الكتاب المقدس

اكتب لنا

يؤمن المسيحيون…

بأن يسوع المسيح تألم على عهد بيلاطس البنطي، وصلب، ومات، ودفن

    فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والقواد والشعب، وقال لهم: "أحضرتم إليَّ هذا الإنسان على أنه يضلل الشعب. وها أنا، بعد ما فحصت الأمر أمامكم، لم أجد في هذا الإنسان أي ذنبٍ مما تتهمونه به، ولا وجد هيرودس أيضاً، إذ رده إلينا. وها إنه لم يفعل شيئاً يستوجب الموت. فسأجلده إذن وأطلقه." وكان عليه أن يطلق لهم في كل عيدٍ سجيناً واحداً. ولكنهم صرخوا بجملتهم: "أقتل هذا، وأطلق لنا باراباس!" وكان ذاك قد ألقي في السجن بسبب فتنةٍ حدثت في المدينة وبسبب قتل. فخاطبهم بيلاطس ثانيةً وهو راغب في إطلاق يسوع. فردوا صارخين: "اصلبه! اصلبه!" فسألهم ثالثةً: "فأي شر فعل هذا؟ لم أجد فيه ذنباً عقوبته الموت. فسأجلده إذن وأطلقه!" فأخذوا يلحون صارخين بأصوات عاليةٍ، طالبين أن يُصلب! فتغلبت أصواتهم، وحكم بيلاطس أن ينفذ طلبهم. فأطلق الذي كان قد ألقي في السجن بسبب الفتنة والقتل، ذاك الذي طلبوا إطلاقه. وأما يسوع فسلمه إلى إرادتهم.

    المجرمين، أحدهما عن اليمين والآخر عن اليسار. وقال يسوع: "يا أبي، اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون!" ونحو الساعة السادسة (الثانية عشرة ظهراً)، حل الظلام على الأرض كلها حتى الساعة التاسعة (الثالثة بعد الظهر). وأظلمت الشمس، وانشطر ستار الهيكل من الوسط. وقال يسوع صارخاً بصوت عظيم: "يا أبي، في يديك أستودع روحي!" وإذ قال هذا، أسلم الروح. (لوقا 13:23-25 , 32-34 , 44-46)

    ولما حل المساء، جاء رجل غني من بلدة الرامة، اسمه يوسف، وكان أيضاً تلميذاً ليسوع. فتقدم إلى بيلاطس يطلب جثمان يسوع. فأمر بيلاطس أن يُعطى له فأخذ يوسف الجثمان، وكفنه بكتانٍ نقي، ودفنه في قبره الجديد الذي كان قد حفره في الصخر؛ ودحرج حجراً كبيراً على باب القبر، ثم ذهب. (متى 57:27-60)

    فالواقع أني سلمتكم، في أول الأمر، ما كنت قد تسلمته، وهو أن المسيح مات من أجل خطايانا وفقاً لما في الكتاب، وأنه دفن، وأنه قام في اليوم الثالث وفقاً لما في الكتاب. (كورنثوس الأولى 3:15 ,4)

    مئات السنين من قبل كان النبي إشعياء قد أنبأ بموته: لكنه حمل أحزاننا وتحمل أوجاعنا، ونحن حسبنا أن الرب قد عاقبه وأذله، إلا أنه كان مجروحاً من أجل آثامنا ومسحوقاً من أجل معاصينا، حل به تأديب سلامنا، وبجراحه برئنا. كلنا كغنم شردنا ملنا كل واحدٍ إلى سبيله، فأثقل الرب كاهله بإثم جميعنا. ظُلم وأُذلَّ، ولكنه لم يفتح فاه، بل كشاةٍ سيق إلى الذبح، وكنعجةٍ صامتةٍ أمام جازيها لم يفتح فاه. بالضيق والقضاء قبض عليه، وفي جيله من كان يظن أنه استؤصل من أرض الأحياء، وضرب من أجل إثم شعبي؟ (إشعياء 4:53-8)

    يحتوي الكتاب المقدس على العديد من الفصول عن حياة يسوع المسيح. لكن موته ودفنه وقيامته هي التي تشكل جوهر الإيمان المسيحي. كان موت المسيح هادفاً وكل الأحداث التي مرت في حياته كانت تقود إلى هذا الهدف.