الفصـل الثاني كتب الصلوات
الطقسية
أولاً :- الأبصلمودية.
ثانياً :- الأجبية.
ثالثاً :- الخولاجي.
توضح لنا كتب الصلوات والقراءات التي وضعها الآباء في الكنيسة مدى
اهتمامهم بإبراز رسالة الخلاص، وفيها الكثير من النصوص الصريحة. ولكني
أقتصر على اقتطاف عدة عبارات لتكون موضع تأمل ودراية بكنوز البيعة
الثمينة من الكتب الآتية:
أولاً :- الأبصلمودية
وهو كتاب التسبحة أي الصلوات التي تسبق رفع بخور عشية وباكر، وهو ملئ
بمعاني الخلاص وإيضاحاته، ولكنى أقتصر على نص واحد منها:- (إذا ما أحببنا
اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح وصنعنا الرحمة بعضنا من بعض نكمل
الناموس .. فان كنا معوزين من أموال هذا العالم، وليس لنا شئ نعطيه صدقة،
فلنا الجوهرة اللؤلؤة الكثيرة الثمن، الاسم الحلو المملوء مجداً الذي
لربنا يسوع المسيح.
إذا لازمناه في إنساننا الداخلي فهو يجعلنا أغنياء حتى نعطى الآخرين ليس
أموال هذا العالم الزائل التي نطلبها بل خلاص نفوسنا بتلاوة إسمه
القدوس).
كم أحب أن أطلق على هذه القطعة اسم (أنشودة الخلاص) إذ توضح لنا غاية
الناموس ألا وهي الخلاص، ففي هذا العرض البديع نرى شقي الخلاص.
1- تمتعك الشخصي به:
إذا أحببنا اسم الخلاص..
إذا لازمناه في إنساننا الداخلي..
2- تقديمه للآخرين:
صنعنا رحمة .. نعطى الآخرين .. خلاص نفوسنا. أخي الحبيب إن الآباء بهذا
الكلام يناشدونك أن تلازم الخلاص وتعمل على تقديمه للآخرين ..
ثانياً :- الأجبية
وهو كتاب السبع صلوات التي تصلى في الكنيسة وأيضاً في الصلوات الانفرادية
للمؤمن. وهذا الكتاب غنى هو الآخر بما فيه من نصوص عن الخلاص، ولكني
أقتصر على ما يأتي:-
1- صلاة الساعة السادسة:
(صنعت خلاصاً في وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك
الطاهرتين على عود الصليب فلهذا كل الأمم تصرخ قائلة المجد لك يارب)
يتغنى المرنم بالخلاص الذي صنعه رب المجد على الصليب وقدمه لجميع الأمم
التي من أجل هذا تصرخ ممجدة الرب.
2- صلاة الساعة التاسعة:
"بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه.." (مز95). حرص الآباء على وضع هذا المزمور
في مقدمة هذه الصلاة ومنه دعوة صريحة للتبشير بخلاص الرب من يوم إلى يوم
.. فهل تنفذ ما تصليه؟ أم أن صلواتنا مجرد ترديد ألفاظ بلا استعداد للعمل
بما يريده الرب منا .. إن الوصية صريحة لنا أن نبشر من يوم إلى يوم
بخلاصه..
3- صلاة نصف الليل:
(بعين متحننة يارب انظر إلى ضعفى فعما قليل تفنى حياتي. وبأعمالي ليس لي
خلاص فلهذا أسأل بعين رحيمة يارب انظر إلى ضعفى وذلي ومسكنتي).
ما أجمل هذه الطلبة التي فيها يقر المصلى بضعفه وذله ومسكنته وعدم
اعتماده على أعماله في الخلاص بل على رحمة المخلص وتحننه.
ثالثاً :- الخولاجي
وهو كتاب صلوات القداسات التي وضعها القديس باسيليوس والقديس إغريغوريوس
والقديس كيرلس.
وهذا الكتاب أيضاً لا يقل في غناه بعبارات الخلاص وإظهاره عن بقية كتب
البيعة .. وسنقتصر على ذكر ما يأتي :-
1- القداس الباسيلي:
( خلصت حقاً )
أي لقد نلت الخلاص حقاً .. وتتكرر هذه العبارة ثلاث مرات في القداس. مرة
عقب صلاة الشكر بعد تقديم الحمل، ومرة عقب إنجيل القداس، ومرة ثالثة عقب
تحاليل ما قبل الاعتراف الأخير.
2- القداس الإغريغوري:
(أنت يا سيدي حولت لي العقوبة خلاصاً .. أنت الذي خدمت لي الخلاص لما
خالفت ناموسك).
ما أجمل هذا التعبير: يسوع حول لنا العقوبة خلاصاً إذ تحمل هو نفسه عقوبة
الخطية نيابة عنا .. يسوع نفسه خدم لنا الخلاص، لم يأتمن ملاكا ولا رئيس
ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبياً على خلاصاً..
3- القداس الكيرلسي:
(الساقطين أقمهم والقيام ثبتهم، الضالين ردهم .. أدخلهم جميعاً إلى طريق
خلاصك).
لقد كانت الغاية واضحة أمام القديس مار مرقس الرسول واضع هذا القداس
المسمى باسم مدونه القديس كيرلس..
فغاية الخلاص هي محور صلاته، فيطلب من أجل الجميع أن يدخلهم الله إلى
طريق الخلاص الذي علمنا إياه كما سجل القديس باسيليوس في قداسه:
(تجسد وتأنس وعلمنا طرق الخلاص)
فهل دخلت يا أخي المبارك في طريق الخلاص، وهل تسير فيه؟
أم أنك تقف من بعيد وتكتفي بمجرد التطلع إلى السائرين فيه؟
|