صنعت خـــــــــلاصاً

المقدمة

الباب الأول: كنيسة الخلاص

الفصل الأول: التذكارات الكنسية

الفصل الثاني: كتب الصلوات الطقسية

الفصل الثالث: الأسرار الإلهية

الباب الثاني: جوهر الخلاص

الفصل الأول: مفهوم الخلاص

الفصل الثاني: دوافع الخلاص

الفصل الثالث: طرق الخلاص

الفصل الرابع: عمل الخلاص

الباب الثالث: قضية الخلاص

الفصل الأول: فلسفة الخلقة

الفصل الثاني: مشكلة الخطية

الفصل الثالث: تدبير الخلاص

الباب الرابع: نعمة الخلاص

الفصل الأول: مفهوم النعمة

الفصل الثاني: عمل النعمة

الفصل الثالث: مجال النعمة

الفصل الرابع: وسائط النعمة

ختاماً

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

الفصل الثالث تدبـير الخـلاص


أولاً :- إشـكال خطيـر .

ثانياً :- حـل وحـيـد .

ثالثاً :- خطـة حكيـمة .

تقـديـم
هل من ضرورة للخلاص؟
لو لم يكن الله محبا، ما كان هناك ضرورة للخلاص. إذ أن حكمه قد صدر على الإنسان بالموت: "يوم تأكل منها موتاً تموت". فكان من الممكن أن يخلق الله جنساً آخر عوض ذلك المائت تاركا إياه يقاسى حمم جهنم الأبدية.

ولكن الله في محبته الفائقة للإنسان أشفق عليه، ولم يرتض أن يتركه يعانى أوجاع الموت، بل أراد أن ينقذه من لهيب الجحيم، فدبر له طريق الخلاص. وهذا هو التدبير الذي كشفه الروح لبولس الرسول فقال: "إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ في المسيح ما في السموات وما على الأرض في ذاك الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً معينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شئ حسب رأى مشيئته" (أف9:1-11).

والواقع أن تدبير الخلاص يصطدم بإشكال خطير ويستلزم حلاً عادلاً فكانت خطة الله الحكيمة للخلاص.


أولاً:- إشكال خطير
ينشأ هذا الإشكال بسبب وجود صفتين متميزتين في ذات الله، هما صفة العدل وصفة الرحمة، والاحتياج إلى للتوفيق بينهما بشأن خلاص الإنسان. فعندما نبحث هذا الإشكال بخصوص هاتين الصفتين: العدل والرحمة.



1- حكم العدل:

عندما خلق الله آدم أمره أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر قائلاً له "يوم تأكل منها موتا تموت" (تك17:2).

ولكنه أكل فاستحق الموت وفقاً لعدل الله "فالله قاض عادل" (مز11:7). ويشمل هذا الحكم:

( أ ) موت جسدي:

فبعد أن سقط آدم في الخطية صار حكم الله عليه "وتعود إلى الأرض التي أخذت منها لأنك تراب وإلى التراب تعود" (تك19:3). ولهذا فقد طرد من الجنة حتى لا "يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد" (تك22:3).



(ب) موت أدبي:

كان آدم في الجنة سيداً مكرماً "متسلطاً على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تك28:1). ولكن بعد أن أخطأ انتزعت السلطة من يده وأصبح مساوياً لما كان قبلا صاحب سيادة عليهم. (تك15:3). وبعد الكرمة أصبح في هوان "يعمل الأرض وبالتعب يأكل عشب الحقل" (تك17:3،18،19،23). وهكذا ورثته الخطية العار والخزى "عار الشعوب الخطية" (أم34:14).



(ج) موت أبدي:

إن عقوبة الخطية لم تقتصر على الموت الجسدي والأدبي فحسب وإنما شملت أيضا الموت الأبدي في نار جهنم. وقد وضح رب المجد مصير الأشرار الأبدي بقوله "اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (مت41:25).



هذا الحكم المثلث لم يكن قاصراً على آدم فحسب بل امتد إلى جميع الجنس البشرى، إذ قد ورثوا منه جرثومة الخطية التي سرت في دمائهم فأوجدت فيهم ميلا طبيعياً للخطية. وقد وضح هذه الحقيقة القديس بولس الرسول بقوله "بإنسان واحد (وهو آدم) دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية (صار) الموت.

وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع"(رو12:5). هذا هو موقف الإنسان أمام عدل الله.

ولنتأمل الآن الصفة الأخرى من صفات الله وهي:



2- عمل الرحمة:

فقد قال الكتاب "الرب إله رحيم رؤوف … غافر الإثم والمعصية والخطيـة"(خر6:34،7).

وفي رحمته لا يرتضى موت الإنسان إذ قال "هل مسرة أسر بموت الشرير ألا برجوعه عن طرقه فيحيا" (حز23:18).

من هنا تنشأ المشكلة، فان نفذ الله عدله في الإنسان وعاقبه بالموت، فأين عمل الرحمة؟!.

وإن عامله بالرحمة وغفر له فأين حكم العدل؟!. حقيقة يا أخي إنها مشكلة، وليس لها سوى حل وحيد وهو موضوع حديثنا في النقطة التالية.



ثانياً:- الحل الوحيد
لكي يمكن للرحمة أن تسود لا بد للعدل أن يأخذ مجراه. وهنا ينشأ الحل الوحيد لهذه المشكلة بتدبير (فدية) تتحمل حكم العدل عوضاً عن الإنسان الذي ينعم بعمل الرحمة. ولكن لا بد للفادى أن تتوفر فيه شروط معينة حتى يوفي مطالب العدل الإلهي، فيجب أن يكون الفادي.



1- غير محدود :

فالخطية تقدر وفقاً لشخصية المخطأ إليه، وتقاس عقوبتها طبقاً لمركزه،وتتناسب كفارتها مع قيمته. فمثلا: إذا أخطأت في حق زميل لك، كانت خطيتك محدودة ولا تحتاج لأكثر من اعتذار. أما إذا أخطأت في حق الحاكم فان خطيتك تستحق عقوبة شديدة، ولا يكفي الاعتذار عنها ليعفى عنك.

أما خطية الإنسان ضد الله، فهي خطية غير محـدودة. لأن الله غير محـدود. ولهذا فقد استحقت هذه الخطية عقـوبة غير محـدودة.

فلا بد أن يكون الفادى الذي يكفـر عنها، غير محدود.



2- إنسـاناً:

إذ يجب أن يكون الفادى من جنس المفدى، ومساوياً له في القيمة على الأقل. فلا يصح أن يفدى الإنسان ملاك لأنه ليس من جنسه وكذلك الحيوان لا يصلح إذ أنه ليس من جنسه أيضاً ولا من قيمته.



3- طـاهراً:

فان كان الفادى خاطئاً فإنه يموت بخطية نفسه، ولا يصلح لفداء غيره. إذن يجب أن يكون طاهراً. فمن ذا الذي تكتمل فيه هذه الشروط؟

· هل ملاك يمكن أن تتوفر فيه هذه الشروط؟

كلا. فالملاك مخلوق محدود وليس إنساناً.

· هل حيوان يمكن أن تتوفر فيه هذه الشروط؟

كلا. فالحيوان مخلوق محدود وليس إنساناً.

· هل نبي يمكن أن تتوفر فيه هذه الشروط؟

كلا. فالنبي وإن كان إنساناً فهو محدود وغير طاهر.

لا يوجد سوى حل وحيد لفداء الإنسان، وهو: أن يتجسد الله (غير المحدود) في جسد (إنسان) ويولد من عذراء ليكون (بلا خطية) وهذا ما تم فعلا.



· فالمسيح هو الله غير المحدود "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد"(1تى16:3).

· وهو الطاهر الوحيد "لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر"(1بط22:2).

فيسوع هذا الإله المتجسد قدم نفسه فدية عن البشر إذ تحمل هو حكم الموت ووفى عدل الله، حتى يخلصنا نحن برحمته "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله لإظهار بره في الزمن الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع"(رو24:3-26)




ثالثاً:- خطة حكيمة
إن عملية تجسيد الله وارتضائه بالصلب أمر لا يمكن للإنسان أن يقبله بسهولة لأنه يفوق إدراك العقول. وما العهد القديم بكل ما فيه سوى تمهيد البشرية لقبول التجسد والفداء، إذ قد أعلن الرب ذلك في وعود صريحة، ورموز واضحة. أقتصر منها على ذكر ما يلي:



1- وعود الفداء:

وتنسق هذه الوعود في نبوات صريحة أشار بها الروح في العهد القديم إلى موت المسيح الكفاري ليخلص البشرية نذكر منها:



( أ ) النبوة لنسل المرأة:

بعد سقوط آدم وحواء بغواية الحية أصدر الرب حكمه قائلا للحية "أضع عداوة بينك وبين نسلك ونسلها، وهو يسحق رأسك وأنت تسحق عقبه"(تك15:3). ففي هذا الحديث نبوة صريحة عن الفداء ففي قوله "هو يسحق رأسك" إشارة واضحة عن هزيمة الشيطان في الصليب إذ يقول الرسول "وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب. إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه" (كو15:2).

وفي قوله "أنت تسحقين عقبه" إشارة إلى موت المسيح على الصليب. فعندما مد الشيطان رأسه ليسحق عقب المسيح داس المسيح على رأسه وسحقها.



(ب) نبوة اليهو:

وهو أحد أصحاب أيوب الذين جاءوا ليعزوه، فتنبأ عن فداء المسيح للإنسان إذ قال "قد أخطأت وعوجت المستقيم ولم أجاز عليه. فدى نفسي من العبور إلى الحفرة، فترى حياتي النور" (اى27:33،28).

ففي هذا القول نبوة صريحة عن عمل الفداء، فالإنسان الذي أخطأ وعوج المستقيم لم يجاز عليه. أي لم ينفذ فيه حكم الموت الذي هو قصاص الخطية. (رو23:6).



(ج) نبوة داود:

لقد تنبأ داود النبي كثيراً عن المسيح وموته الكفارى ولكنى سأقتصر فقط على ما جاء من نبوات في مزمور 22، ومنها:

* صراخ السيد المسيح على الصليب "إلهي، إلهي لماذا تركتني"(مز1:22).

* الاستهزاء به "الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه، وينغضون الرأس قالين: اتكل على الرب فلينجه لينقذه لأنه سر به.(مز7:22،8).

* تسمير يديه ورجليه: ثقبوا يدي ورجلي وأحصى كل عظامي"(مز16:22،17).

* تقسيم ثيابه: "اقتسموا ثيابي وعلى لباسي يقترعون"(مز18:22).

* موته: "يبست مثل شقفة ولصق لساني بحنكي وإلى تراب الموت تضعني" (مز15:22).

وفي المزمور أيضا نبوات عن قيامته والتبشير باسمه..



(د) نبوات أشعياء:

ونقتصر أيضاً على بعض النبوات في الإصحاح 53 ففيه يتكلم عن نيابة المسيح عنا في تحمل:

· الحزن : أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها.(اش4:53).

· التأديب: مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. (اش5:53).

· الإثم: كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا.(اش6:53).

· عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها.(اش11:53).

· جعل نفسه ذبيحة إثم.(اش10:53).

· الذنب: ضرب من أجل ذنب شعبي.(اش8:53).

· الخطية: هو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين.(اش12:53).

· الصلب: ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها فلم يفتح فاه.(اش7:53).

· الموت والقبر: جعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته.(اش7:53).



(هـ) نبوة دانيال:

ويحدد دانيال أموراً عجيبة عن مجيء الفادى بقوله: "سبعون أسبوعاً قضيت على شعبي وعلى مدينتك المقدسة لتكمل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم وليؤتى بالبر الأيدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القديسين. فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الأزمنة وبعد اثنين وستين أسبوعاً يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة وإلى النهاية حرب وخرب قضى به..الخ"(دا.24:9-27).

وفي هذا الكلام إشارة واضحة إلى مجيء المسيح وفدائه للبشرية حتى يسود البر الأبدي … .



(و) نبوة هوشع:

إذ يقول بصريح العبارة موضحاً الفداء: "من يد الهاوية أفديهم، من الموت أخلصهم. أين أوباؤك يا موت. أين غلبتك يا هاويه"(هو14:13).

هذه كلها نبوات صريحة وإشارات واضحة تمهيدية حتى إذا جاء المسيح وقبل الموت فداء للبشرية تكون العقول قد مهدت لقبول ذلك.

ولننتقل الآن لنرى إشارات عملية أيضاً مهد بها الرب للفداء وهي:



2- رموز الفداء:

كثيرة هي الرموز التي تشير إلى الفداء نقتصر على بعض منها:



( أ ) ذبيحة آدم:

يقول الكتاب "وصنع الرب الإله لآدم وامرأته أقمصه من جلد وألبسهما"(تك21:3). ولاحظ يا أخي قوله (صنع) ولم يقل (خلق) فلابد وأن يكون هناك ذبيحة دموية، ثم أخذ جلدها وصنع منه أقمصة لسترهما. أليس هذا هو أول رمز لذبيحة المسيح الذي صنع الرب من ثوب بره أقمصة لستر عيوبنا "ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر"(أش10:61).



(ب) ذبيحة هابيل:

قدم قايين قربانا للرب من أثمار الأرض (تك3:4). وقدم هابيل من أبكار غنمه تك4:4). فسر الرب بذبيحة هابيل، لأنها ترمز إلى الفداء إذ أنه مكتوب "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9). أما تقدمة قايين فقد رفضت لأنها ليست ذبيحة دموية.



(ج) ذبيحة إسحاق:

لقد أمر الرب إبراهيم بأن يقدم ابنه اسحق محرقة، وعندما هم أن يذبحه، إذ بالرب يقول له "لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه" (تك9:22-13).

ففداء اسحق رمز إلى فداء المسيح للبشرية من حكم الموت المسلط على رقابهم. وهكذا يقول الرسول "الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا" (رو8:5).



(د) ذبيحة الفصح:

حدث في الليلة التي أخرج فيها الرب شعبه من أرض مصر، جال الملاك المهلك ليضرب كل بكر في أرض مصر، أما أبكار بنى إسرائيل، فقد أمر الرب بأن يفدوهم بذبح خروف ورش دمه على الباب (على القائمتين والعتبة العليا) حتى إذا مر الملاك يعبر ولا يهلك البكر الذي في داخل هذا البيت (خروج12).

فكان هذا الخروف رمزاً إلى فداء المسيح للبشرية، إذ برش دمه على القلوب تنجو من ضربة الهلاك.



(هـ) ذبائح الناموس:

لقد حدد الناموس أنواع ذبائح مختلفة يقدمها رئيس الكهنة. والكهنة والرؤساء والشعب عن خطاياهم، منها ذبائح المحرقة وذبائح السلامة، وذبائح الخطية، وذبائح الإثم(لاوين7:1) علاوة على الذبائح اليومية وذبائح السبوت، وذبيحة الفصح، وذبيحة الكفارة، وذبيحة عيد المظال (لاوين23،عدد28،29).

وهذه الذبائح جميعها ترمز إلى ذبيحة المسيح لأجل خلاص العالم.



(و) الحية النحاسية:

أمر الرب موسى النبي أن يصنع حية من نحاس ويعلقها على راية لينظر إليها كل من لدغته الحيات المحرقة بسبب تذمرهم في البرية، ومن نظر إليها بإيمان يشفى في الحال، ويخلص من الموت (عدد4:21-9).



وفي هذه الحية رمز واضح للمسيح فقد أشار رب المجد صراحة إلى ذلك إذ قال "وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." (يو14:13،15).



ورمز الحية للمسيح له عدة أوجه منها:

· تعليق الحية على راية يرمز إلى تعليق المسيح على الصليب.

· صقل الحية في النار يرمز إلى آلام المسيح.

· خلو الحية من السم يرمز إلى خلو المسيح من الخطية(رو3:8).

· لعنة الحية في الفردوس يرمز إلى اعتبار المسيح لعنة لأجلنا(غل13:3).

· شفاء من ينظر إليها يرمز إلى خلاص من يؤمن بالمسيح(يو15:3).



هذه يا أخي تدبيرات الله لخلاص البشرية حتى أنه في "ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس، ليفتدى الذين تحت الناموس"(غل4:4). فما أعظم الرب وما أكرم أفكاره العالية. فإن كنا قد سقطنا بإرادتنا ولم نسلك سبيل الطاعة بل تمردنا وعصينا فقد حصدنا ما زرعنا، علقما ومرارة. وبذلك استحققنا العقاب العادل وهو الموت الأبدي. ومع ذلك ما ارق قلب الرب! وما أعجب محبته! وما اعظم مراحمه فلم يرتض أن يرانا ننحدر إلى الهاوية ويبقى ساكناً بل تحركت أحشاؤه تعطفا علينا وأسرعت بيمينه لتنشلنا. وهكذا تم الفداء، وأتم الفادى أعظم عمل اقتضته محبته وقال وقلبه ممتلئ سروراً ورغم الآلام: (قد أكمل) وبهذا فصل في أعظم واعقد قضية مرت على البشرية بل تخص البشرية بأسرها، القضية التي ما كان ممكناً أن تحل لولا أن أخذ الفادى على عاتقه أن يتولى بنفسه حلها.

فأي شكر نقدمه له كل حين على فضله الذي لا يوصف! له المجد إلى الأبد. آمين.