عالم المعجزات - بحث في تاريخ القرآن |
|
هو الوحي نفسه الذي نزل على الأنبياء السابقين نزل على محمد ومحمد يعتبر نفسه من جملة هؤلاء الأنبياء الذين سبقوه في التاريخ وهذا ليس من كتب السير والأخبار بل من القــرآن ذاته ولم يكن الوحي الذي أيدهم به الله مخالفا الوحي الذي أيد به محمدا وكانت ظاهرة الوحي متماثلة عند الجميع لأن مصدرها واحد وغايتها واحدة الشيخ صبحي الصالح مباحث في علوم القرآن ص 22 عن الطبري 6 : 20 وجاء في القرآن إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده .... وكلم الله موسى تكليما سورة النساء 63 - 64 ووحي الله على محمد كوحيه على من سبقه سواء بسواء وكان محمد يعي ذلك القرآن 42 : 3 وأيضا أوحي إليك وإلى الذين من قبلك 39 : 65 هذا الوحي هو من عند الله وليس لمحمد أن يبدل فيه أو أن يعطيه من تلقاء نفسه أو أن ينطق به على هواه أو أن يختار إتباعه بحسب ما يشاء ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي أن أتبع إلا ما يوحى إلي سورة يونس 10 إنما أتبع ما يوحي لي من ربي الأعراف 7 ... وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى النجم 1 - 3 وما نزل على محمد من وحي كان تبيانا لما أنزل من قبل وكان هم محمد أن يظهر للناس كل ما أنزل على الأنبياء سورة النحل 44 وقال أيضا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينه للناس آل عمران 178 وشهد على استمرارية الوحي هذه كثيرون ممن يعرفون التوراة والانجيل فمحمد يعتبر أهل الكتاب على علم بما في القرآن سورة الأنعام 114 بل هم يفرحون بما جاء فيه سورة 13 : 36 وجميع الناس كتابيون كانوا أم أميين يؤمنون بما أنزل على محمد ومن قبل سواء بسواء والراسخون في العلم منهم والمؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك سورة 4 والمسلمون حقا هم القائلون أمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل ويحدد القرآن موقفه منهم بقوله يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل إليكم سورة 5 : 68 و 4 : 212 و 2 : 4 وفي الحقيقة أن أهل الكتاب يشهدون على استمرارية الوحي من التوراة إلى الانجيل إلى القرآن ويشهدون على صحة التنزيل والوحي على محمد سورة 10 : 94 وإذا كان أتباع محمد من العرب والأعراب ممن لا يستطيعون فهم الوحي القرآني فما عليهم إلا أن يسألوا أهل الكتاب ويوصيهم بذلك سورة 16 : 43 و 21 : 7 وحدة الوحي هذه جعلت من المؤمنيين برسالة محمد مع المؤمنيين برسالة موسى وعيسى واحدا وشريعتهم واحدة وسنتهم واحدة سورة 42 : 13 و 17 : 77 و 35 : ومع وحدة الشريعة لابد من توحد المؤمنون في أمة واحدة هي أمة وسط 2 : 143 مقتصدة في عقيدتها 5 : 66 بسيطة في شريعتها بسبب ضعف الانسان العربي 8 : 66 وهي دعوة قرآنية ملحة في الوحدة بين المؤمنين أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه 42 : 13 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا وهي دعوة استجاب لها محمد وأتباعه لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمـون 2 : 285 ونصحهم قائلا لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا سورة 3 : 105 ومع وحدة الوحي والشريعة توحد المؤمنون جميعا حتى أصبحوا أمة واحدة 23 : 51 وأعلنوا ايمانهم بقولهم آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل 5 : 59 هذا هو الوحي المحمدي لا شئ فيه جديد سوى أنه خفف عن كاهل هذه الأمة العربية بعض عسر شريعة أهل الكتاب وذلك بسبب ضعفهم سورة 8 : 66 وقصة معراج محمد على السماوات شهيرة في سبيل الطلب من الله التخفيف عن أمته انظر الاسراء والمعراج تفسير الجلالين ص 371 |