الباب الرابع نعمة الخلاص
"قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس."(تى11:2).
الفصـل الأول : مفهـوم النعمـة
الفصـل الثاني : عمــل النعمـة
الفصـل الثالث : مجــال النعمـة
الفصـل الرابع : وسـائط النعمـة
تقـديم
ما أطيب قلب الله المحب. فإذ قد وجدني مسكيناً تعيساً، لا حول لي ولا
قوة، رازحاً تحت قصاص الموت بسبب خطاياي الكثيرة، وساقطاً تحت عبودية
إبليس بسبب ضعفي الشديد وعجزي الكامل وعدم مقدرتي على الإفلات من بين
أنياب خصمي، حالتي المحزنة هذه قد حركت قلب الله الممتلئ حناناً، "إذ
أحبني وأسلم نفسه لأجلي." (غل20:2). وهكذا جاء الابن ومات عوضاً عنى،
وحول لي العقوبة خلاصاً، ورفع عن عنقي قصاص الموت.
وإذ وجدني ضعيفاً أمام قوة الخطية، وسلطان إبليس، وسيطرة العالم، أرسل لي
روح القوة من الأعالي، ليعين ضعفي قائلا لي "تكفيك نعمتي لأن قوتي في
الضعف تكمل" (2كو9:12).
وعلاوة على كل هذا فعندما صعد إلى السماء قال لي "أنا أمضى لأعد لك مكانا
… وآتى أيضاً وآخذك إلى حتى حيث أكون أنا تكون أنت أيضاً."(يو2:14).
فما أعجبك إله رؤوف متحنن، سبيت قلبي بحبك، وأخجلتني بعطفك إذ حبوتني
بنعمتك المخلصة.
أخي القارئ ما أحوجنا أن نعرف مفهوم النعمة وعملها، ومجالها، ووسائلها
المتعددة.
|