المجهول في حياة الرسول

الزواج الجاهلي والإسلامي

 لم يكتف الرجل في الجاهلية بزوجة واحدة وخاصة إذا كان زعيم قومه أو رئيسهم ؛ فكان يتزوج عددا كبيرا من النساء ومن قبائل شتى بغرض سياسي ؛ فبارتباطه مع تلك القبائل برباط المصاهرة يضمن ولائهم ويتجنب حربهم ؛ ومن يحفر التاريخ الماضي والحاضر يجد كثير من الملوك والأمراء له من كل قبيلة زوجة واسألوا المعاصرين منهم.

كان في الجاهلية أنواع من الزواج اقرها الإسلام وورثها عن عرب الجاهلية وأعطى لها الصبغة الإلهية بآيات من القران.

(1) زواج الصداق كان ذلك في كثير من قبائل العرب وهو أن يطلب الرجل بنت الرجل فيصدقها بصداق يحدد مقداره ثم يعقد عليها وهذا ما حدث مع خديجة قبل الإسلام.

(2) نكاح السبي ويقضي أن يتزوج الرجل المحارب من إحدى النساء اللواتي وقعن في الأسر سبايا ولا يشترط في هذا الزواج الصداق وبالطبع فرئيس القبيلة أو العشيرة له اجمل السبايا وأكثرهن شرفا وقد مارسه نبي الإسلام فبعض من نسائه كن سبايا وقعن في الأسر وكانت أجملهن من نصيب محمد بعد أن أخذها غيره لجمالها. فما جاء به الإسلام ووحي السماء وجبريل قد سبقه وحي الجاهلية وعباد الأصنام!!!

(3) نكاح الإماء وهو من حق الرجل العربي في الجاهلية أن ينكح الأمة أي العبدة وجاء الإسلام ووحي السماء بنكاح العبيد وهو ملك اليمين ومارسه محمد وأصحابه.

(4) نكاح المتعة وهو أن يتزوج الرجل المرأة لأجل محدد مقابل صداق أو اجر معين ويفترق الاثنان في نهاية المدة المحددة ؛ وأباحه محمد لأصحابه خاصة في حروبه الدموية واختلف فيه من جاء بعده ؛ فالسنة ترى أن زواج المتعة زواج غير شرعي وهو زنى ودعارة ؛ ولهم أسانيد من القران والسنة تؤيد رأيهم ؛ أما الشيعة فيعتبرونه حلالا ولا حرمة فيه ؛ ويمارسونه إلى الآن ولهم أسانيدهم من القران والسنة تثبت أنه حلالا صرفا لا إثم فيه ؛ ويقولون لو كان زنى ودعارة ؛ فكيف يكون نبي الله ورسوله ويبيح الزنى والدعارة مهما كانت الأسباب.

(5) نكاح الهبة وهو ما تفرد به نبي الإسلام عن الجاهلية ومقته العرب في جاهليتهم وهو أن تهب المرأة نفسها للنبي فقط وتطلب من النبي أن ينكحها فإذا أراد النبي أن ينكحها نكحها أما إذا لم يرد فيوزعها على أصحابه والبعض يأخذ به على اعتبار إن النبي قدوة ولو كان فحش ودعارة وفسق ما استحله النبي.

(6) نكاح البدل وهو أن يقول الرجل للرجل أنزل ليّ عن امرأتك وأنزل لك عن أمرأتي.

(7)نكاح الشغار وهو أن يزوج الرجل أبنته على أن يزوج الآخر أبنته وليس بينهما صداق.

(8) نكاح الجمع وهو أن يجتمع الكثير من الناس فيدخلون على المرأة ولا تمنع نفسها ممن أتاها وهن البغايا وكن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما لمن أراد أن يدخل عليهن.

(9)هناك أنواع أخرى من الزواج كانت معروفة في الجاهلية وكانت مكروهة لدى الأشراف منهم ولم يأخذ بها الإسلام مثل المخادنة والإستبضاع (ذلك أن المرأة كانت في الجاهلية إذا طهرت من الحيض يقول لها زوجها أرسلي إلي فلان استبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها) ونكاح الرهط وهذا النوع الأخير كانت تعمل به أم عمرو ابن العاص الذي كان عمرو أحد نتائجه.

(10) نكاح الرهط هو أن تجتمع جماعة دون العشرة ويدخلون على امرأة من البغايا ذوات الرايات كلهم يطؤها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال أرسلت إليهم فلم يستطع رجل أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان وتسمي من أحبت منهم .. .. وكانت أم عمرو بن العاص رضي الله عنه من القسم الثاني من نكاح البغايا فانه يقال انه وطئها أربعة وهم العاص وأبو لهب وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب وادعى كلهم عمرا فألحقته بالعاص .. .. وكان عمرو يعير بذلك ؛ عيره بذلك علي وعثمان والحسن وعمار بن ياسر وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

(*) السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي باب تزويج عبد الله أبى النبي صلعم آمنة أمه صلعم وحفر زمزم وما يتعلق بذلك.

وللتقرب أكثر من سيدنا عمرو بن العاص إليك تلك القصة:

* روى الطبراني عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه أن عمرو بن العاص مكر بعمارة بن الوليد أي للعداوة التي وقعت بينهما في سفرهما ؛ أي من عمرو بن العاص كان مع زوجته وكان قصيرا دميما ؛ وكان عمارة رجلا جميلا ففتن امرأة عمرو وهوته ؛ فنزل هو وهي في السفينة ؛ فقال عمارة لعمرو مر امرأتك فلتقيلني أي تقيل معي ؛ فقال له عمرو ألا تستحي (لماذا قال له ألا تستحي؟) فأخذ عمارة عمرو ورمى به في البحر ؛ فجعل عمرو يسبح وينادي أصحاب السفينة ويناشد عمارة حتى أدخله السفينة ؛ فأضمرها عمرو في نفسه ولم يبدها لعمارة ؛ بل قال لامرأته قيلي أبن عمك عمارة لتطيب بذلك نفسه (كيف تقيله وتطيب نفسه؟  نعم نعتقد ان أبن الوزة عوّام فلقد كانت أم سيدنا عمرو بن العاص رضى الله عنه عاهرة تضع على بيتها الرايات مرحبة بقدوم الزناة إليها) ... ..

(*) السيرة النبوية والآثار المحمدية لمفتي السادة الشافعية بمكة المشرفة السيد أحمد زيني دحلان باب في بيان تعذيب كفار قريش للمستضعفين من المؤمنين.

كان العرب في الجاهلية يطلقون ثلاثا على التفرقة وجاء بها الإسلام وأضاف إليها فكرة المحلل التي ينفر من ذكرها الكثيرون فإذا طلق الزوج زوجته ثلاثا لا ترجع إلى زوجها إلا إذا نكحها رجل آخر وذاق عسيلتها وذاقت عسيلته ؛ كما كانت المرأة إذا مات زوجها أو طلقتها تعتد لمدة عام أي لا تتزوج إلا بعد عام وجاء الإسلام بها أيضا ولكن اختصر المدة إلى أربعة اشهر وعشر.

لقد حاولت الاختصار قدر المستطاع ؛ لكنه كان مدخلا ضروريا ولابد منه لكي ينجلي لنا الأمر وتتضح الرؤيا ونعرف ما الفارق بين الجاهلية والإسلام أو نعرف مدى الاتفاق بين عرب الجاهلية وعرب الإسلام ؛ ومدى التشابه بين شرائع عباد الأصنام ؛ وشرائع القران من حيث الزواج والصداق والطلاق والعدة وغيرها ؛ وحتى تتهأ نفوسنا وعقولنا للتفكير والمقارنة بين وحي السماء في الإسلام ووحي الأصنام في الجاهلية.

فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ 3 (النساء4: 3)

الشرع الإسلامي يبيح للمسلم الزواج بأربعة في وقت واحد بشرط العدل بين الأربعة مع أن الإنسان لا يستطع العدل مع نفسه وإن لم يستطع فعليه بنساء ملك اليمين اللاتي لا يشترط لهن العدل ؛ والعدد فيهن مفتوح فلنترك الكلام للوحي والكتاب: وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ .. 129 (النساء4: 129).

فالعدل بين النساء الأربع مستحيل ولن تنفي الماضي والحاضر والمستقبل وتبدل العدل بالميل ولكن ما حدود الميل؟ هو دون كل الميل!!!!

هنا فلنأخذ من الرسول القدوة والمثل لمعرفة حدود الميل

تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ... 51 (الاحزاب33: 51)

يقولون العدل بين النساء إذا تعددت الزوجات هو شئ أساسي في الشرع المحمدي ؛ والعدل مستحيل فلتميلوا كما مال الرسول ولكن ليس كل الميل وهاهو النبي القدوة بنص الآية ولكم في رسول الله القدوة الحسنة فهو يأوي إليه من يشاء ويعزل من يشاء فماذا بعد ذلك من ميل؟؟ أين العدل أين الميل بل هل هناك ميل بعد كل ذلك الميل؟؟

وَالله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا 27 (النساء4: 27)

وهنا بنص الآية فان الرجل الشهواني والذين يتبعون الشهوات يريدوا أن تميلوا ميلا عظيما. إن ادني مستوى من احترام العقل أن من جاء بشريعة عليه أن يحترمها ويطبقها أولا على نفسه. وإن لم يلتزم النبي نفسه بما جاء به كيف يطالب الآخرين أن يلتزموا بها ويطبقونها؟؟

فمحمد نفسه هو أول من كسر الشريعة التي جاء بها وانفلت من عقالها ؛ فالحد الأدنى انه مات عن تسع من النساء. ولكن سيظل الفكر أحاديا والسمع أحاديا والنظر أحاديا ونقول إنه نبي الله ورحمة العالمين ؛ وأحل له ما لم يحل لغيره والصحابة الشهداء كثر؛ الأرامل المؤمنات بعدهم كثر؛ والجنس لا يرحم فتزوج النبي من نساء أصحابه الشهداء رحمة بهن ووفاء لأزواجهن؛ نقول اليوم هناك الكثير من الرحماء على هذه الشاكلة أو المدعين ؛ فهل يسمح الشرع المحمدي والفتوى بأن يأخذ الرجل الرحيم عشرات من نساء الشهداء رحمة بهن وكرامة لأزواجهن ؛ فالحروب ضاقت بالمسلمين واقترن الدم المهدر على الأرض بالإسلام والمسلمين ؛ وما أشبه الليلة بالبارحة ؛ ولكم في رسول الله الأسوة الحسنة ولكن ترى هل كل نساء محمد هن زوجات أصحابه الشهداء من اجل الإسلام ومن اجل نبي الإسلام؟؟

والآن نسرد شهودنا واحدة تلو الأخرى لندلل على صحة ما قلنا وندحض ما قالوا.

* قال النبي صلعم ما تزوجت شيأ من نسائي ولا زوجت شيأ من بناتي إلا بوحي جاءني به جبريل عليه السلام من ربي عز وجل أي وعنه صلعم أن خديجة رضى الله عنها تزوجها قبل نزول الوحي.

(*) السيرة الحلبية للإمام العلامة برهان الدين الحلبي باب ذكر أزواجه وسراريه صلعم. عيون الأثر في المغازي والسير لأبن سيد الناس باب أزواجه وسراريه صلعم وعليهن.

 

تقديم

إهداء
فاتحة الكتاب
مولد المصطفى
جذور محمد
محمد واليهودية والسريانية
نبي النكاح المنكّاح
ومن أقوال سجاح
بعض ما وصل إلينا من كلام مسيلمة
الزواج الجاهلي والإسلامي
الشاهد الأول - خديجة بنت خويلد
لقاءات خلف الكواليس
زواج محمد من خديجة
محمد والنبوة
ورقــة بن نوفل
جــبريل
القصـة الأولى
محمد والشياطين والجن
القصـة الثانية
القصـة الثالثة
سجـع بعض الكهان
توابـع الجن
القول الفصل والاختبار الأخير
الفترة الطفرة
الشاهد الثاني - سودة بنت زمعة
الشاهد الثالث - صفية بنت حيّ ابن احطب
الشاهد الرابع - زينب بنت جحش
وفي رواية أخرى
وفي رواية أخرى
الشاهد الخامس - حفصة بنت عمر
قصة زواجه منها
محمد وعسل حفصة ومكر عائشة
سحر حفصة
الشاهد السادس - ريحانة بنت زيد
قصة زواج محمد من ريحانة
الشاهد السابع -  جويرية بنت الحارث
الشاهد الثامن - أم سلمة
قصة زواجه
بركات أم سلمة للمسلمين ونزول القران
الشاهد التاسع - أم حبيبة بنت أبي سفيان
بركات أم حبيبة ونزول القران بسببها
الشاهد العاشر - غزية بنت جابر وقيل  أم شريك الدوسية
الشاهد الحادي عشر - ميمونة بنت الحارث
الشاهد الثاني عشر - زينب بنت خزيمة بن الحارث  الهلالية
الشاهد الثالث عشر - مارية القبطية
بركات مارية على المسلمين ونزول الآيات وجبريل بسببها
الشاهد الرابع عشر - عائشة
الطفلة الزوجة في الأرجوحة
عائشة ترى جبريل
عائشة وصيام النبي
عائشة وصلاة النبي
محمد وحيض عائشة
جرأة عائشة
جمال عائشة
حب محمد لعائشة وأبو عائشة
شفاعة ليلة عائشة
بركات عائشة وتدفق القران
الخلاصة من القصة
العقل والمنطق في براءة عائشة
القصة الثانية للعقد ومزيد من البركات للمسلمين
بركات على هامش عائشة
سحر عائشة وسحر محمد
بداية النهاية وسم محمد
الخلاصة من القصص
آخر ما تلفظ به
محمد ونزاعات الموت
دفن محمد
قبر محمد
عائشة بعد موت محمد
عائشة وواقعة الجمل
نساء على هامش النساء
الخاتمة والنتيجة
أخيرا

الصفحة الرئيسية