الفصـل الثالث الأسرار
الإلهية
أولاً :- سـر المعمودية
ثانياً :- سـر المسـحة
ثالثاً :- سـر التـوبة
رابعاً :- سـر الشـركة
ومن بين ما يوضح أن غاية الكنيسة هي الخلاص هو ما اشتملت عليه من أسرار
مقدسة تعتبر مركز الدائرة فيه. وإن كانت جملة الأسرار الكنسية سبعة، إلا
أنه يوجد أربعة أسرار منها نستطيع أن نسميها أسراراً خلاصية وهي:
سر العماد، وسر المسحة المقدسة، وسر التوبة، وسر الشركة. أما بقية
الأسرار فهي أسرار اختيارية أي ليست إلزامية لكل مؤمن وهي: سر الكهنوت،
وسر الزيجة، وسر مسحة المرضى. فليس بالضرورة لكل مؤمن أن يتمم هذه
الأسرار فيكون كاهناً أو متزوجاً وإن كان كل إنسان محتاج لهذه الأسرار
أيضاً فلا يمكن أن يتم أي سر إلا بواسطة الكهنة الذين يقامون بسر الكهنوت
...
ولنستعرض الآن الأسرار الخلاصية التي نعتبرها شيكات النعمة واهبة الخلاص
من رصيد دم المسيح المسفوك على عود الصليب.
أولاً :- سر المعمودية:
"من آمن واعتمد خلص" (مر16:16).
وفي كتاب المعمودية نجد ما يأتي:-
(السيد المسيح له المجد قال من فمه الطاهر: "يجب أن نكمل كل بر" وقال
أيضاً لتلاميذه الأطهار: "امضوا إلى كل الأمم وبشروهم بالإنجيل وعمدوهم
باسم الآب ولابن والروح القدس". وكل من آمن واعتمد خلص. فصار هذا العماد
متتابعاً من السيد المسيح وخلفائه سادتنا الرسل الأطهار بالمعمودية
المقدسة لأن بها غفران الخطايا والدخول إلى السموات).
هذا هو سر المعمودية الذي به ننال خلاصاً بغفران خطايانا في استحقاقات دم
المسيح المسفوك على خشبه الصليب.
ثانياً :- سـر المسحة
"وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ .. وأما أنتم فالمسحة التي
أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم
هذه المسحة عينها" (1يو20:2،27). وبهذا السر المقدس ينال المؤمن الروح
القدس. "ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم" (أع6:19). ودور
الروح القدس في الخلاص في غاية الأهمية إذ أنه يقوم بعمليتي:-
1- التحرير:
إذ أنه هو القوة المحررة من سلطان الخطية كما يقول بولس الرسول: "ناموس
روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت" (رو2:8).
2- التثبيت:
إذ يثبت المؤمن في شخص المخلص ربنا يسوع المسيح فيثبت في الخلاص "ولكن
الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله. الذي ختمنا أيضاً وأعطى
عربون الروح في قلوبنا" (2كو21:1،22).
وهذا هو عين ما توضحه الكنيسة في الصلوات الخاصة بهذا السر كما ترى مما
يأتي:-
"أنعم بالروح القدس عند نضحة الميرون المقدس ليكن خاتماً محيياً وثباتاً
لعبيدك بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا.." (كتاب الصلوات الطقسية).
أرأيت إذن يا أخي المبارك تضامن هذين السرين في عملية الخلاص!.
· فبالمعمودية ننال خلاصاً من قصاص الخطية وعقوبتها.
· وبالمسحة ننال خلاصاً من سلطان الخطية ومحبتنا لها.
وذلك عن طريق ثباتنا في الروح القدس الذي حل فينا.
عزيزي إن كان الأمر بهذين السرين كما رأيت الآن نراك يا من قبلتهما
مغلوباً من شهواتك مستعبداً لأدناسك؟. أليس لأنك لم تفهم فاعلية النعمة
التي أعطيت لك؟
أتريد أن تخضع لفاعلية المسحة المقدسة حتى يعمل فيك روح هذه المسحة
ليحررك من قيود الخطية وأغلالها؟!.
"هو ذا الآن وقت مقبول، إخضع لسلطان الروح وأصغ لتبكيتاته وأطع توجيهاته،
سلم له القيادة فيحررك بالتمام. وأضرم موهبة الله التي فيك" (2تى6:1).
ثالثاً :- سـر التوبة:
"توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتى أوقات الفرح من وجه الرب".
(أع19:3).
وفي صلوات هذا السر وضعت الكنيسة هذا القول:
"اللهم أنعم علينا بغفران خطايانا باركنا،طهرنا حاللنا.."
فان فاعلية سر التوبة هو كفاعلية سر المعمودية حتى دعاها مجمع قرطاجنة
"التوبة معمودية ثابتة". وفي ذلك قال القديس أوغسطينوس: "إن الخطية إذا
فعلها موعوظ تغسل بالمعمودية وإذا فعلها معمد تترك بالتوبة".
رابعاً :- سر الشركة
"من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه" (يو56:6). وفي صلوات هذا السر
وضعت الكنيسة هذا القول: "أنت يارب علمتنا هذا السر العظيم الذي للخلاص"
(صلاة بعد الاستعداد).
ونستطيع أن نركز فاعلية هذا السر في الخلاص فيما يلي:-
1- المغفـرة:
"لأن هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة
الخطايا". (مت28:26).
2- التثبيت:
"من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه" (يو56:6).
وبثباتنا في شخص المخلص يحررنا من سلطان الخطية ومحبتها "إن حرركم الابن
فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو36:8).
ولعلك من هذا تستطيع أن ترى أن فاعلية هذا السر تقابل فاعلية سر المسحة
الذي به نثبت أيضاً في المسيح:
"ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله" (2كو21:1).
ولقد وفق القديس باسيليوس في جمعه بين الفكرتين في عبارة واحدة وضمنها
قداسة الإلهي:
"إذ طهرتنا كلنا تولفنا بك من جهة تناولنا من أسرارك الإلهية. لكي نكون
مملوئين من روحك القدوس وثابتين في إيمانك المستقيم بالمسيح يسوع ربنا".
(صلاة خضوع للآب سراً).
تضامن السرين:
وكما رأيت يا أخي تضامن سرى المعمودية والمسحة في خلاص الموعوظ هكذا
أيضاً ترى تضامن سرى التوبة والشركة لخلاص المؤمن على النحو التالي:
¨ فبالتوبة.. ننال خلاصاً من قصاص الخطية الفعلية وعقوبتها.
¨ وبالشركة.. ننال خلاصاً من سلطان الخطية ومحبتها.
وذلك عن طريق ثباتنا في شخص الرب يسوع المخلص بالروح القدس الذي يملأنا.
وهو الذي يحررنا "إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو34:8).
هذا هو عمل هذين السرين في حياتك ..ولكن لماذا أنت لا تقدر ذلك؟. لماذا
تمارس هذه الأسرار شكلياً دون التمتع بقوتها؟.. أخشى يا عزيزي أن ينطبق
عليك القول:
"لك صورة التقوى ولكنك تنكر قوتها" (2تى5:3).
فاقدم على هذه الأسرار بمفهوم جديد واضعاً نصب عينيك غاية واضحة وهي
(الخلاص) لا مجرد إتمام مراسيم طقسية..
الخلاصة
* الخلاص هو غاية:
تجسد المسيح، كرازة الرسل، إيمان الجميع.
* وهو غاية رسالة الكنيسة تبرز في:
التذكارات الكنسية:
السنوية: أسبوع الآلام - الأعياد.
الشهرية: احتفال يوم 29 من كل شهر.
الأسبوعية: صومي الأربعاء والجمعة - قداس الأحد.
اليومية: مناسبات صلوات سواعي النهار.
كتب الصلوات الطقسية:
الأبصلمودية: إذا أحببنا اسم الخلاص..نعطى..الخلاص.
الأجبية: بشروا من يوم إلى يوم بخلاصة.
الخولاجى: خلصت حقاً.
الأسرار الإلهية:
المعمودية: من آمن واعتمد خلص.
المسـحة: ناموس روح الحياة .. أعتقني من ناموس الخطية.
التوبــة: توبوا وارجعوا لتحمى خطاياكم.
الشركـة: علمتنا هذا السر العظيم الذي للخلاص.
|