذلك الذي يسارع في الهوى. لكن يدور في رأسي سؤال هل جبريل أوحى له بزواجه من خديجة ولم تكن نبوة ولم يكن جبريل؟!!.

 

تقديم

إهداء
فاتحة الكتاب
مولد المصطفى
جذور محمد
محمد واليهودية والسريانية
نبي النكاح المنكّاح
ومن أقوال سجاح
بعض ما وصل إلينا من كلام مسيلمة
الزواج الجاهلي والإسلامي
الشاهد الأول - خديجة بنت خويلد
لقاءات خلف الكواليس
زواج محمد من خديجة
محمد والنبوة
ورقــة بن نوفل
جــبريل
القصـة الأولى
محمد والشياطين والجن
القصـة الثانية
القصـة الثالثة
سجـع بعض الكهان
توابـع الجن
القول الفصل والاختبار الأخير
الفترة الطفرة
الشاهد الثاني - سودة بنت زمعة
الشاهد الثالث - صفية بنت حيّ ابن احطب
الشاهد الرابع - زينب بنت جحش
وفي رواية أخرى
وفي رواية أخرى
الشاهد الخامس - حفصة بنت عمر
قصة زواجه منها
محمد وعسل حفصة ومكر عائشة
سحر حفصة
الشاهد السادس - ريحانة بنت زيد
قصة زواج محمد من ريحانة
الشاهد السابع -  جويرية بنت الحارث
الشاهد الثامن - أم سلمة
قصة زواجه
بركات أم سلمة للمسلمين ونزول القران
الشاهد التاسع - أم حبيبة بنت أبي سفيان
بركات أم حبيبة ونزول القران بسببها
الشاهد العاشر - غزية بنت جابر وقيل  أم شريك الدوسية
الشاهد الحادي عشر - ميمونة بنت الحارث
الشاهد الثاني عشر - زينب بنت خزيمة بن الحارث  الهلالية
الشاهد الثالث عشر - مارية القبطية
بركات مارية على المسلمين ونزول الآيات وجبريل بسببها
الشاهد الرابع عشر - عائشة
الطفلة الزوجة في الأرجوحة
عائشة ترى جبريل
عائشة وصيام النبي
عائشة وصلاة النبي
محمد وحيض عائشة
جرأة عائشة
جمال عائشة
حب محمد لعائشة وأبو عائشة
شفاعة ليلة عائشة
بركات عائشة وتدفق القران
الخلاصة من القصة
العقل والمنطق في براءة عائشة
القصة الثانية للعقد ومزيد من البركات للمسلمين
بركات على هامش عائشة
سحر عائشة وسحر محمد
بداية النهاية وسم محمد
الخلاصة من القصص
آخر ما تلفظ به
محمد ونزاعات الموت
دفن محمد
قبر محمد
عائشة بعد موت محمد
عائشة وواقعة الجمل
نساء على هامش النساء
الخاتمة والنتيجة
أخيرا

حمل هذا الكتاب

الصفحة الرئيسية