عالم المعجزات - بحث في تاريخ القرآن |
|
وردت لفظة الوحي ومشتقاتها في القرآن حوالي 78 مرة وليست كلها بمعنى واحد ونستطيع حصر معانيها بما يلي من الوحي ما هو بمعنى الإلهام الفطرى للانسان كقوله وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه سورة القصص 7 وقوله وإذ أوحيت إلى الحواريين أن أمنوا بي وبرسولي المائدة 111 وهذا الإلهام هو أيضا بمعنى التوجيه الذي رتبه الله في نظام محدد وفق طبيعة الانسان ومن الوحي ما هو بمعنى الإلهام الغريزي للحيوان كقوله وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا النحل 68 وهو يمثل هداية الله وتوجيهه للحيوان بما ركبه فيه من خصائص لحفظ حياته وقيامه بوظائفه عبد المنعم نمر علوم القرآن الكريم ص 14 ومن الوحي ما هو بمعنى الاشارة السريعة التي تكون بالرمز والايحاء والرؤيا كما في قوله عن زكريا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا سورة مريم 11 وقد يكون وحي زكريا إلى الناس رمزا أو كتابة أو اشارة سريعة أو إيماء ومن الوحي ما يتعلق بوساوس الشيطان وإيحائه للانسان الشر والغرور قال وجعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا وقال أيضا وأن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم الانعام 121 ومنه أيضا ما يلقيه الله إلى الملائكة من أمره ليفعلوه من فورهم صبحي الصالح مباحث في علوم القرآن ص 24 كقوله إذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين أمنوا الانفال 12 هذا الوحي هو الهام سريع لا اشارة فيه ولا رموز أما الوحي الذي يحمله النبي محمد إلى الناس ليبلغهم مضمونه فهو كالوحي الذي كلف الله به ملاكه جبريل لينقله إلى الانبياء وبذلك يكون ما جاء به جبريل محمدا من وحي هو تنزيل عليه من رب العالمين الشعراء 192 - 195 و النساء 136 - 164 هذا المعنى الأخير للوحي يكون من الله على رسله وانبيائه مباشرة أو بواسطة ملاك الوحي ويكون أيضا برؤيا ليلية أو نهارية أو يكون بظهور الملاك نفسه بهيئة رجل على النبي أو أيضا بغير ذلك كما سنرى |